يعتبر ضياء العزاوى واحدا من أعظم الرسامين العراقيين، وقد بدأ مسيرته الفنية عام ١٩٦٤، بعد تخرجه من معهد الفنون الجميلة فى بغداد وحصوله على شهادة فى علم الآثار من جامعة بغداد عام ١٩٦٢، وقد توج العزاوى مؤخرا بجائزة النيل للمبدعين العرب، والذى استحقها عن جدارة لما قدمه للساحة الفنية والأدبية من إسهامات فى عالم الفن التشكيلى.
مناضل بدرجة فنان
وهو مناضل بدرجة فنان فقد بدأ العزاوى مع رافا ناصرى وشكل مع كل من محمد محيى الدين وإسماعيل فتاح وهاشم السمراشى وصالح الجمعى مجموعة «الرؤية الجديدة»، والتى جمعت زملاءها الفنانين أيديولوجيا وثقافيا بدلا من الأسلوب.
فكان ضياء العزاوى رائد الحداثة العربية التى ساهم فى تعريفها إلى حد كبير، رساما ونحاتا ورساما واسع المعرفة، وقد أكد دائما على التراث الثقافى للحضارات العربية وتسخير استخدامه فى الفن المعاصر.
وتعرض أعماله حاليا فى أماكن متعددة مثل متحف أشموليان للفنون والآثار فى أكسفورد، وعرضت العديد من المعارض والمتاحف الرئيسية مثل The Block Museum أعمال ضياء العزاوى فى الماضى.
لديه جائزة تحمل اسمه يتقدم لها كل عام آلاف الأعمال الفنية والتى تتنوع فى شتى مجالات الأعمال الفنية التشكيلية من نصب تذكارية وجداريات وأعمال نحتية، والجرافيتى.
عدد لا يحصى من المعارض
وعلى مدار أكثر من نصف قرن، عرضت أعمال ضياء العزاوى فى عدد لا يحصى من المعارض الجماعية والفردية فى جميع أنحاء العالم، لا سيما فى أوروبا والعالم العربى بما فى ذلك ثلاثة أحداث استعادية فى باريس وأبو ظبى، والدوحة.
يأتى هذا بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المطبوعات ذات الإصدار المحدود، ظهرت أعماله فى عدد لا يحصى من المنشورات ويمكن العثور عليها فى العديد من المجموعات العامة والخاصة.
ويشتهر العزاوى باحتفائه الدائم بالثقافة العربية والتى لا يتوانى لحظة فى إبراز ملامحها من خلال أعماله الفنية والتشكيلية، إذ نجد هذا المزيج اللافت والمبدع والمبتكر بين الكلمة والصورة.
كما تميزت تجربته الإبداعية باللوحات الضخمة والكبيرة الملفتة للنظر، هذا بالإضافة إلى التصميمات المعمارية والمنحوتات الضخمة والمزج بين الصورة والكلمة، ولم لا فالفن لغة واللغة كلمة تعبر بلا حدود ودون ترجمات.
أعما في جميع أنحاء العالم
وتم جمع أعماله من قبل المؤسسات العامة فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك صندوق النقد العربى، أبوظبى؛ مجموعة بارجيل، الشارقة؛ المكتبة الوطنية الفرنسية، باريس؛ المتحف البريطانى، لندن؛ مجموعة كالوست جولبنكيان، لشبونة؛ مؤسسة كولاس، بولونى؛ مؤسسة أونا، الدار البيضاء؛ جوجنهايم، أبوظبى؛ مجموعة الإبراهيمى للفنون التشكيلية العراقية، عمان. معهد العالم العربى، باريس؛ المتحف الوطنى الأردنى للفنون الجميلة، عمان؛ مؤسسة كندة، الرياض. مطار الملك عبدالعزيز الدولى بجدة، الصندوق الكويتى للتنمية الاقتصادية العربية، الكويت؛ مكتبة الكونجرس، واشنطن العاصمة؛ متحف مقاطعة لوس أنجلوس (LACMA)، لوس أنجلوس؛ المتحف العربى للفن الحديث، الدوحة؛ متحف الفن الحديث، بغداد، متحف الفن الحديث بدمشق، متحف الفن الحديث بتونس، متحف نابو، شكا (لبنان)؛ مجموعة Saeb Eigner الخاصة؛ مؤسسة الشارقة للفنون، الشارقة؛ تيت مودرن، لندن؛ متحف فيكتوريا وألبرت، لندن؛ البنك الدولى، واشنطن العاصمة.
رغم الغربة فالوطن يحيا بداخله
ويرى ضياء العزاوى، أن العراق ليس مجرد اسم أو قطعة أرض، ولا خريطة أقدم حضارة أو دولة ذات علم ونشيد وطنى، إذ يقول: «إنها ليست أرض إيمان واحد وجنس واحد، العراق روحى الداخلية التى حفظتنى تعمل كل هذه السنوات وتشارك شعبها فى الحلم لبناء الوطن برؤية حرة وتقدمية».
وجه الغريب
عبر العزاوى من خلال معرضه الذى حمل عنوان الصرخة عن سخطه لما يحدث بوطنه وتلك الميليشيات المسلحة التى باتت تحكم بالبندقية والبارود ليدق ناقوس خطر حول ما يحيط ببلاد الرافدين من خطر محقق وهو الجماعات الإرهابية.
وقد أقيم المعرض بالدوحة، وضم قرابة ٥٥٠ من أعمال العزاوى كلوحات ومنحوتات، عاكسا مرحلتين من حياة الفنان الذى غادر العراق عام ١٩٧٦والذى قال عنه العزاوى: «لدينا الدمار، لدينا المأساة، الذهنية الطائفية، ذهنية الانتقام كل هذا خلقته مصالح الغرب للحفاظ على مصالحه ليس لدى مشكلة مع الغرب، لكن دعم الأحزاب، الأحزاب الإسلامية، التى تتمتع بذهنية الانتقام ذهنية التطهير العرقى لا يمكن القبول بأى من هذه الأمور».
وبالرغم من سيطرة القوات العراقية مدعومة بفصائل شيعية مسلحة وتحالف دولى بقيادة واشنطن مناطق كثيرة كانت خاضعة لتنظيم داعش، إلا أن منظمات حقوقية رصدت انتهاكات عدة بحق سكان المناطق المحررة ذات الأغلبية السنية، وأشارت بأصابع الاتهام إلى أطراف شاركت فى القتال وخصت بالذكر الفصائل الشيعية.
وأضاف ضياء العزاوى: «أنا لا اقول إن الرئيس العراقى السابق صدام حسين كان رائعا، كلا، لكن الآن لدينا ١٠٠ صدام مع قيام كل هذه الميليشيات المسلحة، فيما الكثير من الشباب ليس لديهم وظيفة ومن السهل إعطائهم ٢٠٠ دولار وبندقية كلاشينكوف ودفعهم للقتال».