تحتفل الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الإثنين، بذكرى وفاة القديسة صوفيا من تراقيا المُلقَّبة بـ "أم الأيتام".
اسمها "صوفيا" وهو اسم يوناني قديم يعني "الحِكمة"، وُلدت في القرن الحادي عشر الميلادي لأبوين مسيحيين تقيين في تراقيا المطلة على بحر إيجا.
عندما بلغت سن الرشد، تزوجت من رجل ثري، عاشت حياة تقية فاضلة، وأصبحت أمًا لستّة أطفال، تعيش حياة سعيدة.
بعمر الرابعة والثلاثين، اِجتاح وباء الطاعون بلدان العالم القديم، وتسبب ذلك في فقدانها لأطفالها الستة، الواحد تلو الآخر، ثم زوجها.
برغم الحزن الشديد، إلا أن إيمانها قادها للانفتاح على جراح أطفال أيتام كثيرين، فقدوا أباءهم وأمهاتهم بفعل الوباء، ووجدت دواء قلبها ودعوتها الإلهية في فتح منزلها لجميع الأيتام في بلدتها.
كذلك أصبحت تستضيف البالغين الذين تشردوا وفقدوا من يعولهم، وكانت تقدم لتدفئتهم، وتطهير قروحاتهم، النبيذ المُعتَّق النادر ذو القيمة المالية العالية، ويُذكَر أن جُرن النبيذ لم يفرغ أبدًا لمدة عشرين عام، برغم توافد الكثير من الناس للحصول على ما يدفئهم في البرد، أو للتطهير من القروح.
كما أنها تبنت أكثر من مئة طفل، وتكفلت بإطعامهم وكسائهم، وكذلك تنشئتهم على محبة الله، إلى أن توفيت في مثل هذا اليوم، بعد أن أدّت رسالتها العظيمة.