السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

ترك تعليمه لمساندة والده.. حسين بائع عصير صيفًا وملابس شتاءً

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تجاره الحياة كما فعلت مع العديد من أمثاله، بل رسمت له طريقًا مختلفًا مرصوفًا بالمعاناة والقسوة والعديد من الأشياء التي جعلته يترك التعليم من أجل مساندة والده في العمل، ليجني قوت يومه ويوفر مصاريف أسرته التي تقطن في صعيد مصر.

ففي أحد الشوارع التي تعج بالبشر بمنطقة وسط البلد بقاهرة المعز، يقف حسين الشاب العشريني، يبتاع العصير "السوبيا والتمر هندي"، على أمل أن يعود في نهاية المطاف وفي جيبه ما يكفي أسرته المحدودة الدخل لقوت يومها حتى يعود في اليوم التالي ويكمل المسيرة التي يعيش فيها منذ قرابة ١٥ عامًا حتى الآن.

قبل أربعين ربيعًا تقريبًا جاء عبد المنعم والد حسين إلى منطقة وسط البلد باحثًا عن لقمة عيش يسد بها جوع أسرته بعدما ضاقت به الدنيا بما رحبت في الصعيد وعانى كثيرًا من قلة العمل، فكانت قاهرة المعز هي المتسع الآخر الذي احتضنه وعاش في كنفها، ولم يجد نفسه إلا متجولًا بين الشوارع بعربة صغيرة بها عصائر يبيعها، لكن تقدمه في السن أفقده القدرة على التحرك كثيرًا فكان الشطر الآخر من المعاناة من نصيب الشاب العشريني الذي لم يستطع استكمال تعليمه بسبب هذا العمل. 

يقول حسين إنه منذ العاشرة من العمر يعمل بائعًا للعصير في شوارع القاهرة فمع دخول الصيف تأتي سفينة الخير محملة بأطنان من الرزق الوفير التي يستطيع من خلالها توفير كل احتياجات منزله، بسبب إقبال المواطنين على شراء العصير بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

فهناك مواسم لهذه المهنة بحسب ما وصفها الشاب، ولعل أهمها هو إقبال شهر رمضان حيث يكون العصير أساسيا في المنازل المصرية، والتي تتسبب في حرمانه من الذهاب إلى بلدته في صعيد مصر هذه الفترة، لشدة إقبال المواطنين على الشراء.

ويضف الشاب العشريني، أن وتيرة العمل تبدأ في الانخفاض مع اقتراب موسم  الشتاء، حيث يتغير حاله تماماً من بائع عصير، إلى بائع ملابس في الشوارع متجولا، حتى لا يقع في مأزق المصاريف الحياتية والمتطلبات، وهو الأمر الذي اعتاد عليه منذ سنوات طويلة، حتى جعل الشاب لم يفكر في أي شيء سوى العودة إلى كنف أسرته مجددا الصعيد، ليعيش الأيام التي حُرم منها في  الصغر. 

حال الشاب العشريني كحال الكثيرين من الشباب الذين يحاولون تأمين مستقبلهم من الناحية المادية لكن ظروف الحياة القاسية تعاندهم إلى حدٍ كبير، لذا يتمنى الشاب أن يترك القاهرة التي احتضنت والده قبل أربعين عامًا، ويعود إلى بلدته الصغيرة في صعيد مصر، ليكمل حياته برفقة أسرته بمشروعٍ صغير يلبي متطلباتهم.