الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

من موسيقارعبقري إلى عازف في فرقتها.. حكاية حب "القصبجي" لـ"أم كلثوم"

القصبجي وأم كلثوم
القصبجي وأم كلثوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ارتضى بمكانه في الظل مكتفياً بأن يكون عازفاً في فرقتها الموسيقية وهو الموسيقار العبقري الفذ - هو الذي كان نجاحه المدوي في رائعته رق الحبيب بمثابة لعنة ظلت تلاحقه طوال العمر - هو الذي فضحته خطاباته لها وأعربت عن مكنون فؤاده الذي لطالما حاول أن يخفيه.. هو الرائع محمد القصبجي أما هي فالملهمة ست الكل أم كلثوم .

 سمعها لأول مرة وهي تشدو بالمدائح النبوية فقرر أن يلحن لها إعجاباً منه وإيماناً بصوتها ، فلحن لها أول ما لحن أغنية "قال حلف مايكلمنيش" عام ١٩٢٣م، وفي العام ١٩٢٧م أسس لها تخت شرقي ليصاحبها في كل حفلاتها ثم كانت إنطلاقتها الحقيقية في رائعة "رق الحبيب" من تلحينه وكلمات الشاعر أحمد رامي .
لحن لها بعدها العديد من الألحان الناجحة مثل "مادام تحب" و"يا صباح الخير" و غيرهم الكثير إلا أنه لم يرضى عن نفسه في أيٍ من ألحانه بعد رق الحبيب “على روعتهم جميعاً” ولكن حس الفنان الذي لا يرضى إلا بقمة النجاح بديلاً ظل يلاحقه. 

زاد الأمر سوءاً عندما لجأت الست لألحان السنباطي والموجي وفضلتهم على ألحانه، فجرح جرحاً شديداً وحزن حزناً بالغاً لم يعرب عنه لحساسيته المفرطة ، إلا أنه وحتى يثأر لكرامته في صمت خرج من حياتها كملحن منذ ذلك الوقت وإكتفى بكونه عازف في فرقتها الموسيقية حتى وافاه الأجل في إحدى بروفات الأطلال. 

وكثرت الأقاويل حول حب القصبجي للست هل كان حباً للفنانة الملهمة أم للإنسانة الفريدة المختلفة - على حسب رأي كل من إقترب منها - ظل الأمر محيراً للكثيرين حتى جاءت خطاباته لها أثناء رحلة علاجها بالخارج لتفضح الأمر كله و تكشف عن محب مشتاق ولهان، إلا أن حبه لها كان من طرف واحد فهي لم تنظر له يوماً أكثر من كونه ملحن عبقري أضاف لها وصديق مخلص تعتز به. 
ويجدر بنا هنا أن نذكر "أم كلثوم و رامي والقصبجي" هذا الثلاثي الذي اخرج لنا العديد من الأعمال الخالدة والتي كانت نتاج قصص حب لم تكتمل وعذاب وشوق وحنين أفرز أجمل الكلمات و أروع الألحان التي أثرت وجداننا لزمن طويل ولا تزال.