شهدت فعاليات المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الثاني «صحة أفريقيا Africa Health ExCon»، عقد جلسة تحت عنوان «التهاب الكبد الوبائي»، التي شارك فيها عدد من المسئولين والخبراء وعلى رأسهم الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، والدكتورة رنا الحجي، مديرة البرامج التقنية في منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ، وميج دورتي، من منظمة الصحة العالمية، وهارفي ألتر عالم الفيروسات والحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء.
كما شارك كلًا من الدكتور دانجوما آدا، رئيس تحالف الالتهاب الكبدي الوبائي العالمي، وكاثرين ماريا تيمرمانس، منظمة Unitaid الدولية، ووحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة، ود. منال السيد، أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة الأبحاث الإكلينيكية – كلية طب جامعة عين شمس، والدكتور محمد عبد العزيز من منظمة Africa CDC، والدكتور أنتوني نسيا-أساري مستشار رئيس غانا للشؤون الصحية، وفين جارلي رود من صندوق مكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي.
وشهدت الجلسة استعراض التجربة المصرية في القضاء على فيروس سي، وكذلك جهود المنظمات الدولية في مساعدة الدول الأفريقية، وإلقاء الضوء على مشكلة ارتفاع تكلفة العلاج من فيروس سي وبي، وجهود المنظمات الدولية في توفير التمويل اللازم لمساعدة الدول.
وأكد خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان، أن مصر لديها أفكارًا مهمة في مجال علاج الالتهاب الكبدي الوبائي رغم ضعف قدراتها المالية .
وأضاف أن مجال علاج الالتهاب الكبدي الوبائي شهد تقدمًا ملحوظًا على مدار الأعوام القليلة الماضية في مصر، موضحًا أن هناك أكثر من 65 مليون مواطن مصري، استفادوا من مبادرة 100 مليون صحة للقضاء على فيروس سي التي تم إطلاقها تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.
وأضاف عبد الغفار، أن مصر خضعت لتقييم منظمة الصحة، حيث ننتظر إعلان مصر قريبًا باعتبارها خالية من الالتهاب الكبدي الوبائي سي.
من جانبها قالت الدكتورة رنا حجي مديرة البرامج التقنية في منظمة الصحة العالمية - المكتب الإقليمي لشرق المتوسط ، إن هذا المؤتمر يعد فرصة عظيمة للاحتفال مجددًا بالإنجازات التي حققتها مصر في مجال الالتهاب الكبدي الوبائي.
وتابعت أن مصر أطلقت مبادرة 100 مليون صحة قبل تفشي جائحة كورونا وتم الكشف عن إصابة أكثر من 60 مليون مصري، مضيفا أن المنظمة عملت مع وزارة الصحة للقضاء على الالتهاب الوبائي سي.
وذكرت منى حجي، أن مصر أثبتت أنه يمكن تحقيق هذا الإنجاز فكانت نموذجًا يحتذى به تحت رعاية القيادة السياسية، منوهًة بأن هذه الإنجازات تمت تحت المتابعة الدقيقة والمحاسبة المتواصلة.
ولفتت إلى أن مصر دعت العديد من ممثلي الدول الأفريقية لاستعراض التجربة المصرية في القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي، حيث سيناقش المؤتمر أيضًا الالتهاب الكبدي الوبائي بي وتوفير اللقاحات الملائمة له .
وأكدت حجي أن القضاء على المرض هو أمر عظيم للدول والإنسانية ككل، مشيرة إلى أن مصر استطاعت على سبيل المثال أن تقضي على مرض البلهارسيا وهذا أمر عظيم، مما يثبت أن القضاء على الأمراض ليس أمرًا جديدًا على مصر.
وأشارت إلى أن المنظمة تسعى كذلك لإتاحة الوصول إلى الدواء لكافة المواطنين لذلك هناك حاجة إلى نظام صحي قوي لتحقيق ذلك.
في حين استعرض ميج دورتي، من منظمة الصحة العالمية تكلفة العلاج الخاصة بالالتهاب الكبدي الوبائي، موضحا أن علاج فيروس سي يكلف حوالي 60 دولار، ويكلف علاج فيروسي بي حوالي 30 دولار.
وقال إن هناك نماذج يحتذى بها للقضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي، وعلى رأسها مصر، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي للكشف المبكر والعلاج، الأمر الذي يساعد على النجاح في القضاء على المرض.
وأكد سعي المنظمة للتعاون مع الدول الأفريقية في مجال علاج الالتهاب الكبدي الوبائي وتحقيق المزيد من النجاح.
من جانبه قال البروفسير هارفي ألتر عالم الفيروسات والحاصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء، إن الأبحاث أثبتت أن الالتهاب الكبدي الوبائي موجود منذ آلاف الأعوام، وكذلك أن هناك أسباب وراثية للإصابة بالمرض، خاصة إذا كانت الأم مصابة ولم يتم علاجها.
وأضاف أنه على الرغم من خطورة مضاعفات الالتهاب الكبدي الوبائي إلا أن الدراسات أثبتت أنه بفضل اللقاحات، شهدت معدلات الإصابة انخفاضًا كبيرًا.
ونوه ألتر، بوجود بعض المعوقات التي تواجه استراتيجيات الكشف عن الالتهاب الكبدي الوبائي وعلاجه، على رأسها أن هناك عدد قليل من السياسات الوطنية للكشف عن المرض، وصعوبة إقامة البنية التحتية الملائمة، وكذلك إتاحة خدمات الكشف عن المرض بتكاليف في المتناول.
في حين قال د. دانجوما آدا رئيس تحالف الالتهاب الكبدي الوبائي العالمي، إنه يعيش في مجتمع يعاني 80% منه من الفقر، ومن الصعب كذلك الحصول على خدمات الرعاية الصحية الملائمة.
وشدد على أن التحدي الأكبر الذي نواجهه يتمثل في ضرورة خوض الكثير من الإجراءات والزيارات المتكررة لمنشآت الرعاية الصحية لتمكن من تشخيص المرض وبدء العلاج، وهذا الأمر مكلف جدًا.
وتابع أن مجتمعه يعاني من ضعف التعليم الصحي وكذلك ضعف الوعي العام بالمرض، مؤكدا ضرورة الحاجة إلى توفير التوجيهات الملائمة لإتاحة الحصول على الرعاية الصحية وعلاج المزيد من المرضى وخفض معدلات الوفاة الناجمة عن الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي.
من جانها قالت د. منال السيد، أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة الأبحاث الإكلينيكية – كلية طب جامعة عين شمس، إن مصر بفضل تاريخها وبرامجها التي بدأتها منذ 2006 أصبح لديها قاعدة بيانات ضخمة ومترابطة على مستوى الدولة تشمل كافة بيانات المرضى الذين تم تشخيصهم وعلاجهم.
وأضافت أنه يتم العمل وفق توصيات منظمة الصحة، وتم إطلاق مبادرة 100 مليون صحة تحت رعاية رئيس الجمهورية وتم علاج أكثر من 65 مليون مريض من الالتهاب الكبدي الوبائي سي، كما يتم العمل على إتاحة حصول كافة المواطنين على خدمات الكشف المبكر عن المرض وعلاجه.
وأشارت السيد إلى أن مصر لديها العديد من البرامج وبدأت في مساعدة دول القارة المختلفة، كما توفر خدمات الكشف والعلاج للأجانب المقيمين في مصر أيضًا.
ونوهت بأنه يتم التعاون مع مختلف الدول الأفريقية لإقامة المراكز البحثية ونتبادل معهم خبراتنا، وهناك الكثير الذي يمكننا تحقيقه بالتعاون مع بعضنا البعض في مجال الوقاية والكشف والعلاج.
قال د. أنتوني نسيا أساري، مستشار رئيس غانا للشؤون الصحية، إن تكلفة علاج مضاعفات الإصابة بالالتهاب الكبدي الوبائي مكلفة جدًا، مشيرًا إلى أن بلاده عملت على رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر عن المرض وعلاجه.
وأكد أن بلاده تعاونت مع مصر كما استفادت كثيرًا من تجربة مصر في القضاء على فيروس سي، وكذلك من مبادرة 100 مليون صحة التي أطلقها رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي.
أكد البروفيسور جون وارد، مدير التحالف العالمي لمكافحة التهاب الكبد (CGHE)، دعم الجهود المبذولة كافة نحو القضاء على انتقال الالتهاب الكبدي الوبائي (B) من الأم إلى جنينها في 35 دولة، مضيفا أنه بفضل توفير اللقاحات، انخفضت معدلات انتقال الإصابة بالمرض من الأم إلى الجنين بشكل ملحوظ.
وأشار إلى استهداف خفض معدلات الوفاة الناجمة عن عدوى الالتهاب الكبدي الوبائي (B) بنسبة 65% بحلول عام 2030 .
في حين أكد فين جارلي رود، من صندوق مكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي، أن الصندوق يعمل على سد فجوة التمويل اللازم لتوفير خدمات الرعاية الصحية، خاصة وأن نقص التمويل والموارد اللازمة يعد هو التحدي الأكبر.
ولفت إلى أنه يتم عقد وإقامة الكثير من المؤتمرات، ولكن لا يشارك فيها الأطراف التي يمكنها منح التمويل اللازم، منوهًا بأن العالم شهد تطورًا كبيرًا خلال العامين الماضيين من جانب الصندوق العالمي Global Fund ومشاركاته الملحوظة في مجال مكافحة الالتهاب الكبدي الوبائي.
وشدد رود، على ضرورة التعاون بين الأطراف كافة للقضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي على مستوى العالم.
من جانبها قالت كاثرين ماريا تيمرمانس، من منظمة Unitaid الدولية، إن الحكومات لا تستطيع توفير المنتجات الطبية والعلاجات في بعض الأحيان بسبب تكاليفها الباهظة، موضحة أنه تم تأسيس المنظمة لمحاولة حل هذا النوع من المشكلات، خاصة في الدول الفقيرة.
وأضافت أنه منذ عام 2013 تم رؤية أدوية عظيمة لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي، لكن أسعارها كانت باهظة، وهنا جاء دور المنظمة لمحاولة توفير هذه الأدوية للدول الفقيرة، وتوسعت بشكل كبير وملحوظ في علاج الالتهاب الكبدي الوبائي سي.
قال د. وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية التابعة لوزارة الصحة، إن الدولة خلال رحلة القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي، استهدفت دعم تعليم العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وزيادة الوعي العام، وضمان سلامة الدم المنقول للمرضى.
وأضاف أنها استهدفت أيضا ضمان سلامة ممارسات الحقن، والمتابعة المستمرة وتوفير اللقاحات، وعلاج 300 ألف مريض سنويًا، وكذلك تحسين الحوكمة.
وأوضح دوس، أنه مع الوقت بدأت تكاليف علاج الالتهاب الكبدي الوبائي في الانخفاض، مشيرًا إلى أن مصر أطلقت أكبر حملة للكشف عن المرض في تاريخ الطب.
وأكد أن مصر تسير بخطى واسعة نحو القضاء التام على الالتهاب الكبدي الوبائي سي، منوهًا بأنه على مدار 7 شهور فقط، نجحت مصر في الكشف على 57 مليون شخص، وتم علاج 4.2 مليون مريض.
فيما قال د. محمد عبد العزيز، من Africa CDC، إن Africa CDC: تعد مؤسسة فنية متخصصة من مؤسسات الاتحاد الأفريقي، وهي معنية بدعم مبادرات الصحة العامة في الدول الأعضاء، ودعم قدرات وإمكانات المؤسسات الصحية في هذه الدول لرصد، ومنع، والسيطرة، والاستجابة السريعة والفعالة لتهديدات المرض.
وأضاف أن المؤسسة تسعى إلى تحقيق التعاون مع الأطراف المعنية كافة للقضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي باعتباره أحد تهديدات الصحة العامة، كما تعمل على خفض تكاليف الدواء وزيادة التمويل المحلي والبرامج المتكاملة وتطوير القوى العاملة في القطاع الطبي، فضلاً عن التعاون مع مصر لدعم التدريب من أجل القضاء على المرض، مشيرًا إلى إقامة ورش عمل في عام 2022، كما يتم التخطيط لعقد ورش عمل أخرى في أغسطس 2023.
وتشهد الفعاليات، مشاركة عالمية لأكثر من 90 دولة، بالإضافة إلى ما يزيد عن 1200 متحدث، ويكتسب المؤتمر والمعرض الطبي الأفريقي الثاني الذي تنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية أهمية كبيرة في ضوء توجيهات فخامة الرئيس السيسي، حيث يعد المعرض والمؤتمر بوابة القارة الأفريقية والدولة المصرية نحو الابتكار والتجارة، ليكون بمثابة ملتقى بين الشركات العالمية العاملة بالمجال الطبي والجانب الأفريقي بشكل سنوي.
ويجمع المعرض والمؤتمر كافة ممثلي الرعاية الصحية ليوفر لهم فرصة فريدة من نوعها لاستكشاف ما يتم تقديمه في مختلف القطاعات مثل المستلزمات الطبية، المعدات الطبية، مستحضرات صيدلانية، مستهلكات المعامل والمواد الكيميائية، معدات ومستلزمات طب الأسنان، مستحضرات العناية بالجلد، التغذية والفيتامينات، مقدمي الرعاية الصحية، الصيدليات، الرعاية الصحية، الصناعات المغذية والتعبئة.