تحل اليوم الأربعاء، ذكرى وفاة الملحن الشيخ إمام الذي اشتهر بألحانه وأغنياته التى تتناول القيم النضالية، والتعبير عن قيم الاستقلال والحرية، فملأ طيلة فترة حياته طربا وتغنى بها المصريون والعالم العربي لبساطتها، وتعبيراتها القوية التي تصف أحوال العامة بشكل واقعي.
وحكي سيد مهدى عنبة مؤسس جمعية محبى الشيخ إمام ، الذي كان كاتم أسرار الشيخ إمام عنه في أحد اللقاءات قائلا : إن للشيخ إمام ميزة عجيبة أن لحن الأغنية يكون حسب الجلسة والسهرة، أداؤه، الذي وصفه الراحل الشاعر أحمد فؤاد نجم بأنه «يمسرح» الكلمات، أى يضفى عليها أداء مسرحيا تجسيديا يبث فيها الحرارة والحياة ويجعل المتلقّى يشعر وكأنه لا يسمع الكلمات فى الراديو وحسب، وإنما يشاهدها أمامه على التليفزيون، وهو يشترك فى ذلك مع الشيخ زكريا، وسيد درويش، فقد كان يسعى دوما أن يجعل الجمهور جزءًا من اللحن حتى يتفاعل معه بشكل أكبر.
وقال عنه الروائي الراحل خيري شلبي: “إن قدرة الشيخ إمام على التصوير بالأنغام قدرة فائقة، حتى لقد شعرت بأن الأنغام ألوان، وبأن الشيخ إمام يغمس فيها ريشة موهبته، ويرسم بها على العود، ويقينى أنه ليس للشيخ إمام نظير بين الملحنين من حيث قدرته على التصوير الفنى”..
وقال عنه الراحل الشاعر أحمد فؤاد نجم أن الشيخ إمام نقل الألحان نقلة أخرى، فاحتفظ بالتطريب كأساس للبهجة، واحتفظ بالتعبير كضرورة تفرضها طبيعة الكلمات التى يلحنها، ثم أضاف إلى ذلك صورة شعبية، اللحن فيها يتضمن طاقة أداء تمثيلى درامى ولقد وضع عين الكاميرا- وهو الضرير- فى صوت اللحن- وهو المشع بالضوء- فأصبح المستمع يرى الصورة فى اللحن رؤية العين.
