تستعرض البوابة نيوز سلسلة حلقات تنشر فيها قضايا أحداث الدم واستعراض جماعة الإخوان الإرهابية للقوة ونشر الفوضي وممارسة الإرهاب والتطرف والتحريض علي القتل والدعوات التخريبية لهدم مؤسسات الدولة من قبل قيادات الجماعة الإرهابية .
كما سنستعرض قائمة بأهم شهداء الواجب الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن من قوات الجيش والشرطة والذين طالتهم يد الغدر والخسة من الجماعة الإرهابية، في مشهد لا يدع مجالا للشك في تلوث يد هؤلاء المجرمين بدماء أبطالنا الشهداء الذكية
حلقة اليوم هي للبطل الشهيد العقيد أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة
من هو الشهيد العقيد أحمد منسي؟
ولد الشهيد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، في مدينة منيا القمح، بمحافظة الشرقية، عام 1978، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 92 حربية.
عمل منسي ضابطً بوحدات الصاعقة، كما خدم الشهيد لفترة طويلة في الوحدة 999 قتال وهي وحدة العمليات الخاصة للصاعقة المصرية التابعة للقوات المسلحة.
التحق "منسي" بأول دورة للقوات الخاصة المعروفة باسم الـ "SEAL" عام 2001، ثم سافر للحصول على نفس الدورة من الولايات المتحدة الأمريكية عام 2006.
حصل الشهيد على ماجستير العلوم العسكرية "دورة أركان حرب" من كلية القادة والأركان وتولى الشهيد قيادة الكتيبة 103 صاعقة خلفًا للشهيد العقيد رامي حسنين الذي استشهد في شهر أكتوبر عام 2016، والشهيد كان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكري وحسن الخلق من الجميع وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال.
علاقة الشهيد منسي بأهالي شمال سيناء
كانت علاقة الشهيد العقيد أحمد منسي بأهالي شمال سيناء، ذات طبيعة خاصة، حيثُ كان يلتقى أهالي وعواقل القرى والمناطق في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، ويتعامل معهم باحترام وتقدير
كما كان يبحث مطالبهم ويرسلها للقيادة للعمل على حلها، كما أن الشهيد كان محبوبا من العرب والبدو في سيناء وكانت له علاقات قوية تعتمد على الثقة المتبادلة بينه وبين شيوخ القبائل.
كما كان له العديد من المواقف مع أطفال سيناء، حيث كان يقوم بزيارتهم في مدارسهم، ويلقي عليهم بعض الحكايات الوطنية عن سيناء والجيش المصري في أوقات راحته، كذلك كان يقوم بشراء الهدايا لهم، مما جعله يخلق حالة فريدة بين الأطفال والطلبة، ونجح في توضيح الكثير من الأمور التي كانت غائبة عنهم.
صمود المنسي ورجاله في ملحمة البرث
صُدرت الأوامر للشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي، بالتوجه إلى رفح، لقطع الإمدادات واللوجستيات على العناصر الإرهابية والتكفيرية
وبالفعل ذهب "منسي" ورفاقه لتنفيذ مهمتهم، واتخذوا من أحد المواقع في منطقة البرث، تمركزا لهم ونقطة انطلاق لهم
وفي فجر 7 يوليو من عام 2017، اقتحمت "سيارة مفخخة"، تم تدريعها تدريعا عاليا جدا، حاجزًا أمنيًا، قبل قوة تمركز كتيبة منسي ورفاقه، وذلك بهدف تشتيت قوات الأمن، وبعدها، قامت العناصر الإرهابية، بعملية الهجوم على الشهيد أحمد منسي، وأبطال القوات المسلحة المتواجدين معه.
استخدمت العناصر الإرهابية فى هجوم "البرث" سيارات مفخخة، بهدف اختراق الحواجز والتحصينات المحيطة بالتمركزات المستهدفة، وذلك عبر إحداث موجة انفجارية هائلة، تركز على هدم الموقع الذي كان يتمركز فيه الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي ورفاقه، والهجوم عليه من عدة جهات مدروسة عبر قذائف الهاون والـ "آر بى جي"، فى ظل عجز العناصر الإرهابية عن المواجهة المباشرة مع القوات المتمركزة.
وتعامل أبطال القوات المسلحة، مع السيارة المفخخة، دون خوف، لكن لشدة تدريعها، انفجرت قرب الكمين، وبعدها بلحظات كان هناك عدد من سيارات الدفع الربع، مُحملة بالعشرات من العناصر الإرهابية والتكفيرية، مُحملين بالأسلحة المختلفة، قاموا بتطويق التمركز الأمني بالكامل، والاشتباك مع عناصر القوات المسلحة التي كانت مُتمركزة.
حاول عشرات الإرهابيين محاولة احتلال التمركز الأمني، لكن أبطال القوات المسلحة كان لهم رأي غير ذلك، ودارت معركة شرسة استمرت فترة طويلة، أظهر فيها أبطال الجيش ملحمة بطولية في هذا اليوم، حيث قاتلوا وردوا على الهجوم الإرهابي بكل قوة وشجاعة وثبات
وآتت قوات الدعم إلى أبطال الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة البرث في رفح، وأثناء مجيء قوة الدعم، تم قتل عشرات التكفيريين على يد الشهيد العقيد أركان حرب أحمد منسي وأبطاله من ضباط وجنود القوات المسلحة.
تعليمات منسي لجنوده في ملحمة البرث
كانت أوامر منسي خلال المعركة لجنوده بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أي منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية، فكان غالبية من قتل في المعركة من أبطال المعركة قابضين على أسلحتهم أو داخل معداتهم العسكرية، فيما لم تستطع العناصر الإرهابية حمل ولو جثة واحدة لأي من الأبطال، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم اصطيادهم في تلك المعركة.
استشهاد العقيد أحمد منسي
استشهد البطل العقيد أحمد منسي نتيجة إصابته بطلقة رصاصة، حيث كان "منسي" فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد "منسي" في تلك اللحظات يطلق النيران على العناصر الإرهابية من فوق سطح المبنى للدفاع عن التمركز الخاص به وللدفاع عن باقي زملائه من ضباط وجنود القوات المسلحة.
مواقف الشهيد أحمد منسي الإنسانية
كان الشهيد أحمد منسي له العديد من المواقف الإنسانية التي لا تُحصى، سواء كان في داخل نطاق عمله، أو مع أصدقائه وجيرانه، أو مع أي فرد كان يحتاج لمساعدة، فكان يقدم المساعدة لأي إنسان محتاج.
في نطاق عمله كان ودودًا للغاية مع ضباطه وجنوده، ويتعامل معهم كالأخ وليس القائد الذي يعطى أوامرهُ، مما ساهم في خلق حالة فريدة داخل كتيبته العسكرية وأصبح الجميع يعمل على قلب رجُل واحد
كان يحرص على مجاملة جنوده وضباطه في أفراحهم وأحزانهم، فكان يحصل على إجازة أسبوع أو 10 أيام بعد مدة شهر، وكثيراً ما كان يسافر إلى محافظات الصعيد لمجاملة مجند معه بالكتيبة ومساعدته في تجهيز فرح أو غيره.
مواقف إنسانية خاصة، روت زوجته السيدة منار في إحدى الندوات التثقيفية الخاصة بالقوات المسلحة أنه إذا كان يرى سيدة ومعها أطفال، كان يقوم بتوصيلهم إلى باب المنزل الخاص بهم، كما أنه لم يبخل على أحد سواء كان مساعدات مادية أو معيشية أو نفسية.
هذا الشبل من ذاك الأسد
بعد استشهاد العقيد أحمد منسي بثلاثة أيام قال ابنه حمزة: "أنا نفسي لما أكبر أدخل الكلية الحربية عشان استشهد زي بابا"، علاوة على أنه يرتدي دائمًا الزي العسكري ويردد: "هحارب الإرهاب في كل مكان."
علاقته بالأقباط
كان يحب الشهيد أحمد منسي الأقباط جدًا وكانوا يبادلونه نفس المحبة، وحزن جدًا وبكى عندما حدث تفجير في إحدى الكنائس، وعندما استشهاده صلى عليه الجميع في المساجد والكنائس.
خطاب المنسي للإرهابيين
كتب الشهيد "منسي" خطابًا للإرهابيين قال فيه: "جزيل الشكر لعدوي اللي أتاح ليا الفرصة بعد سنين من التدريبات أن أواجهه، دخلت أرض الفيروز بأفارولي، وخلاني أصلي في كل شبر فيها، أقسم بالله مالكش عيش فيها طول ما إحنا فيها".
مصر لا تنسي شهدائها
في عام 2017، نظم مجلس أمناء مدينة العاشر من رمضان سرادق عزاء شعبي له، وبعدها بنحو عام أطلقت محافظة الشرقية، بطولة الشهيد عقيد أحمد صابر منسي للشطرنج.
في عام 2018 أطلق اسمه على مدرسة في مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية، مسقط رأسه، وافتتحت الإدارة التعليمية عام 2018 مدرسة الشهيد العقيد «أحمد صابر منسي التجريبة».
في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 التي استضافتها مصر، اتفقت الجماهير على الهتاف للشهيد أحمد المنسي ورفاقه من الكتيبة 103 صاعقة في الدقيقة 77 من عمر مباراة مصر والكونغو، على اعتبار أنّه «رمز الشهداء
وفي مارس 2019، افتتح اللواء مصطفى عبية رئيس مركز ومدينة منيا القمح، النصب التذكاري لتمثال الشهيد.
في 2020، انبهر الجمهور وهم يشاهدون ملحمة مسلسل الاختيار الدرامية التي عرضت في رمضان 2020، لأن بطلها كان الشهيد أحمد منسي والكتيبة 103، وكان المسلسل عبارة عن محاكاة للأجواء التي عايشتها الكتيبة في شمال سيناء، خاصة الحلقة 28 من مسلسل الاختيار، التي ذرف فيها ملايين المصريين الدموع، بيننا يعايشون واقعة كمين البرث، العملية التي وقعت فجر 7 يوليو 2017، واستشهد فيها العقيد منسي وآخرون من أبطال الكتيبة.
لم يكن ذلك الاختفاء الوحيد في 2020، إذ أطلقت محافظة الإسكندرية اسم الشهيد منسي على ميدان السيوف شماعة (ميدان المطافي)، ودشنت أسرته وأصدقائه مؤسسة خيرية مخصصة لأعمال الخير تحمل اسم مؤسسة الشهيد أحمد منسي الخيرية.
الحلقة الثالثة بطلها الشهيد الصائم المستشار هشام بركات.