السبت 01 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

صيدلي سوداني لـ«البوابة نيوز»: 80% من الصيدليات أجبرت على الإغلاق.. أسعار الدواء ارتفعت لـ 60%.. والرقابة الدوائية المُعقدة أحد أسباب الأزمة

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فند الدكتور أبوبكر السيد الصيدلي بغرفة طوارئ شرق النيل؛ لـ«البوابة نيوز» كواليس الأزمة الدوائية والعلاجية والتي يُعاني منها السودان قبل اندلاع الحرب بسنوات، قائلًا: إن النظام الصحي في السودان كان ضعيفًا للغاية ويُعاني من مُشكلات كثيرة قبل الحرب؛ ولكن اندلاع الاشتباكات زاد من أوجاع المرضى وعزز من تفاقم الأزمات الطاحنة التي تعصف بما تبقى من القطاع الصحي والدوائي في ولايات السودان. 

وأوضح، أن بعد أسابيع من اندلاع الحرب؛ وصلت أطنان من المُساعدات الطبية والإنسانية لمُستودعات ومخازن التوزيع؛ وذلك بعد مُواربة طرفي الصراع المجال أمام أنشطة المُنظمات الإنسانية؛ ولكن الأزمة الحقيقية كمُنت في إيصال هذه المستلزمات الطبية للمستشفيات والصيدليات؛ والتي لاتزال تحاول مُواصلة عملها وترفض إغلاق أبوابها أمام المرضى؛ رغم صعوبة الأجواء ودموية الاشتباكات المسلحة. 

ويُضيف «السيد» أن تعثر وصول المستلزمات الطبية والصحية للمستفيدين؛ دفع المنظمات الدولية للتواصل مع طرفي النزاع للسماح بعبور المستلزمات الطبية والصحية للمستشفيات والصيدليات؛ إلا أن المردود العكسي هو نهب شحنات الأدوية والمستلزمات الطبية أو التحفظ عليها تحت مُبرر "أن هذه الأدوية جاءت لدعم إحدى طرفي الصراع"؛ ويتم الاستيلاء على شحنات الأدوية من قبل المسلحين؛ بينما يمكث آلاف المرضى يئنون من الحوجة الدوائية والعلاجية المُلحة تحت مطرقة المرض وسندان الصراع المسلح. 

اقرأ أيضًا: تجمع صيادلة السودان لـ "البوابة نيوز": الدعم السريع احتل 80% من المرافق الصحية وحولها لثكنات عسكرية.. ورصدنا تخريب مُتعمد لمصانع الأدوية

الرقابة الدوائية المُعقدة أحد أسباب أزمة الدواء في السودان 

ويُمكمل الصيدلي صاحب الثلاثين ربيعًا؛ لـ«البوابة نيوز» أن أزمة الأدوية ونقصها وارتفاع أسعارها في السودان ليس فقط بسبب عدم توفر الممرات الآمنة لعبور شحنات الدواء ووصولها  للمستشفيات؛ ولكن وزارة الصحة السودانية هي أيضًا سببًا في نقص الأدوية في زمن الحرب؛ وذلك بسبب صعوبة التفاهم والتواصل بين وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية الداعمة للمواد المنقذة للحياة خاصة وأن الصحة تعتمد على بروتوكول وروتين للرقابة الدوائية المعقدة، بشأن السماح بدخول الأدوية للسودان؛ وهو الأزمة الكارثية التي تعمل على تأخر دخول المُساعدات الطبية والأدوية رغم وصولها إلى المطارات. 

الدكتور أبوبكر السيد  الصيدلي بغرفة طوارئ شرق النيل

سيطرة الدعم السريع على معمل "استاك" أحدث فجوة دوائية عارمة في السودان

ويُسهب الصيدلي بغرفة طوارئ شرق النيل بالسودان؛ في سرد أكبر مُشكلات القطاع الصحي في السودان هو تركز المستشفيات الخاصة والعامة والمعامل الطبية وشركات الأدوية في العاصمة السودانية الخرطوم؛ وبعد اندلاع الحرب "شل القطاع الطبي"؛ إثر إغلاق العشرات من المستشفيات والمراكز الطبية بسبب النزاع المسلح في قلب العاصمة؛ أما المشكلة الثانية والتي كانت الأكثر تأثيرًا على القطاع الصحي كان سيطرة الدعم السريع على معمل "استاك" وهو أكبر مركز لتغذية السودان بالأدوية واللقاحات الأمر الذي أحدث فجوة دوائية عارمة في المخزون الدوائي في صيدليات ومستشفيات السودان؛ وطالت الأزمة أيضًا مخزون الدم بعد السيطرة على بنك الدم الرئيسي في الخرطوم .

اقرأ أيضًا 

40 يومًا على حرب البرهان وحميدتي| طبيب سوداني: نُجرى جراحات دون إشاعة مقطعية لعدم توفرها.. والحرب خلقت ندرة في الدواء والمستلزمات والفحوصات الطبية


10 % فقط من صيدليات الخرطوم لا تزال تعمل.. وأكثر من 80% أجبرت على الإغلاق 

أما الجزء الثاني من الأزمة والذي دعم تفاقم أزمة الأدوية في السودان؛ هي مركزية تصنيع وتوزيع الأدوية في السودان؛ والتي تقع أيضًا في منطقة الخرطوم 2 والعمارات والخرطوم شرق؛ ويصعب الوصول إليها بسبب الارتكازات العسكرية واستمرارية الاشتباكات المسلحة؛ وهو الأمر الذي أدى لتوقف الامدادات الطبية للصيدليات والمستشفيات وجعل اعتماد الصرف على الأصناف المُخزنة؛ وأجبر الصيدليات والمستشفيات في قلب الخرطوم على الإغلاق وزاد من حدة الطلب الدوائي على الصيدليات المتطرفة جغرافيًا في "الخرطوم وبحري وشرق النيل وجبل عليا وأم درمان"؛ إلى جانب الاعتماد على المخزون الصيدلي القديم من الولايات الأخرى مثل نهر النيل؛ لافتًا إلى أن 10% فقط من الصيدليات في الخرطوم لا تزال تعمل بعد إغلاق أكثر من 80% من إجمالي الصيدليات في الخرطوم. 

60 % نسبة زيادة وارتفاع أسعار الدواء في الخرطوم بسبب الحرب 

وحول أسباب وتفاصيل زيادة أسعار الدواء في السودان، أكد "السيد" لـ«البوابة نيوز» أن توقف الإمدادات الدوائية وإغلاق الصيدليات أدت إلى ارتفاع أسعار الدواء بشكل مبالغ فيه في الولايات القريبة من الخرطوم؛ يأتي ذلك إلى جانب تخريب المنطقة الصناعية للأدوية بمنطقة بحري لوجود عصابات ومُتفلتين وإخراج مُجرمين من السجون يُحاولون الاستفادة من الأزمة التي تمر بها البلاد؛ لافتًا إلى أن ارتفاع أسعار الدواء يعتمد على نوع الأدوية وهي ومُتفاوتة باعتماد المخزون من الأدوية عند صاحب الصيدلية؛ لكن الزيادة في تقديري لا تتجاوز الـ 60 %. 

برنامج الأغذية العالمي: قلقون من تطور الصراع في السودان لمناطق حدودية.. والنزاع هناك يُمكن أن ينتهي بأزمة إقليمية