لست كاتبًا عبقريًا أو شخصية عامة أو حتى ملهمًا لأكتب معاناة المبدعين والمفكرين مع النمل الأبيض، الذى يتجسد فى صورة بشر ينخر مجتمعنا ما بين كارهين لنجاح الآخرين وما بين عاشقين لتحطيم صور المتميزين، وما بين هذا وذاك واقع مرير للمستمعين الذى يقبعون خلف عقولهم، لا يتحركون إلا بإشارة النمل الأبيض وبطاعته العمياء وبدون أى أدلة فقط مجرد أحاديث مرسلة لأذن ضخمة، حتى مرادفاتى اللغوية وتعبيراتى البسيطة تناثرت بحثًا عن تفسير الرؤى الواقعية والطريفة وصور الرعب فى معاقل المغيبين وهذا ما أدركته مؤخرًا، لتحقيق إصدارات جديدة من داخل عقول الكثيرين من البسطاء فهمًا ومنهجًا وليس مرادفًا.
بدأت منذ فترة طويلة كتابة أجزاء من مؤلف جديد بعنوان "النمل الأبيض" يعد مرجعًا علميًا راسخًا، ما بين فطريات وقشريات سرطانية للقابعون خلف عقولهم ومذاقًا طبيعيًا لأحد أهم وساوس الشيطان فى عقول أبنائه على هيئة بشر، لتكتمل رؤية المجتمع لتشخيص وعلاج حالات النخر أو التسوس في حياتنا، لنعلم أن نهاية الرحلة بـ"الدعس" عندما يرى من فقد حاسة الإبصار الصورة الكاملة للخداع الأكبر فى التاريخ لشخصيات عامة وتاريخية مجوفة من الداخل مع لباس مقنع نراه بهيئة بشر، رغم رائحته النتنة وأحاديثه الخالية من الفكر والإبداع، وهذه رؤية بتشريح النمل الأبيض بفصول سيسولوجية صادمة واستنكارًا لأحداث جارية للقضاء على الأمل وقتل أى طموحات للوطن.
برغم ذلك يؤلمنى، من يفكر فى تغيير تطلعات الكفاءات والمواهب، لتحقيق أغراض شخصية تحمل ما بين الحين والآخر المحافظة على قدراته الضعيفة داخل مكان عمله، ولكن هيهات ستأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، هذا يقينى بالله فلا شر يدوم ولا خير يضام.