أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن القوات الأوكرانية بدأت في القيام بهجمات صغيرة ومحدودة على خطوط المواجهة مع القوات الروسية، تمهيدا للهجوم الشامل المضاد الذي تعتزم أوكرانيا القيام به خلال الأسابيع القادمة لاسترداد الأراضي التي استولت عليها موسكو منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أواخر فبراير من العام الماضي.
وأوضح المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين جوليان بورجر ودان صباغ، أن القوات الأوكرانية بدأت في شن هجمات على عدة نقاط على طول خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك أمس الاثنين؛ ما دفع القوات الروسية للتراجع في موقعين فيما يبدو مرحلة تمهيدية من جانب القوات الأوكرانية للشروع في العملية العسكرية الكبرى.
وفي الوقت نفسه، أعلنت القوات الروسية، كما يشير المقال، أنها تمكنت من إجهاض عملية عسكرية كبرى شنتها القوات الأوكرانية على منطقة دونيتسك وهو ما كبد الجانب الأوكراني خسائر فادحة.
ويتناول المقال في هذا الصدد تصريحات للرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أمس الاثنين أشاد فيها بأداء القوات الأوكرانية، معبرا عن ثنائه لما حققته قوات أوكرانيا من تقدم في عدة قطاعات على طول خطوط المواجهة مع القوات الروسية.
ويسلط المقال الضوء في هذا الخصوص على تصريحات وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا أمس الاثنين التي يقول فيها إن بلاده أصبح لديها من الأسلحة والعتاد ما يمكنها من شن هجوم مضاد كاسح على القوات الروسية في الفترة المقبلة.
ويشير المقال كذلك إلى تصريحات مسؤولين أوكرانيين أمس الاثنين التي يؤكدون فيها أن الهجمات الأخيرة على القوات الروسية مجرد تحركات محدودة، رافضين في الوقت نفسه ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية أن الهجوم الشامل المضاد قد بدأ بالفعل وأن القوات الروسية تمكنت من إجهاضه مكبدة الجانب الأوكراني خسائر كبيرة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء على موقعها على موقع التواصل الاجتماعي تليجرام أنها تمكنت من تكبيد القوات الأوكرانية خسائر جمة بعد أن قامت كييف بإعادة تنظيم فلول اللوائين 23 و31 إلى وحدات منفصلة لشن هجمات على القوات الروسية، مؤكدة أن القوات الروسية تمكنت من تدمير 28 دبابة للقوات الأوكرانية بما فيها ثمانية دبابات ليوبارد إلى جانب 109 عربات مقاتلة بالإضافة إلى خسائر في الأرواح بلغت 1،500 جندي أوكراني.
ويرى المقال أن تلك التطورات تشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن الحرب في أوكرانيا على مشارف مرحلة فارقة في الصراع بين الطرفين، موضحا أنه إذا تمكنت القوات الأوكرانية من استرداد جزء من الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ بداية الحرب فإن ذلك الانتصار سوف يبعث الأمل في نفوس القوات الأوكرانية بنهاية قريبة ومبكرة للمواجهات المسلحة مع الجانب الروسي.
ويشير المقال في الختام إلى أن فشل القوات الأوكرانية في استرداد أي من الأراضي الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية سوف يعد نذير شؤم لحرب طويلة المدى ليس لها ثمة نهاية تلوح في الأفق كما أنه سوف يعرض كييف لضغوط دولية كبيرة من أجل التنازل عن بعض الأراضي في سبيل إنهاء الصراع مع روسيا.
