بعد رحلة طويلة أثرى بها الحياة السياسية ومع آخر معركة مع الحياة والمرض، فارق عالمنا السياسي البارز جورج إسحاق.
الراحل من مواليد محافظة بورسعيد عام 1938، عمل مدرس تاريخ، عقب تخرجه في كلية الآداب عام 1964، ثم عمل مديرًا لمدرسة التوفيق القبطية، ثم خبيراً تربوياً حتى تقلد منصب مدير المدارس الكاثوليكية بمصر لفترة طويلة ، ثم مستشارًا إعلاميًا لها.
كان الراحل قد مارس العمل السياسي منذ طفولته، حيث سمع منذ صغره عن قصص المهاجرين من فلسطين وعن الفظائع الإسرائيلية ضد عدد من الأهالي الذين فروا إلى مصر بعد نكبة 1948. ثم جاء إلغاء معاهدة 1936 عام 1951 واشتعلت المقاومة في مدن القناة وبدأ الوعي ينبض بهدوء بما يتماشى مع سنه الصغير الذي أدرك فيه وطأة الاحتلال وكراهيته.
وحين قامت ثورة يوليو 1952 لم يكن إسحاق يعي الأمر تماما، لتكون الصورة أكثر ضبابية بالنسبة له مع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، لكن وعيه بدأ يتفتح تدريجياً أمام تصاعد الأحداث ليشارك جورج إسحاق مع الفدائيين في مقاومة الاحتلال وهو في طفولته.
انشغل بالسياسة هو ورفاقه الناصريين حتى سنة تخرجه 1964، وزاد تعلقه بالسياسة من خلال التنظيمات السرية حيث كان عضواً في تنظيم (حدتو)، وبعد أن وقعت نكسة 1967 اشترك في مظاهرات الطلبة عام 1968 ومحاكمة الطيران وفي 1970 وما تلاها من مظاهرات قبل حرب 1973 لتؤجج تلك الأحداث عنده الانتماء والمشاركة السياسية الإيجابية.