يتعرض الكثير من الناس للعديد من الصدمات النفسية والعاطفية ولا يعرفون كيفية التعامل معها فهي تؤثر على نفسية الأشخاص وحياتهم خاصة في التعامل معها بشكل خاطىء وعدم تجاوزها، كما أن الاستجابة للصدمة النفسية وكيفية التعامل معها تختلف من شخص إلى آخر، وعادة ما تكون الاستجابة للصدمة النفسية بالحزن، والخوف، والاكتئاب، وينصح الأطباء النفسيين ببعض الطرق لتخطي الصدمات العاطفية والنفسية ومنها:
-زيادة النشاط البدني:
تؤثر الصدمات العاطفية والنفسية التي يتعرض لها الإنسان في التوازن الحركي للإنسان، لذلك ينصح بممارسة الأنشطة الرياضية والحركة لمدةٍ لا تقل 30 دقيقة يومياً، خاصّةً ممارسة تمارين تتضمن تحريك الأيدي والأقدام مثل المشي، أو الجري، أو السباحة، أو كرة السلة، كما ينصح بمحاولة التيقظ والانتباه أثناء ممارسة التمارين بدلاً من تشتت التفكير، مع التركيز على حركات الجسم أثناء التمرين، مثلاً محاولة الإحساس بالقدم أثناء ارتطامها بالأرض.
تجنب العزلة:
يجب الحرص على محاولة التواصل مع الأصدقاء والعائلة عند التعرض لصدمة نفسية، فربما عاش بعض الأشخاص نفس التجربة والمشاعر التي مر بها أشخاص آخرين، حيث يعد التواصل مع الآخرين واحد من أهم الطرق المتبعة في تخطي الأزمات النفسية والعاطفية، وليس بالضرورة التحدث عن الصدمة، المقصود بالتواصل هنا الانخراط مع الناس والتواصل معهم من أجل تعزيز الشعور الداخلي أن الشخص المصاب جزء من هذه المجموعة.
المشاركة في مجموعات لأشخاص تخطوا مشاكل نفسية وعاطفية بنجاح، فالانخراط مع هذه الفئة والاستماع إلى قصصهم يعزز الثقة في النفس ويساعد على تخطي الحالة النفسية التي مر بها، والتطوع لمساعدة الآخرين، إذ إنّ التطوع في مجموعات خيرية لمساعدة الآخرين في شتى المجالات يساهم في تعزيز حس المسؤولية لدى الشخص، كما يساعد على تخطي الصدمات النفسية بسهولة.
مواجهة المشاكل:
واحدة من أهم مفاتيح التغلب على المشاكل والصدمات النفسية والعاطفية هي مواجهة المشكلة ومحاولة البقاء على ما يرام مع الذكريات والأحداث المتعلقة بالمشكلة، فالمواجهة نقطة مهمة يستطيع الشخص من خلالها تقبل الصدمة والتعافي منها.
التنفس بعمق وببطء:
تساهم طريقة التنفس أثناء التعرض لأزمة نفسية أو عاطفية في تعزيز القدرة على تخطي الأزمة بنجاح، حيث يفضل التنفس بأخذ شهيق من خلال الأنف والزفير لفترة أطول من تلك المستغرقة أثناء الاستنشاق، وذلك من خلال العد إلى اثنين عند أخذ النفس، وعند إخراج الهواء يتم العد إلى الستة، وينبغي إخراج الهواء إما من خلال الأنف أو أثناء زم الشفتين، فبهذه الطريقة يمكن تحفيز جزء من الجهاز العصبي والذي بإمكانه أن يُهدئ الجسم ويقلل من آثار الصدمة.
التفكير بإيجابية لمدة زمنية محددة:
إن التفكير بأمور إيجابية لمدة زمنية محددة تبلغ 12 ثانية من شأنه أن يحسن المزاج، ويؤثر بشكلٍ إيجابي في طريقة التفكير، ويمكن الاستعانة بالتفكير بالورد أو بابتسامة أحد الأشخاص المقربين، أو أي شي بإمكانه إدخال الفرح والسرور إلى القلب، بحيث يتم التركيز على هذا الشي لمدة 12 ثانية، وستتم ملاحظة تأثير ذلك في الحد من تقلبات المزاج وتحسن الحالة النفسية.
تغيير نمط الحياة:
باتباع نظام غذائي صحي، والحرص على الحصول على القسط اللازم من الراحة كلما أتيحت الفرصة لذلك، والحرص على الحصول على القسط اللازم من النوم من خلال جدولة برنامج للنوم يتضمن النوم والاستيقاظ ضمن أوقات محددة وثابتة كل يوم، ومشاركة الأنشطة والرياضات المفضلة مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، مثل: مشاهدة مباراة كرة القدم.
- سلوكيات تجنبها عند التعرض لصدمات العاطفية:
يجدر بالشخص التعبير عن كل ما يدور حوله، وفي داخله من مشاعر وأحاسيس، إذ إن هذه المشاعر والأحاسيس هي مشاعر حقيقة وقوية لا يجب كتمها، ولا يجب الشعور بالحرج تجاه تلك المشاعر، بل يجب إعطاء النفس حقها بشأن التحدث بكل ما يجول بها من مشاعر وأفكار، حتى إنه بالإمكان الاستعانة بالبكاء للتعبير أيضاً.
عدم أخذ الكثير من الوقت لتجاوز الصدمة وأن يكون المصاب شخصا نشيطاً هو من الأمور التي تساعد على تخطي ما يحدث، وعلى تخطي الأزمة النفسية التي طرأت، فالانشغال بالأعمال والنشاطات يبعد الشخص عن التفكير بالأزمة التي يمر بها، وهذا الشيء لا يعني أنه ليس بحاجة لوقت لتخطي هذه المشكلة، على العكس يجب إعطاء النفس الوقت اللازم لتخطي الصدمة قبل الرجوع إلى الروتين المعتاد، ولكن يجب ألا يكون ذلك أكثر من الوقت اللازم.
عدم اللجوء إلى الكحول أو المخدرات فقد يلجأ الشخص إلى إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية كوسيلة لمنع العقل من التفكير بالأزمة والصدمة النفسية التي مر بها الشخص، ولكنها ما تلبث إلا أن تسبب الاكتئاب ومشاكل صحية أخرى، وتجنب اتخاذ قرارات مصيرية خاصة خلال فترة الصدمة، لأن جميع القرارات أثناء التعرض لأزمة نفسية وعاطفية تكون قرارات متسرعة وغير صحيحة يُمكن أن تنتهي بالندم عليها، ويمكن استشارة بعض الأشخاص المقربين والموثوقين في حال ضرورة اتخاذ بعض القرارات المصيرية تفادياً للندم عليها لاحقاً.
-متى يجب زيارة الطبيب:
إذا كانت الصدمة التي تعرض لها الشخص قوية جداً لدرجة قد تستمر لفترات طويلة، وينبغي طلب المساعدة الطبية في الحالات الآتية عند الشعور بعدم القدرة على التعامل مع المشاعر الجديدة التي تسيطر على الفرد أو الحركات الجسدية، الشعور بمشاعر غير طبيعية في الداخل، تزامناً مع الشعور بالفراغ وعدم الأهمية، الشعور بعد القدرة على تجاوز الصدمة.
- عدم القدرة على الرجوع إلى الوضع الطبيعي بعد 3 أو 4 أسابيع من الصدمة.
- استمرار الشعور بالإجهاد البدني.
- عدم الانتظام في النوم بالإضافة إلى الأرق والأحلام المزعجة.
- محاولة تجنب أي شيء يربط الشخص بالتجربة الصادمة عن عمد.
- عدم وجود أي شخص بإمكان المصاب مشاركة مشاعره وأفكاره معه.
- مواجهة مشاكل في العلاقات مع العائلة والأصدقاء.
- اللجوء إلى شرب الكحول والمخدرات لتخطي أو نسيان الصدمة التي يمر بها المصاب.
- عدم القدرة على الرجوع إلى العمل وتحمل المسؤوليات المطلوبة.
- الاستمرار والإصرار على إحياء التجربة المؤلمة والصدمة بداخل الشخص.
- الشعور بالتوتر بشكل دائم، ويمكن أن يصاب بالذهول بسهولة.