السبت 28 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تامر أفندي يواصل حلقات السلطنة «22».. ثومة لـ«شيخ الشعراء»: يا آسي الحي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ليس لدي وقت كثير للمناقشة حول حضارات الأمم وتأثيرها، ولا تجذبني لافتات الإعلانات، فقط أختار من بين نبت أرضنا شجرة خالدة رغم كل محاولات التجريف والتزييف ومحاولات كسر الصغار للأغصان، ألا يكفي للعالم أن أقول له من بين كثر في صفحات التاريخ ان لدينا أم كلثوم! من لديكم حتى نستكمل الحديث.. فبدون صوتها تبهت الأيام في الشرق، وتشحب ألوانها، من المؤكد أن بريق أوسمتها قد خبأ وأن الألقاب التشريفية التي خلعت عليها قد توارت، ولكن مكانها مازال شاغرا وهامتها لم يطاولها حتى يومنا هذا أحد.

فدعك من الغثاء وعناء محاولات إثبات الذات فما كان وما هو كائن وسيكون خط بمداد من التاريخ لن تمحه ممحاة الزمان والأموال، تلك نشوة زائفة كفرحة عابرة لا تستقر في القلب والروح، إن مجدنا في الشخوص، في تلك الأرض القادرة على الإنجاب رغم مؤامرة تيبيسها..

هنا ثومة وما أدراك ما ثومة تلك التي اعتبرها القاصي والداني من معجزات الزمن فكما تغنت لأكثر من 170 شاعرا، كتب فيها أكثر من 80 شاعرا قصائد لها من مختلف الأقطار، غير تلك الدراسات الغربية التي عكفت في دراسة «ثومة»، ففي تحقيق صحفي لمجلة لايف الأمريكية كتب جردون جاسكيل مراسل المجلة في الشرق الأوسط تقريرا صحفيا كان عوانه: هنا في الشرق الأوسط شيئان لا يتغيران، أم كلثوم والأهرامات، وقال عنها الممثلة الإنجليزية:"ففيان لي" إنها معجزة من معجزات الدنيا.

في سجل التعامل مع أم كلثوم ولو كان حرفأً، تدوينا تاريخيا يعادل أطنانا من الكتب والاختراعات فالثابت يتحول إلى متغير بفعل مرور الزمن، وقمم الجبال قد تنكفئ على وجه الأرض تعانق الثرى، وقليل من يبقى.. ما يبقى.. يعانق السحاب.

واحد من الذين حجزوا مساحتهم في سجل التعاون مع ثومة كان شاعر الكبير، إسماعيل صبري، الذي تربع على عرش القصيدة الوطنية مع أحمد شوقي، أمير الشعراء، وحافظ إبراهيم، ومحمود سامي البارودي.

كان لثومة لقاء مع صبري عام 1926، لقاء لم يستغرق سوى ثلاثة أبيات، عهدت بها إلى الشيخ أبو العلا محمد لتلحينها قبل أن تُسجلها على إسطوانات.

يا آسي الحي هل فتشت في كبدي

وهل تبينت داء في زواياها

أواه من حرق أودت بمعظمها

ولم تزل تتمشى في بقاياها

يا شوق رفقا باضلاع عصفت بها

فالقلب يخفق زعرا في حناياها

في كتابه «شعراء أم كلثوم» يقول الناقد الفني حنفي المحلاوي أن حتى هذه الأبيات الثلاثة لم تخلو من تدخل ثومة لتعديل عنوانها من «كبد محروقة» إلى «يا آسي الحال»، كما غيرت كلمة بأكثرها إلى بمعظمها.

الجدير بالذكر أن إسماعيل باشا صبري، قد تأثر كثيرا بشعر البحتري في إحكام أسلوبه وصقل الديباجة، حتى أن معاصروه من الشعراء أطلقوا عليه لقب شيخ الشعراء.

 

وختاما صديقي يجلس بجواري مقاطعا استكمال مقالي لذا سأمنحه فرصة مجانية أن يقول ما يريد وإن كان قد قيل من قبل فليس هناك من شئ في الحياة جديد وحده النظر إلى الأشياء يمنحنا حياة أخرى.. صديقي بتجل وتعاظم يقول:

لقد حاول العلم أكثر من مرة فهم فردية صوت أم كلثوم وتقديم إجابات علمية مجردة تفسر هذه الهالة العظيمة التي تحيط بها رغم رحيلها منذ عقود. وكانت البداية في سنة 1975 عندما أجريت تجارب علمية لقياس نسبة النشاز بين الأصوات المصرية المعروفة. وقد أثبتت التجربة أن نسبة النشاز في صوت أم كلثوم لا تتعدى الواحد في الألف من البعد الطنيني الكامل، وهي درجة لم يسبق لأي مطرب أو فنان أن بلغها حتى هذه اللحظة. ثم بعدها بسنوات أكدت تجربة أخرى أن صوت أم كلثوم هو أكثر الأصوات العربية انطباقا على السلم الموسيقي في معادلاته الرياضية، وقد أثبتت هذه التجربة أن أعلى ذبذبة بلغها صوت إنساني هو صوت أم كلثوم عندما وصل إلى 3966 ونصف الذبذبة في الثانية الواحدة.