رأت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه من خلال رفع سقف ديون الدولة، تجنب الرئيس جو بايدن حدوث كارثة اقتصادية كان من الممكن أن تعرقل فترة ولايته الأولى وتضر بفرصه في ثانية، وهو فعل ذلك باستخدام تكتيك كان منتقدوه في حزبه يتوخون الحذر منه- ألا وهو عقد صفقة مع الجمهوريين.
وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد- أن هذه هي المرة الثانية في غضون أسابيع التي يقدم فيها بايدن حلا وسطا أغضب بعض من زملائه الديمقراطيين غير أنه ساعد في نزع فتيل أزمة محتملة، بعد أن تعامل مع نهاية حقبة الوباء سياسا من خلال إنشاء نظام سياسة جزرة وعصا جديد للجوء. وهو النظام الذي يبدو أنه قلل من الزيادة المتوقعة في عدد المهاجرين على الحدود.
وأضافت الصحيفة أن تلك التنازلات في مايو جاءت في أعقاب سلسلة من الانتصارات من الحزبين العام الماضي، بما في ذلك ما يتعلق بالرقائق وقانون العلوم الذي سيعزز صناعة أشباه الموصلات في البلاد وأول تشريع مجد للأسلحة النارية منذ جيل. وجاء ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة محاولة استقطاب الناخبين من خلال فوائد قانون البنية التحتية من الحزبين بقيمة تريليون دولار والذي وقعه بايدن خلال سنته الأولى كرئيس.
ونسبت الصحيفة إلى بايدن قوله "أعلم أن الشراكة بين الحزبين صعبة. والوحدة صعبة" وذلك في المكتب البيضاوي ليل الجمعة، ملخصا منهجه المتكرر في العمل.
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أنه حتى الآن، لا يبدو أن الناخبين يكافئون بايدن على براعته في إبرام الصفقات. إذ تسجل معدلات التأييد لصالحه حول 41٪، وفقا لمتوسط استطلاع موقع الاستطلاعات /FiveThirtyEight.com/ - وبالكاد تتزحزح على الرغم من هذه المكاسب السياسية. كما أعرب العديد من الناخبين عن مخاوفهم حيال أدائه في سن الثمانين.
وقال النائب الديمقراطي دين فيليبس، إن البيت الأبيض يواجه مشاكل هيكلية في الترويج لانتصارات الوسط. وأضاف أن المناخ السياسي الساعي للاستقطاب يزيد من تعقيد إيجاد الاحترام للقادة السياسيين "إنه أحد المخاطر الجسيمة على الخطاب الأمريكي ونظامنا للحكم الذاتي".
ويقول الجمهوريون إن العديد من سياسات بايدن، بما في ذلك نهجه بشأن الحدود ومقترحاته برفع الضرائب، لا تزال بعيدة جدا عن اليسار. ويحذرون من أن إنجازات بايدن المزدوجة مؤخرا باتت تتعلق بتجنب الكوارث أكثر من كونها لتحسين حياة الأمريكيين، ومن ثم فهي أقل عرضة للتأثير حتى على شريحة الناخبين المستقلين.
وقال النائب الجمهوري السابق عن ولاية فرجينيا توم ديفيس،"لم ينجح في الجمع بين الناس". "لا تزال البلاد مستقطبة للغاية."
وأضافت الصحيفة أن مساعدي بايدن لا يميلون إلى النظر في تقييمات الاستطلاعات اليومية الخاصة به، ولكن كيفية مقارنته مع خصوم الحزب الجمهوري المحتملين. إذ تظهر متوسطات الاستطلاعات الرئيس في تعادل إحصائي في مواجهات منفصلة مع كل من الرئيس السابق دونالد ترامب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
ومضت الصحيفة تقول إن حلقات سقف الديون والحدود تطرح مخططا لكيفية سعي بايدن لتحديد مكانته في حملته لإعادة انتخابه مع بدء السباق الرئاسي الجمهوري: بصفته صانع صفقة قادرا على السمو فوق انقسامات الأمة.
ويعتقد مسؤولو البيت الأبيض أيضا أن اتفاق سقف الديون يمهد الطريق أمام بايدن للتركيز أكثر على رؤيته الاقتصادية للبلاد، والتي تستلزم تنشيط التصنيع وإعادة أجزاء من سلسلة التوريد للصناعات الرئيسية إلى الولايات المتحدة ويمكنه أيضا الاستفادة من زيادة في معدلات التوظيف في الربيع والتي تظهر أن الاقتصاد لا يزال قويا.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إن بايدن سيحتاج إلى الترويج للمكاسب بعناية لتجنب استعداء الجناح اليساري للحزب، الذي سيحتاج إلى حماسه وهو يتطلع إلى إعادة انتخابه.
العالم
وول ستريت جورنال: بايدن يعول على مهاراته في عقد الصفقات لتجنب الأزمات فيما لا تزال أرقام الاستطلاعات بشأنه متعثرة
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق