الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

القيم المجتمعية في خطر.. فرويز: ارتفاع معدلات الجريمة يعود للتدين الظاهري.. عزة كريم: الشخصية المصرية تحتاج دعم مؤسسات الدولة وعلى رأسها “الثقافة”

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تميز المجتمع المصري بأخلاقه الحميدة والطيبة وقدرة كل مصري على الصبر وقوة التحمل ومرونة المصريين فى الازمات وتحمل المشاكل حتى تجد طريقها للحل ولكن ما يحدث حاليا، سواء من جرائم أسرية أو ما يتم تداوله بين الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات ومتحوى يتجاوز العادات والأخلاق، يطرح العديد من علامات الاستفهام وتزداد التساؤلات؛ أين أخلاقنا ؟ وروشتة استعادتها؟ وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت*** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

جوانب كثيرة تنشر مبادئ الأخلاق فى المجتمع، أبرزها القوة الناعمة من فن وإعلام وسينما ومسرح ومدارس وشارع ومؤسسات الدولة واي خلل فى دور أيٍّ منها يترجمه المجتمع فى خلل أخلاقي. 

رأي علم الاجتماع 

تقول دكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لـ "البوابة نيوز، فى الماضي تمتعت الشخصية المصرية بالدعم من كل المؤسسات وعلى راسهم وزارة الثقافة، أما الآن مؤسسات الدولة تحتاج إلى تحديد احتياجات الشباب واحتياجات الدولة وتنسيق ذلك مع ذاك لتجديد سياسة التعاطي مع الشباب عن طريق الدورات التدريبية والتأهيلية  لتكون اكثر تمييز وتطوير لتساعد فى الارتقاء بالشخصية المصرية وتوفير فرص العمل وتثقيف عقولهم حتى لا يكونوا لقمة سائغة فى يد التطرف والإرهاب، كانت المدرسة هي العمود الفقري في تكوين الشخصية المصرية، والمؤسسة الإعلامية كانت تدعم وتنشر كيفية الارتقاء بها، وجعل أخلاقها يتحدث عنها العالم وكيفية تربية النشء من خلال البرامج التثقيفية، ولابد أن  يوجد توافق مثل حقبة الستينات بين معظم المؤسسات المصرية وخاصة الثقافة لخلق أخلاق سليمة وسمات مهمة له وتفعيل الدور الاستراتيجي للإذاعة والتلفزيون  محطات الراديو كانت تحث على الارتقاء بالشخصية المصرية وتثبيت الهوية المصرية، لكن للأسف ما يحدث حاليًا عكس ذلك تمامًا، حيث يتسابق الإعلام على الاحتفاء بالشخصيات المشوهة والسيئة وتصديرها باعتبارها نجوما وفنانين ومبدعين كبارا.

وأضافت دكتورة " كريم "، يتسم الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه  بالتدين والمميز للمصريين عن باقى الشعوب  والتدين عند المصريين يرتبط بالعادات والتقاليد فالكذب مكروه فى العادات والتقاليد ويحرمه الدين، والنظافة عادات وتقاليد ذكرها الدين أيضًا، والعادات والتقاليد والدين هما وجهان لعملة واحدة مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بإذا كان الشخص مسلما أم مسيحيا.

لكن الظروف الاقتصادية أدت إلى تأخر سن الزواج بالنسبة للجنسين في مصر، فكل شاب أو فتاة يريد تفريغ طاقته الجنسية حتى يستطيع التعاطي مع الحياة.

رأى الطب النفسي

يقول دكتور جمال فرويز استاذ الطب النفسي بجامعات مصر ل "البوابة نيوز "، الأخلاق هى قواعد السلوك والتصرفات، ونحن طول عمرنا كانت أخلاقنا واحدة منذ عصر قدماء المصريين حتى وقتنا هذا، يعنى مثلا نجد في المآتم وهى أحياء ذكرى المتوفى بالتجمع كل خميس بقراءة القرآن والاحتفال بحلول اليوم (الأربعين)، كلها عادات مصرية قديمة وتلك عاداتنا وتقاليدنا وحافظنا عليها على مر العصور وعلاقة الجيران ببعض واحترامي لبنت الجيران  وعيب " ابص" اى انظر عليها ولازم احميها بمعنى ان اخلاقنا محافظة ومتدينة لوحده.

ويحذر دكتور " فرويز “ من التغير في المجتمع الذى طال كل القواعد وخاصة الاحترام  ومعيار التعامل هو الاستفادة: ”يعنى احترم فلان اذا كنت ها ستفيد منه والعكس صحيح واختفى احترام الصغير للكبير وعطف الكبير على الصغير وتحكمت المصالح في العلاقات الاجتماعية  واصبحت الكلمة السائدة فى اى تجمع بشرى  " خلاص الناس بقيت وحشة " والمهم نفسى  ومدى استفادة الشخص المادية وانهارت القيم داخل المجتمع وبالتالى ارتفع معدلات الجريمة واصبحت جرائم القتل ترتكب لاتفه الاسباب واصبحت المادة اداة رئيسية وليست مجرد وسيلة  ومع الضغوط الاقتصادية وارتفاع الاسعار بالتزامن مع محدودية الفكر الاجتماعى المستنير المتوازن واصبحت الجملة المعتادة “معاك كام تساوى كام”.

ويأسف دكتور " فرويز " قائلا: احنا شعب يرفض الثقافات الاخرى التى تأتى من خارج مصر الا اذا غلفت بالدين ونحن شعب مصر متدينين بطبعنا ونحب الالتزام بالدين وبالتالى طعمت الثقافات الاتية من الخارج بافكار ليست لنا وليست لهويتنا المصرية وغلفت بالدين فانتشرت فى المجتمع المصرى كالنار فى الهشيم رغم عدم صلاحيتها للمصريين، وبالتالى تضاءلت المشاعر الانسانية وبرزت المادة والفلوس، لانك بالتأكيد هاتدفع فلوس مقابل ما تحتاجه فى الحياة مش هاتدفع مشاعر انسانية.

وكشف "فرويز" النقاب عن كارثتنا الاخلاقية قائلا، المصيبة الكبرى التى اصيب بها المجتمع هى المسخ الثقافى ويعنى ذلك التدين الظاهرى مع عدم الارتباط بالقيم الدينية السمحة الحقيقة واالنتيجة انهيار القيم المجتمعية ليحل محلها قيم دينية ظاهرية خاوية المعنى الحقيقى للدين وبالتالى انهيار قيمة الانساان وارتفاع معدلات الجريمة وقتل الامهات لابناءها وقتل الاب لاولاده وقتل الاخ لاخته وقتل الزوج لزوجته وقتل الزوجه لزوجها، جرائم لم تكن فى المجتمع المصرى فى السنوات السابقة وعندما كانت تحدث، كانت تقشعر لها الابدان ولكننا حاليا تطل جرائد بصفحة حوادث يوميا مليئة باغرب القضايا على مجتمعنا وغالبا ما يكون سبب القتل هو المادة.

أما الدكتور سعد الزنط مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للابحاث يقول لـ "البوابة نيوز "، صادف وأنا أنهى رسالة الدكتوراة الثانية بإحدى الجامعات الأمريكية أن تلقيت رسالة من الدكتورة ليزا وكانت المناقش الرئيسي للبحث تقترح بأن أقدم رسالة جديدة بعد ٦ أشهر عن القيم الأخلاقية في الشرق.. وعندما سألتها: لماذا هذا العنوان ابلغتني بأنها لاحظت تناقضات كبيرا في واقع الأخلاق عند الشرقيين المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية.. كما لاحظت أن الجامعات العربية بالذات ليس لديها كليات ولا حتى أقسام تهتم بعلم الأخلاق.. وقد استفزني ذلك ومن هنا ابتدت رحلتي مع علم أخلاقيات الاتصال.. ثقافة وجودة..ولكننا الان أمسينا كمن يأكل يلا استمتاع فقط لملأ معدته.