كشف مسئولون أمريكيون وهنود ومسئولون تنفيذيون في وزارة الدفاع الأمربكية، أنه من المتوقع أن تتوصل الولايات المتحدة والهند لاتفاق خلال زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي لواشنطن هذا الشهر لتصنيع محركات مقاتلة نفاثة في الهند.
وقال محللون دفاعيون - حسبما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - إن التجميع المخطط له في مصانع في الهند لمحركات جنرال إلكتريك للطائرة المقاتلة تيجاس الهندية هو جزء رئيسي من جهود الهند الرامية إلى تعزيز صناعة الدفاع المحلية وفصل نفسها عن الاعتماد الطويل على روسيا في المعدات لردع الصين.
وقالت الصحيفة إن البنتاجون بذل العديد من الجهود خلال العقد الماضي لتعزيز العلاقات الدفاعية مع الهند، وزادت الصادرات الأمريكية، فقد اشترت الهند صواريخ وطائرات مراقبة ومعدات أخرى من شركات أمريكية حريصة على التوسع في البلاد، والتي كانت أكبر مستورد للأسلحة الرئيسية في العالم على مدار الثلاثين عاما الماضية.
وأضافت الصحيفة أن بوينج ولوكهيد مارتن عرضتا بشكل منفصل تجميع طائرات مقاتلة في الهند في حال فوز أي منهما بمسابقة طويلة الأمد لتزويد البحرية الهندية بأكثر من 100 طائرة، مع تنافس طائرات رافال من داسو للطيران أيضا.
ومع ذلك، لا تزال روسيا أكبر مورد للهند من الطائرات العسكرية والمروحيات وغيرها من المعدات، بما في ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة S-400. وأشار معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن الهند شكلت ما يقرب من ثلث صادرات الأسلحة الروسية من 2018 إلى 2022.
وأشارت وول ستريت جورنال، إلى الحضور الأمريكي الكبير في معرض التجارة الدفاعية /فيرو إينديا/ في فبراير مع مشاركة كبيرة من الموردين العسكريين الروس، بالإضافة إلى دول أخرى تسعى إلى الحصول على حصة أكبر من الإنفاق الهندي.
ورأت أنه من بين العوامل التي ساعدت روسياـ استعدادها لمشاركة التكنولوجيا والإنتاج مع الهند.
من جانبه، قال مسئول هندي: "نتوقع أن يكون هذا أحد أكبر النتائج التي تمخضت عنها زيارة رئيس الوزراء للولايات المتحدة".
وتزود جنرال إلكتريك بالفعل محركات F404 أمريكية الصنع لطائرة تيجاس الهندية، وفي عام 2010 تم اختيارها لتقديم نسخة أكثر قوة،وهي F414، للحصول على نسخة محدثة من الطائرة.
ونقلت الصحيفة عن سي بي أنانثاكريشنان،وهو المدير المالي لشركة “هندوستان إيرونوتيكس” قوله، إن شركائه في برنامج “تيجاس” يدركون الحاجة إلى نقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي. وقال "نحن واثقون من أن ذلك سيحدث".
وتوقعت الصحيفة أن تؤدي صفقة المحركات النفاثة إلى مزيد من التعاون والتكامل بين الصناعات العسكرية للولايات المتحدة والهند، كما قال سريرام شاوليا، الأستاذ والعميد في كلية جيندال للشؤون الدولية، وقال إنه حتى الآن كانت الهند متشككة في استعداد الولايات المتحدة لنقل التكنولوجيا الحساسة.
وتعليقا على ذلك قال المسئولون الهنود إن الولايات المتحدة والهند تتوقعان مناقشة التعاون المحتمل في مجموعة من الأنظمة العسكرية خلال زيارة مودي، بما في ذلك المركبات المدرعة والمدفعية بعيدة المدى، وقال المسئولون إنهم يخططون أيضا للحديث عن أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع كجزء من مبادرة التكنولوجيا الحرجة والناشئة التي أعلنت عنها الدول في وقت سابق من هذا العام.
يشار إلى أنه في نيودلهي، يوم الاثنين الماضي توصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ونظيره الهندي راجناث سينج إلى خريطة طريق جديدة للتعاون الدفاعي بين الولايات المتحدة والهند. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن خريطة الطريق تسعى إلى تسريع الشراكات التكنولوجية والإنتاج المشترك في مجالات مثل الأنظمة الجوية والبرية والبحرية، فضلا عن قدرات الاستخبارات والمراقبة.
