استقالت القيادة العليا لبرنامج الغذاء العالمي في إثيوبيا، قبل وقت قصير من إعلان نتائج التحقيق في اختلاس المساعدات الغذائية المرسلة إلى إقليم تيجراي، الذي عانى من الحرب على مدار عامين، وفقا لعدة مصادر شهدت الاستقالات.
وقالت صحيفة "The New Humanitarian" إنه لم يتضح الرابط بين الاستقالات والتحقيق على الفور، حيث قدم كل من المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي كلود جيبيدار ونائبه جينيفر بيتوند استقالتهما في اجتماع لجميع الموظفين في 2 يونيو الجاري، حسبما أفادت المصادر التي حضرت الاجتماع يوم الجمعة.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مصادر لم تسمها، أن هذه الخطوة جاءت في أعقاب تحقيق داخلي بدأ الشهر الماضي بشأن تقارير تفيد بأن كميات كبيرة من المواد الغذائية المخصصة للجوعى في منطقة تيجراي الشمالية المتضررة بالحرب في إثيوبيا قد بيعت في السوق التجارية.
وعلق كل من برنامج الأغذية العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية توزيع الغذاء في تيجراي - حيث يعتمد الملايين على الإغاثة - في انتظار نتائج التحقيق الداخلي، وقال برنامج الأغذية العالمي إنه بحاجة إلى "ضمان وصول المساعدات الحيوية إلى المستفيدين المستهدفين" وتسليم المواد الغذائية، التي تم تعليقها في مايو، لم تستأنف بعد.
وقالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، التي تولت رئاسة وكالة الأمم المتحدة في أبريل، الشهر الماضي إن من "تثبت مسؤوليتهم يجب أن يحاسبوا" على سرقة الطعام.
وتعهدت كل من الحكومة الفيدرالية الإثيوبية والحكومة الإقليمية المؤقتة في تيجراي بالتعاون مع تحقيق برنامج الأغذية العالمي.
وكتب جيتاتشو رضا، رئيس الحكومة المؤقتة في تيجراي، على موقع تويتر اليوم: "لقد أطلعنا وفدا حكوميا أمريكيا على التقدم المحرز في التحقيق في مزاعم تحويل المساعدات" مضيفا "لقد شاركنا النقاط البارزة في النتائج وطمأنهم إلى أننا سننشر النتائج للجمهور ونحاسب المسؤولين قريبا جدا".
وقال أحد عمال الإغاثة في إثيوبيا، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لـ The New Humanitarian إن التوقف المؤقت في توزيع المواد الغذائية تسبب في "معاناة هائلة" بعد عامين من الحرب، خاصة مع دخول تيجراي موسم العجاف قبل موسم الحصاد المقبل.
وأضاف عامل الإغاثة: "كانت هناك دائما تأخيرات في تسليم المواد الغذائية وعمليات التحويل، ومن الواضح أن النظام معطل."
وقالت مصادر مطلعة على برنامج الأغذية العالمي إن النتائج الأولية للتحقيق الداخلي تشير إلى أن تحويل المساعدات الغذائية يتجاوز منطقة تيجراي ويشمل المنطقة الصومالية المتضررة من الجفاف، ومن المتوقع المزيد من الاستقالات في الأسابيع المقبلة حيث يتم إصلاح الفريق القطري الإثيوبي.
ويعاني أكثر من 20 مليون شخص في إثيوبيا من النزاعات والعنف والكوارث الطبيعية، بما في ذلك 13 مليون شخص يعانون من عواقب الجفاف الشديد في جنوب وشرق البلاد.