الإثنين 18 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

بسبب طول فترة الخطوبة.. قصة مقتل شاب على يد خطيب شقيقته بروض الفرج

جريمة
جريمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"يقتلَ القتيلُ ويمشي في جنازته " العبارة السابقة هي أقرب وصف لما حدث في جريمةِ قتلِ شاب على يد خطيب شقيقته بمنطقة روض الفرج بالقاهرة . 

 لربما لمْ يستطعْ المتهمُ “ إبراهيمْ ” تحملُ كلماتِ العتابِ الكثيرةِ والمتعددةِ التي يوجهها لهُ “ محمدْ ” شقيقِ خطيبتهِ، لومًا لهُ على طولِ مدةِ خطوبتهِ منْ شقيقتهِ “ راندا ” والتي تجاوزتْ الْـ 4 سنواتٌ ، ليتحول الأمرُ إلى مشاجراتٍ مستمرةٍ بينَ الطرفينِ ، انتهتْ بجريمةٍ غامضةٍ هزتْ قلوبُ أهالي شارع « بديعْ » بمنطقةِ روضِ الفرجِ .

خطوبة منذ 4 سنوات 

 قبلَ 4 سنواتِ طلبِ " إبراهيمْ " خطبةَ شقيقةِ صديقهِ " محمدْ " وتمتْ الخطبةُ في أجواءٍ أسريةٍ هادئةٍ، لكنَ موعدَ الزفافِ كانَ يتمُ تأجيلهُ لأكثرَ منْ مرةِ بسببِ ظروفِ العريسِ الماديةِ، وعدمَ توافرِ فرصةِ عملٍ، الأمرُ الذي ولدَ حالةَ احتقانِ بينَ الطرفينِ بسببَ طولِ مدةِ الخطوبةِ.

لوم وعتاب 

 لتنشب مشاجرةٍ بينَ شقيقِ الفتاةِ وبينَ خطيبها على هذا الأمرِ ، قائلاً لهُ « أنتَ هتفضل كده كتير داخل خارج، وإحنا في منطقة شعبية.. أنت مش ناجح في شغلكَ.. ومش هتبقي ناجح في الزواج، أنتَ شخص فاشل، ومش هتنجح في شيء »، تلكَ الكلماتِ المدويةِ التي قالها شقيقُ الفتاةِ، كانَ وقعها كالصاعقةِ على خطيبها، الذي ثارَ وغضبٌ واشتعلتْ نارُ الانتقامِ في صدرهِ .

خطة شيطانية 

 تملكَ الشيطانُ منْ المتهمِ وحاكَ لهُ خطةٌ خبيثةٌ، للانتقامِ منْ شقيقِ خطيبتهِ بعدما وبخهُ بالكلامِ ، إذْ هاتفهُ في اليومِ التالي وطلبَ منهُ الحضورُ إلى منزلهِ لحلِ الخلافاتِ، ومصالحتهُ على ما بدرَ منهُ ، وأثناءَ وجودهما داخلَ منزلِ" إبراهيمْ " وتبادلهما لأطرافِ الحديثِ ، دخلَ المتهمُ إلى المطبخِ لإحضارِ الشايِ، وعندَ عودتهِ أمسكَ بـ"مكواةَ" وضربَ بها الضحيةُ "محمدْ" منْ الخلفِ ضربةٍ مباغتةٍ ليسقطَ على الأرضِ ، ويستمرَ المتهمُ في تسديدِ الضرباتِ لهُ لينهيَ حياتهُ تماما ، ويلفظَ أنفاسهُ الأخيرةَ.

إخفاء الجثة 

  حالة ارتباكٍ شديدةٍ أصابتْ المتهمَ عقبِ قتلهِ لشقيقِ خطيبتهِ، لكنهُ لمْ يجدْ أمامهُ أمرا إلا أنْ يخفيَ جثةَ القتيلِ، بدأَ المتهمُ في لفِ الضحيةِ ببطانيةِ وإخفائهِ في أحدِ أركانِ الشقةِ بجانبِ الأجهزةِ الكهربائيةِ الخاصةِ بخطيبتهِ والتي كانتْ تضعها في شقةِ خطيبها . 

 24 ساعةٍ مرتْ على اختفاءِ "محمدْ" وعدمِ رجوعهِ إلى منزلهِ ، وعدمَ ردهِ على هاتفهِ المحمولِ ، ليتمّ البحثُ عليهِ في كلِ مكانٍ، وتوضح « الحاجة جميلة » عمةَ الضحيةِ ، ملابساتٌ آخرٍ موقفِ جمعها معَ ابنِ أخيها قبلَ اختفائهِ قائلةً : « قالي يا عمتي أنا رايح عند خطيب أختي عشان اتصل بيا ومش هتأخر»

 على الفورِ اتجهتْ أسرةَ الضحيةِ إلى منزلِ خطيبِ نجلتهمْ ، وعندما سألوهُ أخبرهمْ بأنَ " محمدْ " تركهِ منذُ فترةٍ ، وأنهُ لمْ يجلسْ معهُ سوى نصفِ ساعةٍ وبعدها خرجَ .

محضر تغيب

 طلبََ المتهمُ منْ أسرةِ الضحيةِ تحريرَ محضرٍ باختفائهِ ، وبالفعلِ توجهوا إلى قسمِ شرطةِ روضِ الفرجِ وحرروا محضرا بتغيبِ " محمدْ " وكانَ معهمْ المتهمَ يساندهمْ في أمورهمْ ، ويبحثَ معهمْ عنْ الضحيةِ ، ولمْ يشكْ أحدا ولو للحظةِ بأنَ من قتل نجلهم هوَ ذلكَ المتهمِ الذي يقفُ بجوارهمْ ويساعدهمْ في العثورِ عليه.

خطة بحثية 

 96 ساعةٍ كاملةٍ ظلتْ أسرةُ الضحيةِ ومعهمْ المتهمُ يبحثونَ عنْ فقيدهمْ الغائبِ ، بالتزامنِ معَ تلكَ الأحداثِ كانتْ الأجهزةُ الأمنيةُ قدْ عكفتْ على تنفيذِ خطةٍ بحثيةٍ محكمةٍ شاركَ فيها ضباطُ وحدةِ مباحثِ قسمِ شرطةِ روضِ الفرجِ ، بالتنسيقِ معَ إدارةِ البحثِ الجنائيِ بمديريةِ أمنِ القاهرةِ ، لكشفِ ملابساتِ اختفاءِ " محمد ".

 جهود كبيرةً بذلتْ في اتجاهاتِ عدةٍ لفحصِ علاقاتِ الضحيةِ ، ومعرفة خطِ سيرهِ الأخيرِ ، إلا أنَ أملاً قدْ لاحَ في الأفقِ ، عندما تمَ تفريغُ كاميراتِ المراقبة، وتبينَ أنَ آخر مسارٍ توجهَ إليهِ " الضحيةُ " هوَ منزل خطيبِ أختهِ، وباستمرارِ تفريغ الكاميراتِ تبينَ أنَ الضحيةَ لمْ يخرجْ منْ منزلِ المتهمِ حتى لحظةِ اكتشافِ الجريمةِ .

ضبط المتهم

 بطبيعةِ الحالِ تمَ استدعاءَ " إبراهيمْ " وبمواجهتهِ بالأدلةِ والتحرياتِ ، اعترفَ على الفورِ بارتكابهِ جريمةَ قتلِ شقيقِ خطيبتهِ ، وأرشدَ عنْ مكانِ إخفائهِ للجثةِ ، لتصابٍ أسرةِ الضحيةِ بحالةِ صدمةٍ كبيرةٍ لما حدثَ للضحيةِ والأغربَ أنَ منْ قتلهِ هوَ خطيبُ شقيقتهِ .

 أخطرتْ الشرطةُ رجال التحقيقِ بالنيابةِ العامةِ ، وبعرضَ المتهمِ على النيابةِ ، أقرَ بارتكابهِ جريمةَ قتلِ شقيقِ خطيبتهِ بسببِ معايرتهِ لهُ على عدمِ الزواجِ ، وأنهُ فاشلٌ في كلِ شيءٍ ، وبسببَ طولِ مدةِ الخطوبةِ التي تجاوزتْ الـ 4 سنواتٌ .

شقيقة الضحية تطلب القصاص من خطيبها 

وفي محضرِ التحقيقاتِ أكدتْ « راندا » شقيقةُ الضحيةِ وخطيبةِ المتهمِ ، إنها مخطوبةٌ للمتهمِ منذُ 4 سنواتٍ ، وكانتْ علاقتها جيدةً بخطيبها ، موضحةً أنَ خطيبها هوَ صديقُ شقيقها ، وعشرةُ عمرهُ،  وأشارتْ إلى أنهُ قبل اختفاءِ أخيها بيومٍ حدثتْ مشاجرةً بينهما بسببِ طولِ مدةِ الخطوبةِ ، وعدمَ تحديدِ موعدٍ للزواجِ ، مطالبةٌ بالقصاصِ منْ المتهمِ ، وتوقيعَ أقصى عقوبةٍ عليهِ .

حبس المتهم

 وأمرتْ النيابةُ العامةُ بشمالِ القاهرةِ بحبسِ المتهمِ ، 4 أيامٌ على ذمةِ التحقيقاتِ ، وجددها قاضي المعارضاتِ ، كما أمرتْ بتشريحِ جثمانِ المجنيِ عليهِ ، والاستماعُ إلى أقوالِ عمتهِ وشقيقتهِ ، واستدعاءُ والدةِ المتهمِ لاستجوابها ، ومعرفةُ مدى علمها بالجريمةِ منْ عدمهِ .