أجرى عدد نت الباحثين والأطباء دراسات حديثة على شرب اللبن للإنسان وتأثيره على صحة الانسان ومد الجسم بالكالسيوم وتوصل الباحثين أن هناك خرافة لشرب الحليب لتقوية العظام، وهي ثقافة منتشرة في أغلب دول العالم، على الرغم من أن الدراسات الحديثة تثبت بأن الجسم لا يستفيد من نسبة كبيرة من الكالسيوم الموجود في الحليب بسبب باقي مكونات الحليب وأن شرب الحليب بكثرة من مسببات الإصابة بالسرطان.
ووفقا للدراسة التي نشرهها معهد هارفرد أن جسم الإنسان لا يستطيع امتصاص الكالسيوم من الحليب، بقدر ما يستطيع امتصاصه من تلك الخضروات والجسم يستفيد من الكالسيوم الموجود في الخضروات الورقية مثل الكرنب والملفوف والبروكلي، أكثر من الألبان حيث أن منتجات الألبان تزيد من معدل التخلص من الكالسيوم عبر الكلى، وبالتالي عند شرب الحليب يستفيد الجسم فعليًا من نسبة قليلة، ويفقد في ذات الوقت نسبة من الكالسيوم.
وعند شرب الحليب، يمتص الجسم العديد من المكونات الأخرى بجانب الكالسيوم، ومن أهم هذه المكونات: الدهون الحيوانية والصوديوم، وهذه المكونات تزيد من عملية استخراج الكالسيوم عبر البول، حيث ترتفع نسبة الصوديوم والكبريت والفسفور في الدم فيعملون على زيادة استخراج الكالسيوم من الدم إلى البول، ولا توجد أدلة علمية مقنعة وكافية بأهمية شرب الحليب كمصدر رئيسي للكالسيوم، والأمر كله يعتمد على رأي الإعلانات التجارية للألبان.
كما تسبب الألبان لكثير من الناس حساسية اللاكتوز وهي من أهم الأسباب التي تقلل من أهمية شرب الحليب كمصدر للكالسيوم، حيث يعاني البعض من إحدى دراجات حساسية اللاكتوز حتى وإن لم تكن خطيرة أو واضحة الأعراض، وتسبب لهم غازات وإسهال وتشنجات عند تناول منتجات الحليب بأنواعها، ما يقلل بطبيعة الحال من امتصاص الكالسيوم، ومن الأفضل لهم أن يتناولون الخضروات الورقية كمصدر للكالسيوم.
ومن الأعراض الجانبية الخطيرة بحسب دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية، فإن المنتجات التي تنتج من هضم الحليب وأهمها الجلاكتوز، لها تأثير جانبي خطير على الجسم، حيث تمت الإشارة إلى كون هذا المنتج مضر بصحة المبايض عند النساء والبروستاتا عند الرجال، وهناك أدلة بأن تناول كوب أو اثنين يوميًا من الحليب يرتبط بارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في هذه الأعضاء، بالإضافة إلى أن الحليب الدسم أو الطازج يحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون، وهو ما قد يؤثر على صحة القلب والشرايين.
وأثبتت الدراسة أن الخضروات تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم الجاهز للامتصاص، ومن السهل على الأمعاء امتصاص 50% من الكالسيوم الموجود في هذه الخضروات، بينما يحتوي الحليب على 32% فقط من الحليب الجاهز للامتصاص، وباقي الكمية تكون من الكالسيوم الغير مذاب والمرتبط بمكونات أخرى مثل الدهون الحيوانية، وشرب الحليب يحتوي على نسبة أقل من الكالسيوم، ونسبة كبيرة من هذه الكمية لا يمكن امتصاصها، وفي المقابل سيساعد الحليب على استخراج الكالسيوم الموجود في الدم إلى البول، أما الخضروات فهي أفضل مصدر غذائي فعال للكالسيوم لجميع الأعمار.
البوابة لايت
دراسة: شرب الحليب لا يمد الجسم بالكالسيوم
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق