أكد مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن انهيار سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا أمس الأول الاثنين سوف يؤدى إلى عواقب بيئية وخيمة، حيث إنه قد ينتج عنه تغيير النظام البيئي في المنطقة المحيطة بالسد إلى الأبد.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين مايكل بيربوم وإفان هالبر، أن انهيار السد ومحطة توليد الطاقة الكهرومائية التابعة له على الخطوط الأمامية للصراع بين القوات الروسية والأوكرانية قد يؤدي إلى جفاف المنطقة الزراعية الخصبة في جنوب أوكرانيا إلى جانب تلويث المجرى المائي في المنطقة، بالإضافة إلى تغيير الأنظمة البيئية التي نشأت حول منطقة السد على مدار عقود.
ويوضح المقال، طبقا لآراء الخبراء والمتخصصين، أنه على الرغم من كل تلك العواقب الوخيمة إلا أن حجم الآثار السلبية لهذا الانهيار لم يتضح بعد وأن الأمر يحتاج لشهور وربما سنين من أجل استيعاب حجم الخسائر الناجمة عن هذا الحادث.
ويضيف المقال أن انفلات كميات ضخمة من المياه الموجودة في خزان السد سوف يؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة أوكرانيا وفرص الحياة بها، موضحا أن ذلك الانفلات سوف يشكل خطرا داهما على العديد من المجتمعات بالمنطقة المحيطة والتي تعتمد بشكل رئيسي على مياه السد في تلبية احتياجاتها من مياه الشرب والزراعة.
ويقول المقال إن تلك التطورات سوف تدفع المزارعين في المنطقة إلى التوقف عن نشاطهم الزراعي كما أنها سوف تدفع مدن بأكملها إلى تغيير موقعها على الخريطة بالإضافة إلى إحداث خلل في التوازن البيئي في المنطقة.
ويسلط المقال في هذا الصدد الضوء على تصريحات مسئولين أوكرانيين يتناولون فيها الآثار المدمرة لانهيار السد حيث يوضحون أن ما يقرب من 150 طنا من الزيوت المخزنة داخل محطة توليد الطاقة الكهرومائية التابعة للسد بدأت في التسرب إلى المجري المائي بالمنطقة.
ويشير المقال كذلك إلى تصريحات وزير البيئة الأوكراني راوسلان ستريليت التي يقول فيها إن انهيار السد سوف يكون له عواقب بيئية كارثية، حيث إنه سوف يؤدي إلى حرمان أوكرانيا من أنظمة بيئية إلى الأبد.
ويوضح المقال كذلك أن التأثير المباشر لتلك الكارثة سوف يشعر به الآلاف من سكان المناطق الجنوبية في أوكرانيا والذين يعتمدون على مياه السد في تلبية احتياجتهم اليومية من الشرب إلى جانب استخدامها في الأنشطة الزراعية والتي تمثل أحد أهم مصادر الدخل الناتج من الصادرات الزراعية لأوكرانيا.
ويوضح المقال في الختام أن السد منذ إنشائه في الخمسينات من القرن الماضي يقوم بتوفير الاحتياجات اليومية للمناطق المحيطة به في جنوب البلاد، مشيرا إلى أن انهيار السد سوف يؤدي بطبيعة الحال إلى حرمان تلك المناطق من المياه التي كانت تحصل عليها لتلبية احتياجاتها الأساسية.