قال أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، إن العمل الخدمى يجرى فى دمه، ولن يتركه حتى آخر نفس فى حياته، فمنذ وفاة والدته والعمل العام يشغل وقته وتفكيره، وأشار إلى أن حصوله مؤخرا على جائزة الدولة التقديرية فى مجال الفنون، والتى جاءته فى الأمتار الأخيرة من حياته أسعده، ومثل رسالة بأن الدولة تقدره وتثمن مجهوده، وأن قراره بعد كل تكريم هو مزيد من التفانى والإخلاص فى العمل. وأكد "زكي" أن قضية تشغيل الفنانين على رأس أولوياته، وما زال يسعى ويحلم بمعاش يصون ويليق بمكانة الفنان المصري. وبمناسبة حصوله على جائزة الدولة التقديرية، يفتح أشرف زكى قلبه لـ"البوابة" والتى أجرت معه هذا الحوار..
■ بداية.. ماذا تمثل لك الجائزة فى هذا التوقيت؟
- جائزة الدولة التقديرية مهمة جدا فى حياتى، اسمها ومعناها كبير، وتعنى أن الدولة تقول لك هناك من يراقب عطاءك ويقدر ويثمن مجهودك ويشكرك لذلك، وهذه الجوائز لها معنى كبير وخاصة فى آخر الرحلة والمشوار فى الأمتار الأخيرة.
وأوجه الشكر إلى زملائى فى معهد الفنون المسرحية ومن رشحونى لتلك الجائزة، كما أشكر زملائى فى النقابة الذين حملونى على أكتافهم وأصلونى لهذه المكانة، والجائزة تحملنى مسئولية فى القادم إذا كان فى العمر بقية.
■ وما القرار الذى تتخذه بعد كل تكريم أو جائزة تحصل عليها؟
- مزيد من العمل ومزيد من المجهود ومزيد من الإخلاص ومزيد من التفانى فى العمل، سواء العمل الإبداعى أو العمل الأكاديمى أو العمل العام.
■ ولكن العمل الخدمى والعام مرهق للغاية وأخذك من التمثيل والإخراج؟
- لم يأخذنى من الإخراج كثيرا، فقد كان عندى مسرحيتين فى شهر ديسمبر الماضي، المسرحية الأولى بطولة منى زكي، والثانية بطولة غادة عادل.
■ لكنه بالتأكيد أخذك من التمثيل؟
- فعلا، ولكن ذلك هو اختيارى، وانا اخترت العمل العام، لأنى أحببته ووجدت نفسى فيه.
■ وهل هناك موقف معين دفعك للتمسك بالعمل العام والخدمي؟
منذ مرض ووفاة أمي، وهذه المواضيع تحث فارقا كبيرا معي، لذلك أحرص على تقديم واجب العزاء وزيارة المريض، وأنا فى المعهد كنت رئيس اتحاد الطلاب، فأصبح العمل العام شيئا أساسيا فى حياتي، وتخرجت فى المعهد على نقابة المهن التمثيلية ليصبح مشوارى بالنقابة طويلا جدا، فالعمل العام أصبح فى دمي.
■ ومتى يترك أشرف زكى العمل العام؟
- عند آخر نفس فى حياتي.
■ وما أبرز الأزمات التى تواجهك كفنان ونقيب للممثلين، وما أهم الأولويات الموجودة على مكتبك؟
- القضية رقم واحد واثنين وثلاثة وعشرة، هى أزمة التشغيل، والحمد لله هناك أمور وأزمات تم معالجتها نسبيا. والفجوة فى ملف تشغيل الفنانين، حدثت بسبب العرض والطلب، فقد كان هناك جهات كثيرة للإنتاج منها قطاع الإنتاج بالتليفزيون، وشركة صوت القاهرة، ومدينة الإنتاج الإعلامي، إضافة إلى الإذاعة المصرية، كل هذه الجهات توقفت، فأصبح المعروض أكبر بكثير من الطلب، مع ظهور أجيال جديدة سواء من الخريجين أو حتى مواهب خاصة.
■- وكيف ترى أجور الفنانين.. وهل ما نسمعه من أرقام فلكية حقيقي.. وهل هناك مجاملات فى أجور البعض؟
- الإنتاج لا يمزح، وهو فى الأساس "بيزنس"، يعنى أشرف يستحق ١٠٠ جنيه لأنه يتسبب فى مكاسب ١٢٠ أو ١٠٠ جنيه فالإنتاج لا يجامل. وبالنسبة للأجور والأرقام المعلنة أحيانا، فكثيرا لا تكون حقيقية والبعض يتباهى بها ليس أكثر.
■ وما تقييمك لملف الرعاية الصحية؟
- ملف الرعاية الصحية نبذل فيه مجهودا كبيرا ونقدم فيه خدمة على أعلى مستوى، ويشهد الجميع أننا نقابة متميزة فى هذا الملف.
■ هل خذلك أحد الفنانين ولو لمرة واحدة، أثناء لجوء نقابة الممثلين لهم لدعمهم لزملائهم بملف الرعاية الصحية؟
- أبدا، لا يوجد أى نجم أو نجمة خذلنى أو خذل نقابة الممثلين فى هذا الملف تحديدا، ولا يجرؤ أى فنان على عدم تقديم أى دعم ما دام فى استطاعته، وعلى حسب قدرته وإمكانياته وظروفه، أن يكون مصدقا ومؤمنا بكل ما يعمله.
■ وما الدور الذى تتمنى أن تجسده، وعمل تتمنى إخراجه؟
- أتمنى أمثل كوميدي، لأنى أحب الكوميدى ولم أجسد أدوارا كوميدية من قبل. أما العمل الذى أتمنى إخراجه، فهو فى المسرح لأنه عشقى الأول، واتمنى اخراج أعمال لشكسبير وصلاح عبد الصبور مثل "ليلى والمجنون".
■ أعلنت عن إنشاء دار مسنين لأعضاء نقابة الممثلين، فهل بدأت فعلا فى استقبال الأعضاء؟
بالفعل الدار بدأت فى استقبال الأعضاء، وكان هناك اجتماع الفترة الماضية ناقشنا خلاله كافة التفاصيل اللازمة للانتهاء من الدار، وإن شاء الله بعد عيد الأضحى سوف تعمل بكامل طاقتها.
■ كل الوسط الفنى أصدقاؤك، فكيف تفرق بين الصداقة وقراراتك كنقيب؟
- الرجل والنقيب القوي، قدرته تقاس وتظهر حينما يستطيع أن يفصل بين الجد والهزل.
■ وهل تستطيع فعل ذلك؟
- نعم، لأنه عملي.
■ وما مواصفات النقيب الناجح؟ وهل تم حصرك فى أدوار نمطية، ومتى نراك فى شكل مختلف عما تقدمه؟
■ هذه مشكلة فعلا أن يتم توظيفى فى أدوار نمطية، ولا أكون سعيدا بذلك على فكرة.
- وهل يوجد مخرج يمكن أن يقدمك بشكل مختلف؟
قدمت فى "كلام على ورق" دور حلو جدا، وكان عاجبني، والمسلسل بسبب الزاوية المايلة فلم يلق النجاح المطلوب، لكن ربنا يرزقنا بمن يستطيع إخراج المختلف منا. وأنا عندما أكون ممثلا أنسى أنى مخرج ونقيب الممثلين، وأكون مطيعا جدا على فكرة.
■ وماذا عن أشرف زكى الإنسان؟
- أنا إنسان بسيط وغلبان ومتزوج وطيب، ولدى أسرة مثلى مثل أى شخص عادي.
■ وهل تخرج عن شعورك فى بعض الأحيان؟
- الكذب والخيانة أعتبرهما وجهين لعملة واحدة، فلا أتعامل مع الكذاب والخائن.
■ حدثنا عن ماجدة زكى وعلاقتك بها؟
- ماجدة زكى دايما بتلعب دور الأم بالنسبة لي، وماجدة من زمان هى التى تصرف علينا ومسئولة عنا وتهتم بكل تفاصيلنا.
■ وماذا عن روجينا الزوجة والحبيبة، فهل تغار عليك بسبب تواصل الجميع معك كونك نقيبا للممثلين؟
- لا توجد امرأة لا تغار، ولكنى أغلقت باب الغيرة منذ البداية، لأنى مشغول جدا، ولا توجد عندى رفاهية الوقت، لكن الحب موجود لزوجتى وأهلى وأصحابي.
■ وما الذى خطفك فى روجينا؟
- خطفنى أدبها وسلوكها واعتزازها بنفسها.
■ وكيف استطعتم الحفاظ على بيتكم وأولادكم برغم كل هذه المشاغل والمسئوليات؟
- أولا لابد أن يكون هناك حب، وثانيا الإيمان بوظيفة كل واحد، بمعنى أن دورى أن أشجعها فى عملها ودورها أن تشجعنى فى عملي، وليس أن نبحث عن المشاكل.
■ وما الأعمال الدرامية التى تابعتها فى رمضان الماضى؟
- طبعا تابعت مسلسل "ستهم" لروجينا، وتابعت "رسالة الإمام" لخالد النبوى و"الكتيبة".
■ وما رأيك فى "ستهم"، خاصة أن روجينا ظهرت بشكل جديد وصعب ومختلف عما قدمته؟
- شهادتى فى روجينا مجروحة.
■ كان عندك حلم تسعى إليه وهو رفع قيمة معاش الفنان المصري، هل ما زال ذلك حلما، أم بدأ الخروج إلى الواقع بالفعل؟
- أحلم فعلا بأن يكون هناك معاش يليق بقيمة ومكانة الفنان المصري، يحفظ كرامته، وإن شاء الله سيتحقق قريبا جدا، وهناك "أخبار حلوة".
■ وبماذا تحلم وتتمنى على مستوى الساحة الفنية؟
- أتمنى عودة المسرح المصرى لازدهاره من جديد وأن تضاء جميع مسارح مصر.
■ وهل هناك قرارات تعجز عن اتخاذها؟
- هناك قرارات فى المهنة، يعنى مثلا لابد من اتخاذ قرار فى النقابة أجد نفسى ضعيف أمام زملائي، إذا كان القرار ضد زميل، فأحاول على قدر الإمكان عمل توازن بين القانون وبين الواقع.
■ وما العيب الخطير فيك؟
- الطيبة، وهى عيب كبير.
■ وماذا مثل لك دورك فى مسلسل "الاختيار٣"؟
- مشاركتى فى ملحمة كبيرة مثل مسلسل "الاختيار٣" وسام على صدري، وكنت جنديا أحارب فى ميدان المعركة بأدواتى الفنية.
■ وهل تزعجك الآراء النقدية التى ترى أنك تملك إمكانيات تمثيلية متواضعة؟
- لا، فأنا أتقبل النقد، ومؤمن أننى ما دمت فى العمل العام أو الفنى على أن يتسع صدرى للجميع.
■ ولكن ما أكثر نقد وجه إليك وضايقك وأزعجك؟
- كل نقد لم يكن فى محله، لأنى ظلمت كثيرا فى قرارات كثيرة أخذتها، وقالوا عني: "بيوظف القرارات لصالح زوجته ولصالح نفسه". وأكثر نقد أزعجنى عندما أخذت قرار تنظيم أعمال الفنانين العرب، فالدنيا قامت عليا وقتها.
■ كيف ترد على منتقديك الذين يتهمونك بالتجاهل؟
- لا، عمرى ما أتجاهل أحدا، لكن أرد دائما بالعمل.
■ وهل تواجه طلبات غريبة من الفنانين، وما هي؟
- عايز أشتغل، وشغلنى، فهناك من يظن أن فى يدى الشغل وأنى أستطيع تشغيل الناس، "ما كنت شغلت نفسي".
■ الجميع يعرف انتماءك لنادى الزمالك، فهل وصل ذلك إلى حد التعصب؟
- أنا زملكاوى متعصب وشعارى "الزمالك يكسب يخسر سنظل أوفياء"، أنا إنسان بسيط وغلبان وطيب ولدى أسرة مثلى مثل أى شخص عادي.