الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تريسى وبن زيد وأونكل زيزو والبحث عن إجابة لسؤال: كيف تجعل طفلك قوي الشخصية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لسنا بصدد إعطاء تعليمات جوفاء وشعارات صماء، لكن غايتنا أن ندرك أننا أمام حياة بكل ما فيها من متغيرات ومنحنيات ومواطن فرح وحزن والإنسان قوي الجأش والشخصية هو من يستطيع مواجهة الصعاب وتخطيها، وإذا كان الإنسان هو أعظم بناء في الكون فعلينا أن نضع لبنات ذلك البناء في موضعها الصحيح منذ الصغر، وعلينا أن ندرك أن الحياة ليست ركض خلف الطعام والشراب وتأمين جانب مادي فقط، لكن علينا أن ندرك أن ما تتركه في ابنك أو ابنتك أفضل مما تتركه لهما، وأنه مهما كانت الظروف صعبة فإنها لا تمثل شىء لأن القوة الحقيقة في داخلنا، وليست بما نملك فقط كل ما علينا هو اكتشاف تلك القوة الكامنة داخلنا.

بريان تريسي ‏أشهر متحدث تحفيزي ومؤلف تطوير ذاتي أمريكى من أصل كندي، ألف أكثر من سبعين كتابًا تُرجم إلى عشرات اللغات، لم يستكمل تعليمه وكانت طفولته قاسية وتربى في كتف أسرة فقيرة لكنه تربى على الإصرار، لم يستسلم علم نفسه بنفسه وخصص وقتا للقراءة حتى نجح وكلما حقق نجاحا أصر على الاستمرار.

تريسي قدم الكثير من النصائح الهامة التي اتخذها البعض منهجا منها: أجعل الآخرين يشعروا بأهميتهم، فلا تسفه مجهود ولا تحتقر فعل، عظم أفعال وأشياء الناس.. واجعل أطفالك فخورين بما يفعلون، إن حاجة المرء إلى أن يشعر بأنه موضع تقدير وأهمية واحترام هي التعطش الأعمق في الطبيعة الإنسانية، وبالتالي فإن سر السحر الشخصي أو الجاذبية الشخصية أمر بسيط: أجعل الآخرين يشعروا بأهميتهم.

وحتى لا يرى البعض إننا نضرب نماذج من الغرب وأنه بالنسبة لنا مجتمع تطور ذاتيا وسلوكيا والأطفال بمحيطهم، وإن كان هذا أمر لا يمكن إنكاره لكن وهل هناك صبي جاء أقوى من على بن طالب كرم الله وجهه، حينما نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وهو يعرف أنه كان من الممكن أن يقتل، أو هل هناك صبي في العالم قاد جيشا فيه أبو بكر وعمرو ولم يرتعد ولا يخاف وكان أصغر قائدا في التاريخ. ألم يكونا من البادية ولم تتوافر لهما ظروف معيشية ولا ترفيهية كتلك التي نراها! وعجب العجاب في هذه السنوات الطفل الفلسطيني الذي يقف أمام آلة عسكرية دون خوف وكأنه يولد صاحب قضية.. تعلم ألا يخاف من احد سوى الله وأنه هو مصدر القوة بالعالم.

النماذج كثيرة في التاريخ والحياة والإجابات سهلة على ذلك السؤال: كيف تجعل ابنك قوي الشخصية؟ كن قويا فهو ياخذ من روحك ويرى أفعالك فإما أن ينتكس أو ينتصر المهم أن تكون أنت طبيعيا فليست قوة الشخصية في البنيان العضلي ولا في صرع الرجال لكن في الإيمان بالذات في الشجاعة فكم من أشخاص أقوياء البنان ولكن ضعفاء.. وقد عرضت السينما تلك المشكلة في إطار كوميدي في الفيلم الشهير والذي يحبه معظم الأطفال "أونكل زيزو" والذي يحكي الفيلم في إطار كوميدي عن قصة شاب ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه يحب فتاة تعمل في نادي رياضي لكرة القدم وفي يوم ما تدهسه الفتاة بسيارتها فيتفق مع شخص أن يأخذ حبوب مقوية ليصبح بطلًا رياضيًا معروف ومحبوب لكي يعالج ابن شقيقته «سمير» والذي أُصيب بصدمة نفسية شديدة عندما شاهد خاله وهو يتلقى ضربات قوية من «المعلم عكوة» ليعود خاله وينتصر عندما يدرك قوته الحقيقية.

 

بعض هذا العرض البسيط نستطيع أن نضع مجموعة من الإرشادات كإطار للتعامل مع الأخذ في الاعتبار أنه لا بد من أثر يقتفيه الطفل، لا بد من علامات إرشادية.. أشخاص.. حكايات.. مواقف. شخصية الطفل تبدأ بالنمو منذ سن الثلاث سنوات لذا يجب على الأهل مساعدته على تكوين شخصيته الخاصة وغرس الخصال الحميدة حتى يكبر.  إن تربية الطفل على قوة الشخصية هى أفضل هدية. قوة الشخصية هى مفتاح للصحة النفسية، وأساس نجاح العلاقات الاجتماعية، ونجاح الحياة المهنية.

الصورة الذاتية للشخص هى التى تتحكم فى تصرفاته سواء فى الجانب المهنى أو فى العلاقات مع الآخرين.

ويؤدى عدم امتلاك قوة الشخصية وضعف التقدير الذاتى إلى مشاكل نفسية تظهر على شكل اضطرابات فى السلوك.

يولد الأطفال بطبيعتهم منطلقين لديهم حب التجربة والاكتشاف والقيادة. ولايخافون من العقبات.

فتأتى تربية الآباء،إما لتعزز ذلك، وتنتج أبناء أسوياء، أو للأسف تتسبب فى جعل الأبناء ضعفاء الشخصية ولا يملكون ما يكفى من التقدير الذاتى.

كيف أجعل ابنى قوى الشخصية؟ ببساطة إليك أهم المفاتيح:

احترمى طفلك:

يكون احترام الطفل باحترام مشاعره، وذلك بتجنب الضرب، الشتم، الصراخ، السخرية، اللوم، المقارنة، الحرمان.. وغيرها من السلوكات المدمرة لشخصية الطفل.

احترام الطفل هو السبيل الأول لإكساب الطفل قوة الشخصية والثقة فى النفس.

عبرى عن حبك لطفلك:

كل أم تحب طفلها، لكن ليس كل أم تعبر عن هذا الحب بالشكل الصحيح. لا نقصد بالحب ذلك الحب المبالغ فيه، الذى يجعل الأم تفعل كلما يريده طفلها.

لكن ذلك الحب المعتدل، الذى يكون بجانب الحب والحزم والحرص عل مصلحة الطفل.

احرصى عزيزتى على أن تظهرى حبك لطفلك بالفعل والكلام والحضن والقبل والإنصات.

فإن الطفل الذى ينشأ فى بيئة مليئة بالحب، ينشأ قوى الشخصية.

أنصتى لطفلك:

الإنصات للطفل يجعل الطفل يشعر أن كلامه ورأيه مهمان.

الأمر الذى يجعله يعبر عن مشاعره ورغباته، ومواقفه، دون الخوف من التجاهل أو السخرية وما غير ذلك.

اجعلى طفلك يثق فيك، ويحس بالأمان معك.

لا تتجاهلى أسئلة طفلك عندما تكونين فى محادثة مع شخص ما. اعتذرى وأنصتى لطفلك وأجيبيه ثم أكملى الحوار.

نادى طفلك باسمه:

تجنبى مناداة الطفل ببعض الألقاب السيئة عندما تكونين غاضبة من دون قصد منك.

فهى تقلل التقدير الذاتى عند طفلك. وكذلك تلك الألقاب التى تقولها الأم من باب الدعابة، لكنها تشعر الطفل بالنقص والدونية، بأن تقول مثلًا...يا من يبلل فراشه كل يوم ناولنى الحفاضة.

احرصى دائمًا عزيزتى على مناداة طفلك باسمه هذا سيعزز قوة الشخصية لدى طفلك.

امنحى طفلك حرية التصرف فى نطاق المعقول: 

مع وضع بعض القواعد التى يجب أن يلتزم بها الطفل والتى من الأفضل أن يشارك الطفل فى وضعها للشعور بالمسئولية والاهتمام يجب إعطاء مساحة من الحرية للطفل للعب والتجربة والكتشاف والقيام بالأشياء التى لن تؤذيه أو تضره ولو كان فيها شيئًا من الفوضى أو الإزعاج لك.

أنتما القدوة 

يعتبر الطفل والديه مثاله الأعلى وقدوته الحسنة لذلك يقوم بتقليدهما في كل ما يقومون به، ولكي تنجحا في غرس قوة الشخصية في طفلك، اربطي أقوالك بالأفعال الموازنة وأظهري ثقتك بنفسك ولا تتردّدي أمامه، سيتعلم طفلك كل هذا منك وستنجحين في غرس القوة بداخله ليصبح عند الكبر قوي الشخصية.

اقرأ ليقرأ..

شجّعي طفلك على قراءة القصص والكتب المناسبة لعمره، فالقراءة هي ينبوع المعرفة ومن خلالها ستزداد معارفه مهاراته.

علّميه فن الحياة 

هذه الخطوة في بالغ الأهمية، علّمي طفلك منذ الصغر فن الإتيكيت أي كيف يجلس، وكيف يتناول الطعام، وكيف يتحدث بلباقة، وكيف يلقي السلام، وكيف يحترم آداب الحديث، هذه الأمور ستجعله يتصرف بثقة وبقوة أكبر عندما يتواجد بين مجموعة من الناس.

خلقنا لنتحاور 

احرصي على الاعتماد على أسلوب الحوار البناء لمعالجة أخطائه واشرحي له عواقب تصرفاته سيساعد هذا على تربيته بشكل سليم ليصبح قوي الشخصية عندما يكبر.

ساعديه لإخراج مهاراته

لكل طفل مهارة يتميّز بها وأنت من واجبك كأم أن تساعديه على اكتشافها وإخراجها وتطويرها بالتدريب، فقد تكون هواية طفلك العزف أو الرسم أو الرياضة ستصقل هذه المهارات شخصيته وستزيد من ثقته بنفسه ليصبح قوي الشخصية قادر على تحقيق النجاح في المستقبل.