تحتل الصفا المروة أهمية عظيمة فى نفوس العرب، ومكانة كبيرة بتاريخ المسلمين خاصة وتاريخ البشرية عامة، كما أنها تعد من الآثار العظيمة، والشعائر المقدسة التى خلدها تاريخ الإسلام؛ حيث فرضت على المسلمين كشعيرة مهمة من شعائر الحج؛ حيث السعى بينهما.
أولًا: عن موقعها
الصفا والمروة جبيلن وكلاهما صغيرين فلاول يقع أسفل جبل أبى قبيس من الجهة الجنوبيه الشرقيه للكعبة ويبعد عن الكعبة بنحو 130 مترا، وهو يعد مبتدا السعى ذلك عن الصفا.
أما المروة فهى جبل من الحجر الأبيض ويقع فى الجهة الشماليه الشرقية للكعبة ويبعد عنها 300 متر، ومتصل بجبل قعيقان وهو منتهى السعى وكلاهما ضم للمسجد الحرام وأصبح جزءًا منه.
عن سر تسميتهما بهذا الاسم
الصَّفا: هي جمع صفاة، والصَّفا والصفوان والصفواء كلُّه عبارة عن الحجر العريض الأملس، أو الصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل. وفى ذلك ذكرت روايات كثيرة.
الاولى كانت للازهرى حيث ذهب بان الصَّفا والمروة جبلان بين بطحاء مكة والمسجد”.
وقال ابن الأثير: ”الصّفا أحد جبلي المسعى”.وجبل الصّفا هو الجبل الذي يبدأ منه السعي، ويقع في الجهة الجنوبية مائلاً إلى الشرق على بعد نحو 130 مترًا من الكعبة.
كما يقال أنَّ الصَّفا هي في الأصل مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد الحرام. وهناك روايه أخرى؛ حيث يقول شمس الدين القرطبي وغيره سبباً آخر للتسمية فقال: ”أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس وهو جبل بمكة معروف".
كما تذهب بعض الروايات بأن جبل المروة فقد اخذ من اللفظ مرو، وهي حجارةٌ بيض، برّاقةٌ صِلاب، أو الصخرة القوية المتعرِّجة، وهو الأبيضُ الصلب وهى جبل مكة وذلك طبقا للغة
كما هناك من الروايات المختلفة فمثلا ذهب الفيروز آبادي:”المروة حجارةٌ بيضٌ براقة، وهو جبلٌ بمكة يذكر مع الصَّفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه الكريم.
وقال الحموي: الصَّفا والمروة جبلان بين بطحاءِ مكَّة والمسجد الحرام.
وهناك رواية “ محمد الطاهر عاشور”في تفسيره التحرير والتنوير ولعلها الاصوب برغم اختلافات الروايات ""فقول فيها بأن ”: الصَّفا والمروة اسمٌ لجبلين صغيرين ، فأمّا الصفا فرأس نهاية جبل أبي قبيس، وأمّا المروة، فرأس منتهى جبلُ قعيقعان، ذلك ما ذكرهم بخصوص الموقع أما تسميتهم "بأن الاول وهو الصفا سمى صفا لحجارته حيث أنها مأخوذة من الصَّفا وهو الحجر الأملس الصلب،اما المروة فسمى بذلك بسبب حجارته حيث انهامأخوذة من المرو، وهي الحجارة البيضاء اللينةُ التي توري النارذلك عن تسميتههما بهذا الاسم .
ثانيا قصة السعى
تعود القصة التى صارت فريضة اساسي إلى السيدة “هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام”،وحيثما تركها سيدنا إبراهيم عليه السلام في صحراء قاحلة لا زرعٌ فيها ولا ما يشبه ذلكو، تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى.
بقيت سيتنا " هاجر" مع ابنها إسماعيل في صحراء قافرة قاحلةٌ لا زرع فيها ولا ماء ولا بشر.
وكنتيجة متوقعة لممكوث بصحراء اكبر فترة ممكنه كان العطش يأخذ مأخذه من ابنها إسماعيل الذي صار يطلب الماء بإلحاح.
ولاجل أبنها احتارت اسيدة هاجر بحثا عن الماء فراحت تسعى بين جبلي الصَّفا والمروة بكل ما أوتيت من طاقةٍ لعلها تجد ماء يروي عطش رضيعها.
ونظرا لحيرتها ما بين بحثها عن الماء وخوفها على ابنها ظلت تسعى بين الصفا والمروة فسبع مرَّات وتمهَّلت عند رضيعها وبعد أن بذلت كل ما تستطيع من جهدها لتجد الماء،
وإذا بها تجدُ الماء قد نبع عند رضيعها لتنفذ المشيئة الإلهية بإغاثتهما بعد أن بذلت جميع طاقتها وقواها، فهذا النبع ليس إلّا بئر زمزم.
وبذلك بقيت هذه الشعيرة، جزءاً من أعمال الحج ومن لم يفعلها بطل حجه ذلك فى الاسلام وان كان ذلك سائد لدى العرب فى الجاهلية.
اذ كانوا يمارسون السعى بين التماثلين أو بين الجبلين كما اكد ذلك الاسلام السعى والطواف كما اشارت بذلك الروايات التاريخة حيث ذكرت الروايات التاريخية بانهم كانوا يسعون بين الجبلين عندما يأتون للزيارة، وقد وضعوا عند كل جبل صنم اسم أحدهما “اُساف والآخر نائلة”، والذي يسعى لا بدَّ أن يلمس هذين الصنمين،وقد قيل بان " هذين الصنمين كانا رجل وامرأة وقد زنيا فبدلهم الله إلى حجر".