ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الرئيس جو بايدن سيجتمع برئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في واشنطن غدا الخميس فيما يتطلع الزعيم البريطاني إلى تعزيز مكانة بلاده كحليف أمني رئيسي للولايات المتحدة لتعميق التعاون الاقتصادي بين البلدين.
واعتبرت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الاليكتروني اليوم الأربعاء- أن زيارة الزعيم البريطاني -التي من المقرر أن تشمل مؤتمرا صحفيا مشتركا في حديقة الورود - إنما تمثل اعتراف البيت الأبيض بالدعم القوي الذي تقدمه المملكة المتحدة لأوكرانيا، واستعداد سوناك للانصياع لاتجاه الولايات المتحدة في الصين، والتحركات البريطانية الأخيرة الرامية إلى إلى إنهاء حربها الكلامية مع الاتحاد الأوروبي في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد، وهو تقارب تأمل واشنطن أن يعزز الوحدة الغربية في مواجهة الحرب الروسية.
وقالت الصحيفة إنه بالنسبة لسوناك، فإن العلاقة مع واشنطن حاسمة. فمنذ انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020، مثلت إقامة علاقة دبلوماسية قوية مع الولايات المتحدة هدفا رئيسيا لقادة المملكة المتحدة المتعاقبين وهم يسعون لتوسيع نفوذ الدولة خارج الاتحاد الأوروبي للوصول إلى الأسواق في جميع أنحاء العالم. وفي حين عززت بريطانيا مكانتها كحليف عسكري رئيسي، فإنها تأمل الآن في تعزيز ما يسميه المسؤولون البريطانيون الأمن الاقتصادي مع الولايات المتحدة في مجالات مثل الطاقة وسلاسل التوريد.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن يناقش الزعيمان مجموعة من القضايا بما في ذلك أفضل السبل لتنظيم الذكاء الصناعي ودعم أوكرانيا، وفقا لمسؤولين. وخلال زيارته للبيت الأبيض، من المتوقع أن يدافع سوناك عن الامتيازات التجارية الأمريكية، بما في ذلك السماح لصادرات السيارات الكهربائية البريطانية بالتأهل للإعفاءات الضريبية الأمريكية بموجب قانون خفض التضخم، على الرغم من عدم توقع أي صفقات.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن زيارة هذا الأسبوع، تخفي في طياتها حقيقة اقتصادية محرجة. إذ تخاطر بريطانيا بالخسارة مع احتدام معركة الدعم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، الذين يضخون جميعا مليارات الدولارات في تعزيز صناعات الطاقة المتجددة المحلية وغيرها من التقنيات المستقبلية.
وحذر المسؤولون البريطانيون من أن قانون خفض التضخم البالغ 369 مليار دولار من الحوافز والتمويل للطاقة النظيفة يمكن أن يضر عن غير قصد الحلفاء الأصغر للولايات المتحدة. ووصف وزير المالية البريطاني جيريمي هانت هذا الفعل مؤخرا بأنه يشوه الأسواق العالمية. وتعهدت حكومة المملكة المتحدة بتحديد استراتيجيتها الصناعية الأكثر استهدافا في الخريف.
من جانبها قالت ليزلي فينجاموري، مديرة برنامج الولايات المتحدة والأمريكتين في مركز أبحاث تشاتام هاوس: "إن العمل مع الولايات المتحدة في هذا الشأن أمر بالغ الأهمية". "فإذا لم تتمكن من التغلب عليهم، انضم إليهم."
وأوضحت أنه بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، استعادت الحكومة البريطانية القدرة على التفاوض بشأن صفقاتها التجارية. وتم الترويج لتوقيع اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة كجائزة، لكن إدارة بايدن أنهت الفكرة. وبدلا من ذلك، تسعى حكومة المملكة المتحدة إلى إبرام اتفاقيات تعاون مع ولايات أمريكية فردية، مثل صفقة أبرمت العام الماضي مع إنديانا.
ومضت الصحيفة تقول إنه كان هناك أيضا انعدام ثقة طويل الأمد بعد ما اعتبره المسؤولون الأمريكيون تعامل الحكومة البريطانية الفوضوي مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ومع ذلك، فقد أثبتت الحرب في أوكرانيا فائدة المملكة المتحدة كحليف. باعتبارها أول دولة تزود أوكرانيا بالدبابات والصواريخ بعيدة المدى، وقادت بريطانيا الطريق في المساعدة العسكرية وفتحت الطريق أمام حلفاء غربيين آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة، ليحذوا حذوها.
وقال إريك سياراميلا، المسؤول السابق في البيت الأبيض والزميل البارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "باعتبارها واحدة من أقوى مؤيدي أوكرانيا، سيكون للمملكة المتحدة دور حاسم تضطلع به في أي إطار أمني طويل الأجل". وأضاف: "من نواحٍ عديدة، كانت المملكة المتحدة دائما في الصدارة بشأن هذه المسألة".