تشهد منطقة سد كاخوفكا على نهر دنيبر في أوكرانيا حالة من التوتر الشديد بين روسيا وأوكرانيا، حيث يتهم كل طرف الآخر بالتخطيط لتفجير السد الذي يعد مصدراً حيوياً للمياه والكهرباء في المنطقة.
وقد أظهرت بيانات الأقمار الصناعية أن مستوى المياه في الخزان الذي يحتجزه السد قد وصل إلى أعلى مستوى له في 30 عاماً، مما يزيد من احتمالية حدوث فيضانات كارثية في حالة انهيار السد.
ويسيطر الجيش الروسي على السد ومحطة الطاقة الكهرومائية المجاورة له، واللذان يلعبان دوراً مهماً في تنظيم مستوى المياه في الخزان، وقد أظهر تحليل لصور الأقمار الصناعية على مدى عدة أشهر أن مستوى المياه قد ارتفع بشكل كبير، وأنه يغطي الآن الرمال التي تحده. وفي الأيام الأخيرة، بلغ المستوى مستوى مقلقاً، حيث بدا أن الماء يتجاوز قمة السد
وتعد هذه التطورات تحولاً دراماتيكياً، حيث جاءت بعد بضعة أشهر فقط من انخفاض مستوى المياه في الخزان إلى أدنى مستوى له في التاريخ. وفي ذلك الوقت، أبدت المسؤولون الأوكرانيون قلقهم من نقص الماء للشرب والزراعة وتبريد محطة زابورجية للطاقة النووية المجاورة
وقال دافيد هيلمز، خبير أرصاد جوية سابق في سلاح الجو الأمريكي والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إنه يبحث في قضية السد، إن القوات الروسية تبدو قد أبقت على عدد قليل جداً من البوابات المفتوحة للسيطرة على تدفق ذوبان الثلج وأمطار الربيع. ومقارنة التأثير بسطل مثقوب، قال هيلمز إن كمية كبيرة جداً من الماء تدخل إلى الخزان
"ما يفعله النهر هو أنه يلقي الكثير من الماء فيه"، قال هيلمز. "وهو يتجاوز بكثير معدل التصريف".
ويقع السد على خط المواجهة، وكان نقطة توتر طوال الحرب. وفي أغسطس، استهدف قصف مدفعي أوكراني جسراً على السد، على الرغم من أن السد تجنب تعرضه لأي ضرر. ثم في نوفمبر، دمرت القوات الروسية جزءاً من الطريق فوق بوابات السد، حيث نفذت انفجاراً قريباً جداً من بنية السد الحيوية
الوضع السياسي في أوكرانيا متوتر
تأتي هذه الهجمات الروسية في ظل تصاعد التوترات السياسية بين موسكو وكييف، حيث تتهم روسيا أوكرانيا بالتعاون مع الغرب للإطاحة بالنظام الروسي والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقد رفضت أوكرانيا هذه الاتهامات، وقالت إنها تدافع عن سيادتها وحق شعبها في تقرير مصيره
وقد حصلت أوكرانيا على دعم دولي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وغيرها من الحلفاء، الذين أدانوا العدوان الروسي وفرضوا عقوبات اقتصادية وسياسية على روسيا. كما قدمت هذه الدول مساعدات عسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك صواريخ طويلة المدى وطائرات مقاتلة
ولكن رئيس روسيا فلاديمير بوتين قال إن هذه المساعدات تزيد من خطر نشوب حرب عالمية ثالثة، وحذر من أن روسيا سترد بشكل "فوري" و"مدمر" على أي تدخل خارجي لمقاومة الهجوم الروسي. وأضاف أن روسيا لا ترغب في احتلال أوكرانيا، بل ترغب في إزالة "النظام النازي" الذي يحكمها.
سد كاخوفكا
ويعد سد كاخوفكا هو سد هيدروكهربائي يقع على نهر دنيبر في مدينة نوفا كاخوفكا في أوكرانيا. تم بناء السد عام 1956 كجزء من محطة كاخوفكا للطاقة الكهرومائية. ويحتجز السد خزاناً يبلغ حجمه 18 كيلومتراً مكعباً، ويوفر المياه والكهرباء لمنطقة جنوب أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ومحطة زابورجية للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا أيضاً.
ويبلغ ارتفاع السد 30 متراً وطوله 3.2 كيلومتر، ويبلغ حجم الماء في الخزان ما يعادل بحيرة البحيرة المالحة الكبرى في ولاية يوتا في الولايات المتحدة². وقد تعرض السد للتدمير في 6 يونيو 2023، حيث انفجر بسبب قصف صاروخي أو تفجير داخلي، حسب مصادر متضاربة من روسيا وأوكرانيا.
وأدى تدمير السد إلى إطلاق سيل من الماء عبر منطقة الحرب، مما يهدد مئات الآلاف من السكان والبيئة. وأعلنت أوكرانيا حالة الطوارئ وأجلت سكان عشر قرى وأجزاء من مدينة خيرسون، محذرة من احتمال حدوث فيضانات³⁴⁵. كما قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إن تدمير السد يشكل "إبادة بيئية" وأنه يشكل تهديداً لمحطة زابورجية للطاقة النووية المجاورة.