مع درجات الحرارة الشديدة التي يشهدها العالم العربي تلجأ الأسر إلى الشواطئ للتخفيف من حدة الحر، وقضاء وقت مُمتع مع الأسرة لكن ربما غياب المراقبة الجيدة للأطفال أثناء نزولهم للمياه قد يُشكل خطرا على حياتهم، خصوصاً مع انتشار ما يُسمى بالغرق الجاف بين الأطفال والذي يُمثل 2% من حالات الغرق المُسجلة بينهم.
ويحدث عند استنشاق الطفل لكمية كبيرة من الماء لتصل إلى الجهاز التنفسي ليُوشك على الغرق لكن كرد فعل دفاعي من الجسم يتم إغلاق الحنجرة لمنع وصول الماء للرئتين، وبالرغم من أن الماء لا يصل للرئتين إلا أنه يؤثر على الأحبال الصوتية التي تنكمش، وتتشنج الحنجرة مما يؤدي إلى صعوبة التنفس والاختناق، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى وفاة الطفل حال عدم إسعافه.
أعراض الغرق الجاف التي يجب الانتباه لها
- السعال الشديد والمستمر الذي لا يمكن السيطرة عليه
- الصفير
- عدم التوازن، أو الشعور بالدوّار
- النعاس
- الارتباك، والعصبيَة، أو أي تغيرات ملحوظة في نمط السلوك
- التنفس السريع أو الصعب
- أنماط التنفس غير الطبيعية
- رغوة في الأنف أو الفم
- القيء
- صعوبة خروج الصوت
الفرق بين الغرق الجاف والغرق الثانوي
الغرق الجاف بيحصل لما يستنشق الطفل كمية كبيرة من الماء من خلال الأنف أو الفم (في حالة إن الطفل كان قرب يغرق) ، واللي بيؤدي إلى إغلاق مجرى الهواء كرد فعل دفاعي من الجسم على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين، وبالتالي بيحصل تشنج في مجرى الهواء وصعوبة في التنفس. وبيُطلق على الغرق اسم “جاف” لأن المياة مش بتدخل الرئتين بسبب تشنج (إغلاق منعكس) للأحبال الصوتية، فبيُحرم الجسم من الأوكسجين، ويبدأ الطفل بالاختناق .
أما الغرق الثانوي أو “المتأخر” فبيحصل لما يستنشق الطفل الماء وتدخل للرئة ، واللي بيسبب التهاب أو تورم. وممكن الالتهاب ده تظهر أعراضه بعد ساعات أو حتى أيام من وقت نزول المياة. فبيعود سبب الوفاة من الغرق المتأخر لتورم الأكياس الهوائية الصغيرة في الرئتين، واللي بيمنع الأكسجين من دخول مجرى الدم.
منظمة الصحة العالمية كانت قد أطلقت يوماً عالمياً للوقاية من الغرق، يُحتفى به يوم الخامس عشر من شهر يوليو سنوياً، وذلك لتسليط الضوء على خطورة الغرق، باعتباره سبباً رئيسياً ومباشراً للموت، وشملت المنظمة الغرق الجاف، من بين أنواع الغرق التي يتعرض لها الإنسان لأسباب كثيرة ومتعددة.
وبحسب منظمة "CDC" الطبية في الولايات المتحدة الأميركية، فإن الغرق، بجميع حالاته، هو ثاني سبب مباشر لوفاة الأطفال في العالم.
