انطلقت اجتماعات الدورة الـ29 لمجلس إدارة مرصد الصحراء والساحل المنعقدة في العاصمة الأوغندية كمبالا، برئاسة السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وحضور أعضاء مجلس الإدارة وممثلى الدول وبعض المنظمات الإقليمية والدولية.
وقال القصير، إن المرصد يتعامل مع قضايا الجفاف والتصحر وتدهور التربة والتغيرات المناخية التي تسببت في تدهور الأنظمة البيئية في إفريقيا خاصة في منطقتي الساحل وشمال إفريقيا، ومن هنا يأتي الدور الهام للمرصد في تعزيز الروابط بين الأنظمة البيئية والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية على السكان، إلى جانب الدور الرئيسي للتكيف مع تغير المناخ، واقتراح حلول حقيقية ممكنة وعاجلة وفعالة وقابلة للتحقيق
وأطلقت القاهرة عدد من المبادرات بالقارة السمراء في مؤتمر شرم الشيخ COP27، حيث تم إطلاق مبادرة "الزراعة والغذاء من أجل تحول مستدام FAST" في يوم الزراعة والتكيف في 12 نوفمبر الماضي 2022 و"الجفاف والتصحر"، وحياة كريمة والطاقة..ألخ.
بدوره يشرح الدكتور هشام عيسى، رئيس الإدارة المركزية للتغيرات المناخية بوزارة البيئة السابق لـ"البوابة نيوز"، أن أفريقيا تعاني من مشكلة التصحر والجفاف الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود وتعاون الدول الأفريقية مع المبادرات التي أعلنتها مصر في COP27 وعلى رأسها مبادرة الغذاء والزراعة .
ويضيف عيسي لـ"البوابة نيوز": تتباين مشكلات الدول ما بين التصحر والجفاف وأخرى الفيضان مثل "دول نهر الكونغو" وهنا يجب دراسة كل دولة على حده وما تملكه وما تفتقر إليه ونقوم بعمل بنية أساسية تستطيع نقل المياه المهدرة في المحيط الأطلنطي لإعادة استخدامها في ري الدول التى تعاني من الجفاف، على أن تتولى مصر التسويق دوليًا لهذا المشروع الضخم ويجب المطالبة خلال COP28 بدولة الإمارات، بالبحث عن تمويلات مناخية، فلا حديث عن مبادرات بدوت توفير آليات تنفيذ واجراءات الحصول على التمويل بالتسيق مع كافة الدول الأفريقية.
وحذر وزير الزراعة، من تأثيرات تغير المناخ واسعة النطاق التي لم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والخسائر؛ والتي تمثلت في زيادة معدلات الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف وفقدان ملايين الهكتارات من الأراضي ونقص في الإنتاجية الزراعية. الأمر الذي جعل تداعيات تغير المناخ على القارة الأفريقية باتت أمرًا وجوديًا لقارتنا وسبل معيشة شعوبنا، بالرغم من أن إسهام القارة محدود في هذا الأمر، إلا أنها وبلا شك من أكثر المتضررين منها، وبرزت تداعياتها في تقويض ملف الأمن الغذائي، وأنشطة الرعي، فضلًا عن نزوح المجتمعات الهشة والتنافس على الموارد الطبيعية المحدودة، لدرجة أصبحت فيها تلك القضية موضوعًا دائمًا على أجندة مجلس السلم والأمن الأفريقي.
فى السياق ذاته يقول خبير البيئة العالمي، الدكتور مجدي علام لـ"البوابة نيوز"، إن الجفاف والتصحر يهدد بفقدان 25% من الرقعة الزراعية بحسب تقرير الفاو والصومال أكبر دليل، وهى ظاهرة خطيرة وهنا يستلزم دعم النشاط الزراعي وزراعة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح والدرة لدعم الأمن الغذائي الأفريقي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة هي مبادرة إنقاذ حياة.
يذكر أن مصر دعت خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتنوع البيولوجي التي عقدت بشرم الشيخ خلال عام 2018 - إلى توحيد جهود تنفيذ اتفاقيات ريو الثلاث " مكافحة التصحر - التغيرات المناخية – التنوع البيولوجى" من خلال توفير الإعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ برامج العمل الوطنية وحسن استغلال الموارد المالية المتاحة وهو ما يدعم البناء على الانجازات الضخمة التي حققتها الدول الأطراف عالميًا مؤخرًا في هذا الشأن.
يأتي ذلك إلى جانب نجاحها فى اتخاذ القرار التاريخي بإنشاء صندوق للخسائر والأضرار في COP27 حيث يتطلب ذلك وجود آلية تنظم عمليات التمويل والتقييم وهذا ما نأمل في انجازه خلال مؤتمر المناخ القادم COP28 والذي سيعقد بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.