أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي تعتزم كييف القيام به ضد القوات الروسية في إطار الحرب الحالية بين الطرفين سوف يكون باهظ الثمن حتى في حالة نجاحه.
وأشارت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إلى أنه بات من الواضح أن ذلك الهجوم الذي طال انتظاره قد ظهرت بوادره بالفعل من خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأوكرانية على عدة قطاعات على طول خطوط المواجهة، مشيرة إلى أن تلك العملية العسكرية من جانب أوكرانيا تأتي في وقت بدأ فيه صبر العديد من عواصم العالم ينفد في انتظار قيام كييف بذلك الهجوم.
وسلطت الصحيفة الضوء، في هذا السياق، على تصريحات نائبة وزير دفاع أوكرانيا التي أكدت فيها أن تحركات عسكرية في إطار الهجوم المضاد قد بدأت بالفعل في العديد من المواقع على خطوط المواجهة في محاولة لاختبار قدرات الجانب الروسي واختراق صفوفه على طول خط المواجهة الذي يبلغ حوالي 600 ميل.
ورأت الصحيفة أن الأمر ليس سهلا حيث أن الجانب الروسي أقام عدة خطوط دفاعية تحسبا للتحركات الأوكرانية، مشيرة إلى أن ذلك الهجوم يمثل أهمية كبرى من أجل رفع معنويات الجنود الأوكرانيين والشعب الأوكراني على حد سواء.
وذكرت أن الهجوم الأوكراني المتوقع يكتسب أهمية إضافية، خاصة حيث إنه سوف يسهم في طمأنة الدول الغربية الحليفة لأوكرانيا، والتي تقدم لها مساعدات عسكرية ضخمة، بأن تلك المساعدات لم تذهب هباءً وأن ما تحصل عليه أوكرانيا من أسلحة وذخائر بدأ يؤتي ثماره المرجوة في تحقيق النصر على القوات الروسية.
وأضافت الصحيفة أن القيادة الأوكرانية تمكنت على نحو مذهل من إقناع العديد من دول العالم بتقديم مساعدات عسكرية ضخمة لبلادهم من أجل إحراز نصر عسكري على الجانب الروسي، موضحا أن الدول الحليفة بادرت مؤخرا بتقديم أنواع حديثة ومتطورة من الأسلحة لم يكن من المحتمل أن تقدمها لكييف منذ عدة أشهر.
وأوضحت الصحيفة أنه مهما زادت قدرات الجانب الأوكراني العسكرية والقتالية إلا أن الأمر لا يقتصر على جانب العتاد والمعدات العسكرية فحسب وإنما يتجاوز ذلك ليصل إلى العنصر البشري وما قد تتكبده أوكرانيا من خسائر في الأرواح حتى في حالة نجاح ذلك الهجوم، مشيرة إلى أنه جرت العادة أن القوات المهاجمة عادة ما تتكبد خسائر بشرية فادحة مقارنة بالخسائر التي تتكبدها القوات التي في موقف الدفاع.
ولفتت الصحيفة، في ختام المقال، إلى أنه مهما حققت أوكرانيا من نجاح خلال ذلك الهجوم المتوقع إلا أنه من المؤكد أن الجانب الأوكراني سوف يتكبد في المقابل خسائر بشرية تتمثل في فقدان العديد من المدرسين والمهندسين والمزارعين الذين أجبرتهم الحرب على الانضمام لصفوف القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.