وقفت ذاكرة الأجيال الجديدة عند عادل خيري وبسطحية السوشيال المعتادة لم نأخذ من سيرته الفنية سوى حواره المقتضب مع ماري منيب: "إنتي جاية اشتغلي إيه؟" في مسرحية "إلا خمسة" والتي عرضت عام 1963 والتي كانت مدة عرضها 148 دقيقة، كان عادل يبحث عن الكنز المدفون فوجدناه في والده بديع خيري، احد أبرز كتاب المسرح في القرن العشرين، والذي كان متعدد المواهب فكان كاتبا وزجالا وممثلا وملحنا.
وُصف خيري بأنه «صانع ثورة في عالم الزجل»، حيث كتب في القصيدة الواحدة عدة بحور شعرية بدلًا من النظام التقليدي الذي كان سائدًا وهو نظم الزجل على بحر شعري واحد. ويرى حسن درويش في كتابه «بديع خيري، الأزجال البديعية والألحان الريحانية: دراسة فنية سياسية اجتماعية» أن أزجال بديع خيري كانت «تأريخا واقعيا دون تزييف للحقبة الزمنية التي عاصرها بما تخللها من أحداث».
قال عنه خيري شلبي أن «بديع خيري هو الند الوحيد لبيرم التونسي في كتابة الزجل بنكهة مصرية أصيلة.
هو ده يخلص من الله
القوي يذل الضعيف
حتى يبخل بالمطلة
شيء ولو دون الطفيف
ليه دا كله مين يقوله
اتهدي وخليك لطيف
قال المؤرخ الفني الراحل كمال النجمي في كتابه "تراث الغناء العربي": "كان أول دور لحنه زكريا أحمد لأم كلثوم هو دور" هو ده يخلص من الله" مقام زنجران، تأليف بديع خيري،
وأضاف النجمي ان هذا الدور قمة غناىية، أبرز أمكانيات ام كلثوم في أمكانات ام كلثوم كمطربة عظيمة المقدرة.
كما قالت الدكتورة رتيبة الحفني عن هذه الأغنية في كتابها" ام كلثوم": "كان فن الدور أوشك ان يطوي أوراقه ويودع الدنيا، ويبدو ان زكريا أحمد لحن ذلك الدور بناء على رغبة ام كلثوم.
قلبي كل ماتقوى ناره
وانت فيه ينخاف عليك
وانت فى قلبى
حد يحرق بس داره
اوعى تجنيها بايديك
لم يكن هذا الدور هو الوحيد الذي غنته ثومة لبديع خيري عام 1931، لكن وبالتحديد فى شهر مارس عام 1939، كانت الملكية المصرية تزوج واحدة من أجمل بناتها، هى الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق لـ ولى عهد إيران محمد بهلوى، فأقيمت الأفراح.
وشاركت سيدة الغناء العربى أم كلثوم بأغنية "مبروك لسموك وسموه"، وذلك بقصر القبة.
أقيم الحفل بدعوة اقتصرت على السيدات أعضاء البيت المالك وقرينات الوزراء وبنات العائلات الكريمة، وحسب كتاب "معارك أم كلثوم السياسية والفكرية والاجتماعية"، فإنّ الملكة نازلى طلبت من أم كلثوم زف الأميرة فوزية لزوجها شاه إيران، لكنّها رفضت باعتبارها مطربة فقط وليست راقصة زفة.
وبعدها، وافقت أم كلثوم على غناء نشيد "الزفة" بعد إجبار الملكة لها، وغنّت "كوكب الشرق" نشيد أعده بديع خيرى خصيصًا لهذه المناسبة.
وفي مجلة صباح الخير نشر الأستاذ رشاد كامل مقالا بعنوان مسرحية بطولة ام كلثوم ونجيب الريحاني، جاء فيه: انه كان هناك مشروع مسرحية كتبها بديع خيري وكانت بطلتها ثومة، التي اقنعت الريحاني بمشاركتها البطولة رغم انه كان يعمل في فرقة أخرى
وتابع في مقاله: لم تتردد «أم كلثوم» لحظة واحدة فى الوقوف على خشبة المسرح لا لكى تشدو وتغنى بل لتمثل وتلعب دور البطولة فى مسرحية !! واللافت للانتباه أن هذه الحكاية لم يسبق للسيدة أم كلثوم أن تحدثت عنها إطلاقا حتى فى مذكراتها التى استعان بها الكاتب الكبير الأستاذ «محمود عوض» فى كتابه «أم كلثوم التى لا يعرفها أحد».
ويقول بديع خيري في مذكراته: "أتممت تأليف المسرحية وجاء دور إخراجها، فقررت الشركة ان يكون المخرج زكي طليمات، وكان الريحاني يريد أن يخرجها ورفض الاثنان العدول عن رأيهما وانحازت ثومة لصف نجيب الريحاني وفشل المشروع.
لين شوية مش عليا
كن على روحك رئيف
صون حلاوتك من شقاوتك
وانهدي وخليك لطيف