نقل موقع معهد واشنطن تسجيل مسرب مزعوم منسوب لصالح العاروري، نائب رئيس حركة حماس، تم نشره على موقع تويتر، يهاجم فيه رئيس الحركة، يحي السنوار، أثار انقسامات داخلية لحركة حماس في قطاع غزة.
ونقل الموقع عن حساب يحمل اسم “دلال بنت غزة” على تويتر، تسريب صوتي للعاروري، يتحدث فيه عن علاقته مع السنوار ومدى الخلاف بينهم، وكذلك عن مدى قربه من إيران. وفي التسجيل يوضح العاروري، “نحن عندنا مشكلة، اللي يشوف الفرق بين القائد والكاريزما، وبين أبو إبراهيم كرئيس الحركة”، في إشارة إلى السنوار.
وتابع “الحمد لله، علاقتي مع الإيرانيين كافلة، وبطريقتي باعرف اجيب كل اللي نريده، والأخوة يعرفون كفايتي ولازم ياخدوا موقف".
وبينت موقع معهد واشنطن أن الصراعات الداخلية وعلى السلطة داخل حركة حماس أصبحت ليست نادرة، فمع اشتداد الصراعات والاضطرابات داخل الحركة، ظهر تسجيل مقلق للعاروري، يظهر توسع الخلاف بينه وبين قائد الحركة، يحي السنوار.
وأوضح الموقع، أن حركة حماس المشهورة بمقاومتها للاحتلال الإسرائيلي تشكل قوى بارزة في الأراضي الفلسطينية، لكن عانت الحركة من مجموعة من الانقسامات وتباين المواقف بشأن السلطة خلال السنوات الأخيرة. تدور هذه النزاعات بالدرجة الأولى حول رؤى واستراتيجيات متباينة لتحقيق القضية الفلسطينية. وقد تسببت هذه الخلافات في تشكيل فصائل داخل المنظمة، حيث يدافع كل منها عن جدول أعماله الخاص.
ولفت الموقع إلى أن العاروري، الذي يعد أحد قادة حماس البارزين، وجد نفسه مؤخرا متورطا في شبكة من الصراعات الداخلية، وأنه على خلاف مع شخصيات رئيسية أخرى داخل حماس، بما في ذلك السنوار. ويظهر التسجيل العاروري وهو يدلي بتصريحات مهينة بشأن السنوار، ليضيف المزيد من الجمر على الصراع الداخلي المحتدم بالفعل على السلطة داخل المنظمة.
ولا يزال غير معروف صحة التسجيل والسياق الذي جرى فيه النقد الذي وجهه العاروري تجاه السنوار، ولا الدوافع وراء إطلاق التسجيل، مع الآخذ في الاعتبار إمكانية التلاعب أو الثأر الشخصي. ورغم ذلك، أثار التسجيل بلبلة داخل الحركة وزيادة حدة التوترات الداخلية.
كما تضمن التسجيل أيضا، بحسب الموقع، إدعاء صالح العاروري بأنه أقرب إلى الإيرانيين من زملاء آخرين داخل حركة حماس. وتعد إيران داعم رئيسي للحركة، حيث قدمت الدعم المالي والعسكري والسياسي للحركة الفلسطينية. تلفت القناة إلى أن ادعاء العاروري بالتقارب مع إيران يعد نقطة قوة ونقطة ضعف. فمن ناحية، قد تسمح لحماس بتأمين موارد إضافية ودعم قضيتها، ومن ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى مخاوف بشان التأثير والسيطرة المحتملة من قبل الجهات الخارجية على عمليات صنع القرار داخل المنظمة، وهذا الخلل الملحوظ في الولاءات قد يساهم في إشعال فتنة داخلية ومزيد من الشكوك.
في الختام، ألقت الخلافات الداخلية داخل حماس بظلالها على وحدة المنظمة وتوجهها. يجد صالح العاروري نفسه في قلب هذه الخلافات، ويواجه اتهامات بالخيانة والإفراج عن تسجيل ضار يستهدف عضوًا بارزًا آخر، يحيى السنوار. علاوة على ذلك، فإن قرب العاروري المزعوم من الإيرانيين يضيف طبقة من التعقيد إلى ديناميكيات القوة الداخلية داخل حماس. تسلط هذه الصراعات الضوء على تحديات الحفاظ على التماسك داخل منظمة سياسية وتؤكد على احتمال التعرض للتدخل الخارجي. الوقت وحده هو الذي سيخبرنا كيف ستؤثر هذه الصراعات الداخلية على المسار المستقبلي لحماس والقضية الفلسطينية ككل.