تمر اليوم الموافق ٨ يونيو ميلاديا، و19 ذو القعدة 1444 هجري، ذكرى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الميلادي، وهو 8 يونيو لعام 632 ميلاديا، الموافق 12 ربيع الأول، عن عمر 63 عاما.
كيف توفي
عندما بدأ مرض النبي -صل الله عليه وسلم- أصابه صداع شديد في رأسه وهو عائد من جنازةٍ كانت في البقيع، حتى إنه وضع عصابة على رأسه من شدة الألم.
وحينما اشتدّ به الألم استأذن أزواجه أن يقضي فترة مرضه عند عائشة، فأخذه الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب إلى حجرتها، وقبل خمسة أيّام من وفاته ارتفعت حرارة جسمه، واشتدّ عليه المرض، ثمّ احس بخفة في جسمه؛ فدخل المسجد وعلى رأسه عصابة، وخطب بالناس وهو جالس على منبره، وصلى بهم الظهر.
وصلى النبي بالمسلمين الصلوات جميعها حتى يوم الخميس قبل وفاته بأربعة أيام، ولما حضرت صلاة عشاء الخميس اشتد المرض عليه، فسأل عن صلاة الناس مرارًا بعدما غمي عليه، فأخبروه أنهم ينتظرونه، ثم أمر أبي بكر أن يصلي بالناس، حيث قالت عائشة -رضي الله عنها-: (ثَقُلَ النبيُّ صل الله عليه وسلَّمَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ، قالَ: ضعوا لي مَاء في المِخضبِ، قالت: فَفَعَلْنا، فَاغْتَسَلَ، فذهب لينوء فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ قَالَتْ: فَقَعَدَ فَاغْتَسَلَ، ثُمَّ ذَهَبَ لِيَنُوءَ فَأُغْمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ، فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ قُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: ضَعُوا لي مَاءً في المِخْضَبِ، فَقَعَدَ، فَاغْتَسَلَ، ثم ذهب لِيَنوءَ فَأُغمِيَ عليه، ثُمَّ أفَاقَ فَقَالَ: أصَلَّى النَّاسُ؟ فَقُلْنَا: لَا، هُمْ يَنْتَظِرُونَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، والنَّاسُ عُكُوفٌ في المَسْجِدِ، يَنْتَظِرُونَ النبيَّ عليه السَّلَامُ لِصَلَاةِ العِشَاءِ الآخِرَةِ، فأرْسَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلم إلى أبِي بكر بأن يصلي بالناس، أتاه الرسول فَقالَ: إن رسول اللَّهِ صل الله عليه وسلم يَأمرك أنْ تصلي بالناس، فقال أبو بكر -وكانَ رجلا رقيقا-: يا عمر صل بالنَّاسِ، فقال له عمر: انت أحَق بذلكَ، فصلى أبو بكْرٍ تِلكَ الأيام).
وقبل يومين من وفاته كان النبيّ قد وجد تحسُّنًا في جسمه، فخرج إلى المسجد، وكان أبو بكرٍ -رضي الله عنه- يُصلّي بالناس، فلمّا رآه أبو بكرٍ قدّمه للإمامة بالمسلمين، فأشار إليه النبيّ بألّا يتأخّر، وقد صلّى أبو بكرٍ سبع عشرة صلاة في حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلم.
بدأ احتضار النبي حين اشتداد ضحى يوم الاثنين، وكان بجوار عائشة -رضي الله عنها- فأسندته إليها، وكان موته في بيتها، وفي حِجرها، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقرّ أنّ للموت سكراتٍ، فرفع إصبعه وشَخِص بصره للأعلى، وسمعت عائشة منه كلماتٍ فأصغت إليه، وإذ به يقول: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرفِيقِ، وقد كررها ثلاثًا قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.
اسم الرسول كاملًا
اسم الرسول هو أَبو القاسم محمد بْن عبدِ الله بن عبدِ المطلب، ولد في (12 ربيع الأول 53 ق هـ - ٢٢ أبريل ٥٧١ ميلادي، وتوفي في ١٢ ربيع الاول هجري 8 يونيو 632 ميلادي في المدينة المنورة.
رسالته
هو رسول الله إلى الإنس والجن في الإسلام؛ أُرسِل ليعيد العالمين إلى توحيد الله وعبادته شأنه شأن كل الأنبياء والمرسلين، وهو خاتمهم، وأرسل للناس كافة، ويؤمن المسلمون بأنّه أشرف المخلوقات وسيّد البشر، له وممارساته أساس حكم الدولة.
اعتبره الكاتب اليهودي مايكل هارت أعظم الشخصيات أثرا في تاريخ الإنسانية كلها باعتباره «الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا كبيزا على المستوى الديني والدنيوي».
ميلاده
ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل، قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلاديًا و52 ق هـ.
ولد يتيم الأب، وفقد أمه في سنّ مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب، ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وكان في تلك الفترة يعمل بالرعي ثم بالتجارة.
تزوج في سنِّ الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم.
كان قبل الإسلام يرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية التي كانت منتشرة في مكة، وكان ينعزل ويتعبد في غار حراء لعدة ليالٍ.
وعندما كان محمد في الأربعين من عمره، حوالي عام 610 ميلادي، ذكر أنه تم زيارته من قبل جبريل في الغار، وتلقى أول وحي من الله.
وفي عام 613م، نزل عليه جبريل وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سرًا لثلاث سنوات، قضى بعدهنّ عشر سنوات أُخَر في مكة مجاهرًا بدعوة أهلها، وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم، مُعلنًا أن "الله واحد"، وأن "الخضوع" الكامل (الإسلام) لله هو الطريق الصحيح، وأنه كان نبيًا ورسولًا لله على غرار الأنبياء الآخرين في الإسلام.
الهجرة
هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622م وهو في الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله، فعاش فيها عشر سنين أُخَر داعيًا إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقًا وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيدية ودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصرية والعصبية القبلية.
سيرته
كان لشخصية النبي محمد تأثير كبير في التاريخ، ولذلك فإنّ حياته وأعماله وأفكاره قد نُوقشت على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون. كما اهتم المسلمون قديمًا وحديثًا بسيرة النبي محمد باعتبارها المنهج العملي للإسلام، فألف علماء الإسلام مؤلفات عديدة وجامعة في سيرته، ودوّنوا كل ما يتعلق بذلك.