السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

ألمانيا تعتقل 7 أشخاص حوّلوا أموالًا لـ«داعش» فى سوريا

حملة تفتيش داخل مخيم
حملة تفتيش داخل مخيم الهول
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شنت السلطات الأمنية الألمانية ١٩ مداهمة فى عدة مناطق، وتمكنت من اعتقال ٧ أشخاص بتهمة الانتماء لتنظيم داعش الإرهابي، عملوا على تحويل مبالغ مالية تقدر بما لا يقل عن ٦٥ ألف يورو لمحتجزين فى مخيمى الهول وروج شمال سوريا، ساعدت فى تقوية التنظيم، وفى إمداد عناصره المحتجزة كما أنها سهلت فرارها.
وأفادت وكالات أنباء عالمية، بأن الموقوفين يشتبه فيهم الانتماء لشبكة دولية تعمل على جمع تبرعات وبث مناشدات لتقديم التبرعات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ونقلت هذه التبرعات عبر وسطاء تابعين للتنظيم الإرهابي.
فى الإطار ذاته؛ فإن تنظيم داعش اتبع عدة خطط من أجل تأمين خروج عوائله من النساء والأطفال المحتجزين فى مخيمات واقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ومن جانب آخر عملت على تحرير عناصره الإرهابية من السجون فى محاولات مستميتة لعودة قناعه البشع المتمثل فى دولته المزعومة، ففى خروج عوائله اتبع طريقة دفع الرشوة لمهربين لاستخراج بعض الأفراد من المخيمات، كما نفذ عمليات هجوم على السجون أبرزها هجوم سجن غويران مطلع العام الماضي.
التنظيم فقد تأثيره
من جانبه، قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، إن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" فقد واجهته بعدما خسر ما تسمى بـ"دولة الخلافة فى العراق وسوريا" فى العام ٢٠١٧، لذا نراه غير قادر على جذب المجندين أو الدعم المالي، وكذلك تراجعه فى الدعاية عبر الإنترنت.
وأضاف "جاسم" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن ما يحدث الآن فى ألمانيا هى عمليات محدودة، حيث استهدفت المداهمات، الأربعاء الماضي، أشخاصًا ضمن شبكة فى سوريا مرتبطة بجمع الأموال إلى التنظيم، وتحديدا النساء فى مخيم الهول، يتم جمعها عن طريق حسابات على الإنترنت من أجل تهريب نساء داعش فى شمال سوريا. لكنه فى الحقيقة خسر الكثير، فهو غير قادر على التجنيد، غير قادر على التمويل، وغير قادر على تنفيذ عمليات نوعية واسعة.
ويعتقد رئيس المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب، أن هناك خططا ممنهجة تعمل على إخراج نساء داعش تحت ما يسمونه "فك أسر النساء" من مخيم الهول، وهى حملة تستهدف تعاطف الناس، ليسوا بالضرورة من المنتمين للتنظيم، لذا يمكن ملاحظة أن هذه الحسابات التى تجمع الأموال لا تذكر داعش ولا تشير إليه فى سبيل تجنب الغلق.
وحول ما يمكن القيام به وأثر تلك الأموال المهربة للمحتجزين، أكد "جاسم" أنها أموال محدودة فى العموم، يمكن استخدامها فى تهريب النساء، وهو ما حدث بالفعل مع حالات مشابهة داخل مخيم الهول، مع الإشارة لوجود وقائع فساد داخل قوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على المخيم، تمكن تنظيم الدولة من استثمارها لصالحه ولتهريب النساء ودفع الرشى.
فى الوقت نفسه لا يمكن الجزم بأن هناك شبكة دولية تعمل لصالح التنظيم، فالتنظيم يعمل بشكل غير مركزى لذلك أستبعد أن تكون هناك شبكة دولية، لكن توجد خلايا محلية محدودة يمكن أن تقوم بجمع الأموال أو تنفيذ أنشطة أو دعايا، وأستبعد أن تكون شبكة دولية لكونه تنظيما غير مركزي.
وأوضح، أن هناك إحصائيات حول مخيم الهول يمكن الاستفادةv منها، وتشير إلى وجود ما يقرب من ٥٣ ألف معتقل، من بينهم ١١ ألف أجنبي، ونحو ٦٠٪ من المحتجزين من القاصرين والأطفال، وقد تم ترحيل أكثر من ١٥٠٠ أجنبى ما بين امرأة وطفل منذ عام ٢٠١٩، أبرز الدول التى استعادت رعاياها هى ألمانيا وفرنسا. 
خروج عائلات سورية إلى منبج
وحول خروج المحتجزين من مخيم الهول إلى بلادهم، أو جهات تحقيق، أو جهات مسئولة عن عدم عودتهم للتنظيم الإرهابي؛ أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان أن نحو ٦١ عائلة سورية، تجهزت للخروج من مخيم الهول الواقع جنوب شرقى مدينة الحسكة السورية، الذى تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي، وتحتجز بداخله عوائل تنظيم داعش الإرهابي، وذلك فى إطار خطة الإدارة الذاتية لمنطقة شمال وشرق سوريا لتفكيك المخيم وترحيل الرعايا الأجانب إلى بلادهم.
ونقلا عن المرصد، فإن ٦١ عائلة من عوائل تنظيم الدولة الإسلامية تتجهز اليوم للخروج من مخيم الهول، باتجاه مدينة منبج فى ريف حلب الشرقى خلال الساعات القادمة، ويقدر عدد أفراد العوائل بنحو ٢٢٥ شخصا، وذلك بناء على وساطة عشائرية. إلى جانب ذلك فإن المرصد أكد أيضا أن مجموعة من العوائل التى تنتمى للجنسية العراقية تتجهز للخروج أيضا فى الوقت الحالي.
وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية، عدة نداءات إلى المجتمع الدولى مفادها ضرورة استلام كل دولة مواطنيها والعمل على محاكمتهم وإعادة تأهيلهم، لما يمثله المخيم من خطورة شديدة على المنطقة، إذ إنه يمثل هدفا ضروريا لعناصر وخلايا التنظيم الإرهابى التى تخطط من حين لآخر لتنفيذ عمليات لتهريب الأسر والعمل على خروجها للمناطق التابعة للتنظيم.
ونقلا عن تقرير لـ"DW" الألمانية، فإن عدة تقارير تفيد بأنه حتى يومنا هذا، يتم تهريب النساء والأطفال والشباب، الذين يشعرون بالانتماء للتنظيم الإرهابي، إلى خارج المخيم مقابل مبالغ كبيرة من الأموال. ومن بين النساء اللاتى ينتمين لتنظيم داعش، اللاتى عدن إلى ألمانيا خلال الأعوام الماضية، جرى احتجاز عدد قليل منهن عقب عودتهن ومثلوا أمام المحاكم. ومن المقرر أن يمثل المشتبه بهم السبعة اليوم الأربعاء وغدًا الخميس أمام قاضى تحقيق والذى سيقرر هل سيبقون رهن الاحتجاز الاحتياطى قبل المحاكمة أم لا.
تقليل نفوذ داعش
وفى إطار الحد من عمليات داعش وانحصار نفوذه بمنطقة شمال وشرق سوريا، فإن قوات سوريا الديمقراطية وبدعم من قوات التحالف الدولى نفذت ١٥ عملية أمنية، خلال شهر مايو الماضي، ضد خلايا التنظيم الإرهابي، أسفرت عن اعتقال ٣١ عنصرا إرهابيا من بينهم ٥ قيادات، هذه العمليات التى تقودها "قسد" قلصت نفوذ التنظيم بصورة كبيرة، وأفقدته القدرة على القيام بأى عمليات موسعة.
حيث رصد المراقبون عمليات هزيلة فى مناطق الإدارة الذاتية للأكراد، مثل إطلاق نار على أفراد من قبل مسلحين يستقلون درجات نارية، أو استهداف حاجز عسكري، استهداف منزل طبيب رفض دفع إتاوة للتنظيم تحت مسمى "الزكاة" أو "الكلفة السلطانية"، قتل حارس، تفجير سيارة بقنبلة يدوية، أو زرع عبوة ناسفة، الاعتداء بالضرب على مزارعين لترويعهم وطردهم من المناطق التى يعملون بها. 
ووفقا لبيانات صادرة عن "التحالف الدولي"، فإن "هجمات التنظيم فى العراق وسوريا انخفضت بشكل دراماتيكى منذ بداية العام الجاري، وأن العمليات التى ينفذها شركاء التحالف الدولى أسهمت فى تحييد قادة داعش من ساحة المعركة. وفى ظل حالة الفوضى لدى قيادة داعش لفاشلة، لن يكون أى عضو فى داعش بأمان".
تعمل منطقة الإدارة الذاتية على العودة بشكل كامل لاستقبال اللاجئين وإعادة إعمار المنطقة بعد تحريرها من التنظيم الإرهابي، ودحره فى آخر جيب له فى مدينة الباغوز عام ٢٠١٩، بعدما تمكن من قمع واضطهاد كل من يخالفه، أو يرفض التعاون معه، إلى جانب اضطهاد الأقليات العرقية والدينية.