الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

عزل المواطنين على الطريقة الكورية.. الجارديان: تعطيل مزايا الهواتف الذكية لمنع اتصال الشباب بالإنترنت

كيم جونج اون
كيم جونج اون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحيط بزعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون الكثير من السرية، وقلما تعلن الدولة معلومات عنه نظرًا للطبيعة الغامضة والإغلاق الصارم للنظام السياسي في البلاد، وهو ما يثير التكهنات حول حياته الشخصية ويمثل دافعا قويا للسعى وراء الحصول على معلومات عنه، بيد أن هناك أمورا قد يمكن من خلالها استنتاج بعض من هذه المعلومات من خلال تحليل لقرارات يتخذها أو مظهر معين يبدو به عبر وسائل الإعلام المختلفة.
وفى هذا الصدد نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية مقالًا يفيد بأن القبضة النارية لـ "كيم" على كوريا الشمالية تتراجع بهدوء، حيث كشفت صور الأقمار الصناعية غير العادية التي نشرتها وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي عن مشروع سري للزعيم الكورى الشمالى متمثل فى بناء حصار أمني معزز بطول ٤٨٩ كيلومترًا (٣٠٤ ميلاً) على طول الحدود الشمالية للبلاد مع الصين، مكتمل بأبراج مراقبة وجدران خرسانية وسياج مزدوج وأسلاك شائكة.
وأوضح المقال أن جدار كيم العملاق، يعد خطوة في مشروع كبير بدعوى خلق بيئة رقمية "نظيفة"، ولذلك، فإن التحكم في تقنية الهاتف الذكي في هذا المشروع، يعد أمرًا أساسيًا، حيث يمتلك نحو ٣ ملايين كوري شمالي هواتف ذكية من علامات تجارية - مختلفة طورتها الدولة، ولا يمكنهم إجراء مكالمات دولية أو الاتصال بالإنترنت، نظرا لأن السلطات تعطل "بمكر" برامجهم التى تعتمد على الملفات الأجنبية، من مقاطع أو ملفات صوتية أو نصية أو تطبيقات لم يتم إنشاؤها داخل نظام التشغيل Red Star في كوريا الشمالية.
واعتبر المقال، أن كوريا الشمالية تحولت بفعل زعيمها إلى "بيئة مغلقة"، حيث "ترى وتسمع فقط ما يريدك كيم أن تفعله"، مشيرًا إلى أن الهواتف لديها بميزة ذكية شيطانية، وهى الالتقاط التلقائي لسجل نشاط المستخدم مع لقطات شاشة عشوائية مستمرة للرسائل، والتي لا يمكن للمستخدم حذفها.
وأضاف: "عمليات التفتيش الرسمية على الهاتف إلزامية، وتقوم فرقة شرطة المجموعة ١٠٩ - وهي فرقة متخصصة بقمع مشاهدة وسائل الإعلام الأجنبية - بشن غارات منتظمة على المنازل الخاصة.. اخترع كيم جونج أون حالة رقمية خاصة من خلال إنشاء أجهزته وبرامجه الخاصة، ونظام التشغيل Red Star".
ورغم ذلك، أشار المقال إلى أن "الهواتف الصينية" تمثل تحديًا لزعيم كوريا الشمالية، وأنه بالنسبة للوسيط المتمرس، فهي تمثل نشاطًا تجاريًا رائعًا، إذ يوفر الكوريون الشماليون مبالغ مذهلة لمقابلة وسيط وإجراء مكالمة، وأن هذه هى الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كانت العائلات الهاربة من البلاد "ميتة أم حية"؛ وربما فرصة وحيدة لأن يسمع أحدهم صوت طفله مرة أخرى، موضحًا أن العائلات تبذل قصارى جهدها لإجراء هذه المكالمات، فيما تبذل الحكومة جهودًا كبيرة لوضع أجهزة التشويش على الإشارة بالقرب من الحدود، لذا، حتى وهو يغلق الحدود الشمالية، يقاتل كيم على حدود الاتصالات.
ووفقًا للمقال، تقول بعض الآراء إن تضييق الخناق على الحدود قد يكون علامة على هشاشة "الزعيم" التى ولدت من الخوف، أو محاولة لتحقيق التوازن بين كتل السلطة، أو الحاجة إلى حماية موقعه، وإن خنق السوق السوداء هو ضربة قوية لمن يكسبون عيشهم منها، وهم أكثر وضوحًا وقوة مما هو مُتَصَوَّر.
وأضاف المقال أن أكثر المتضررين هم أمراء المال أو سادة المال، الملقبون بـ "الدونجو"، وهي فئة صغيرة من رواد الأعمال سُمح لهم عمدًا بالازدهار في بداية رئاسة كيم للوزراء، كما استفادت هذه المجموعة من العائلات - ربما ٥٠ في المجمل - من تخفيف القيود الاقتصادية بعد المجاعة في التسعينيات وأسست شركات، والتي غالبًا ما كانت مرتبطة بتوريد سلع السوق السوداء أو المحتوى الأجنبي.
وتابعت الجارديان: "اليوم، الدونجو هم من الأثرياء، ويمارسون نفوذاً على العديد من قطاعات الاقتصاد، كما أن كثيرًا منهم منخرطون بشكل وثيق مع النخبة، وهى نفسها التي يعتمد عليها كيم للحصول على الدعم.. الضغط على السوق السوداء سيضغط عليهم"، متسائلة فى مقالها: "هل كيم متوتر من النخبة ذات الدعم المالي القوي؟.. هل هذه محاولة لكسر أنوف الدونجو؟".
وتطرق المقال إلى الحالة الصحية لزعيم كوريا الشمالية التى أثيرت حولها أقاويل عدة، حيث كان قد خسر وزنه قبل بضع سنوات ومع ذلك، تُظهِر صوره وهو يفحص قمرًا صناعيًا للتجسس مع ابنته الشهر الماضي أنه اكتسب وزنًا منذ ذلك الحين.
وقالت الصحيفة البريطانية: "تبدو الحالة الصحية لـ كيم ليست على ما يرام، ففي عام ٢٠٢٠، اختفى تمامًا عن الأنظار وسط شائعات عن إجراء عملية جراحية في القلب، وفي مارس، بدأت صحيفة (رودونج سينمون) الحكومية الكورية الشمالية تصر على أن كيم يعمل بانتظام حتى الخامسة صباحًا، وهو تفسير واضح لمظهره المنتفخ والهالات السوداء تحت عينيه.. وفي الوقت نفسه، فإن كيم يو جونج، شقيقة الزعيم، التي تم اعتبارها خليفته المختار، قد طغى عليها مؤخرًا الظهور البارز لابنته جو آي البالغة من العمر ١٠ سنوات.. وفي بيئة مصحوبة بجنون العظمة، يثير ظهور جو آي موجة من التكهنات".
وعلى المستوى السياسى، أوضحت "الجارديان" أن التحولات تظهر أيضًا في كيفية تعامل الحزب الحاكم مع أتباعه، حيث شهدت السنوات الأخيرة إعادة هيكلة التصنيف الائتماني الاجتماعي "Party Life" لأعضاء حزب العمال، وأنه بالنسبة للملايين من أعضاء الحزب والعاملين في الحكومة، شكل من أشكال نقاط الولاء، يتم تشغيلها من خلال حسابات رقمية على الهواتف، ويتم تصنيف الأعضاء ومنحهم المكافآت الأكثر ولاءً وموثوقية مع بدلات إضافية من الطعام والسلع الأخرى المرغوبة على مدى العامين الماضيين، وأن النظام كان يخضع لعملية تشديد - حيث تقوم القيادة بتقييم من يحق له ماذا.
وأردف المقال: "من الصعب دائمًا تحديد ما تعنيه التغييرات في كوريا الشمالية، إلا أنه من الواضح أن شيئًا ما يجرى على قدم وساق.. وفي هذا العصر من التقدم التكنولوجي السريع، يتطلب التحكم في عقول ٢٥ مليون شخص المزيد من الوصول المذهل، فيما يُعتَقَدُ أن نظام التشغيل (Red Star) قد لا يكون كافيا.