الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تزايد الأدلة على امتلاك السرطان خلايا جذعية خاصة به

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يحتدم النقاش بين العلماء حولَ وجود خلايا جذعيَّة للسرطان، قدَّمت ثلاثُ دراسات حديثة ذات صلة، أُجريَت على الفئران، بعضًا من الأدلَّة الداعمة.
الخلايا الجذعيَّة هي أساسُ النموِّ الصحيِّ للخلية في الجسم، ويعتقد بعضُ الباحثين بوجود خلايا جذعيَّة خبيثة أيضًا تُدعى خلايا جذعيَّة سرطانية تُولِّد الأورام، وهي تقاوم العلاجَ بأن تقومَ ببساطة بإعادة النموِّ فيما بعد.
قال الدكتور ماكس ويتشا، مُدير المركز الشامل للسرطان في جامعة ميشيغان، وهو على اطلاع بالنتائج الجديدة: "لا تزال الخلايا الجذعيَّة السرطانية مثيرةً للخلاف، لكن مع التقدُّم في الأبحاث، أصبح الأمر يتركَّز حول "ماذا يعني وجودها"، لا على وجودها فقط.
قاد الباحثين البروفسور لويس بارادا، رئيس لجنة علم الأحياء التطوُّري في مركز ساوث ويسترن الطبِّي في جامعة تكساس؛ حيث قام الفريقُ بهندسة جينيَّة للفئران من أجل إحداث ورم أروميٍّ دبقيٍّ لديها، وهو أكثرُ أنواع أورام الدماغ الخبيثة انتشارًا عند البالغين، ويُعدُّ سرطانًا قاتلًا بصورة خاصَّة.
قام العلماء بعدَ ذلك بتطوير "مُورِّثة مُعدَّلة" صُمِّمت فقط لكي تكونَ فعَّالة أو نشيطة في الخلايا الجذعية في الأدمغة السليمة عند الفئران البالغة، وعلَّموها (وَسَموها) ببروتين تالُّقي أخضر من أجل مشاهدتها أينما تظهر.
وأضافوا إلى تلك المُورِّثةِ المُعدَّلة مُورّثةً فيروسية تقوم بتدمير نفسها إذا عُولِجت بدواء الأسيكلوفير.
ثمَّ قاموا بالخطوة التالية، وذلك بأن أدخلوا المُورِّثةَ المُعدَّلة إلى الفئران، ممَّا أدَّى إلى ظهور الورم. وفي كلِّ فأر، كانت هناك مجموعةٌ فرعية من الخلايا بلون أخضر في خلايا الأورام الخبيثة للدماغ.
قال بارادا: "كان السؤال التالي الواضح: بما أنَّ المُورِّثةَ المُعدَّلة صُمِّمت كي تكونَ فعَّالةً في الخلايا الجذعيَّة، هل يُمكن أن تكونَ تلك خلايا جذعيَّة؟".
أعطى الباحثون دواء الأسيكلوفير للفئران التي كان لديها سرطانٌ أروميٌّ دبقيٌّ. "وعندما فعلنا هذا، توقَّف الورمُ عن النموِّ"، كما قال بارادا.
فحص الباحثون أيضًا خلايا سرطانية "نظاميَّة أو عادية"، ووجدوا أنَّ تلك الخلايا لم تكن خضراء؛ فبينما انقسمت خلايا الورم، كانت الخلايا الخضراء في حالة راحة.
قال بارادا: " أعادت المُراقبةُ إلى أذهاننا البيئةَ الطبيعيَّة للخلية الجذعيَّة؛ وإذا عدنا إلى الخلايا الجذعيَّة عند البالغين، غالبًا ما تكون هذه الخلايا ساكنةً، ممَّا يعني أنَّها من النادر أن تنقسم".
قال أيضًا إنَّه في خلايا الدماغ السليمة، يدخل القليلُ من الخلايا الجذعيَّة في آخر الأمر إلى دورة الخليَّة، وتُسبِّب ظهورَ الخلايا (السَلفيَّة أو الطليعية) التي تبدأ بالانقسام بشكلٍ متكرِّر قبل أن تُصبح خلايا عصبية في الدماغ. وأراد الباحثون من ذلك إظهارَ أنَّه الخلايا السرطانية كانت ذات دورة حياة مشابهة.
كانت تجربتُهم التالية هي تطبيق المعالجة الكيميائيَّة بدواء التيموزولوميد على الفئران التي يستحوذ عليها الورمُ، وهو الدواءُ الذي تخلَّص من كلِّ خلايا الورم التي كانت تنقسم وقتها. لكن عندما توقَّفت المعالجةُ الكيميائيَّة، تابعت خلايا الورم الانقسام.
كانت الخلايا التي لم تُستأصل (التي لا تزال تُسبِّب ظهورَ خلايا سرطانية جديدة) هي الخلايا التي جرى وَسمُها بشكل خاص باللون الأخضر، والتي تصرَّفت بشكل مشابه للخلايا الجذعيَّة في الأنسجة السليمة.
قال بارادا: "في تجربة نهائيَّة، كنّا قادرين على إعطاء الفئران دواء التيموزولوميد للتخلُّص من الخلايا التي تنقسم بشكل كبير، إضافة إلى الغانسيكلوفير للتخلُّص من الخلايا الجذعيَّة. وعندما تمكَّنا من فعل ذلك، لم يعد الورمُ قادرًا على التشكُّل".
وبذلك، ما هي مضامين هذه الدراسة على البشر؟
"في الورم الصُّلب الذي يتَشكَّل من خلايا جذعية سرطانية بأسلوب تراكمي، تكون الخلايا التي يجب تحديدُها وفهمها واستهدافها بالمعالجة الكيميائية هي الخلايا الجذعية السرطانية".
أضاف بارادا: "لا يزال البحثُ في مراحله الأولى؛ وحاليًا وبعد أن أصبحنا على معرفة بوجود تلك الخلايا، وأصبحنا قادرين على التعرُّف إليها ضمن الورم، نحاول عزلَها وتنظيفها ودراستها بتفصيل كبير".
في توضيحٍ منه قال بارادا: " يُمكن ألاَّ ينطبقَ عملُ الباحثين في الورم الأروميِّ الدبقي على أنواع مختلفة من السرطانات. لذلك، يجب دراسةُ كلِّ سرطان بالطريقة نفسها لتحديد ما إذا كانت أنواعُ السرطان تنمو بهذا الأسلوب أم لا".