استقبل رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، عميد مسجد باريس الكبير، الدكتور شمس الدين حفيظ، حيث نوه بدور هذه المؤسسة الدينية العريقة في إعلاء راية الإسلام الوسطي والأخوة والتسامح باحترام قوانين الدولة المضيفة.
وحسب بيان لرئاسة الجمهورية - حصلت "البوابة نيوز" على نسخة منه- قدّم الدكتور شمس الدين حفيظ، لرئيس الجمهورية الجزائرية، عرضا مفصلا حول نشاط المسجد والمهام المنوطة به، خدمة للجالية الجزائرية والمسلمة في فرنسا.
واغتنم الرئيس الجزائري هذه المناسبة "ليشكر عميد مسجد باريس الكبير على مجهوداته وينوه بدور هذه المؤسسة الدينية العريقة، في إعلاء راية الإسلام الوسطي والأخوة والتسامح باحترام قوانين الدولة المضيفة".
فيما أكد الدكتور شمس الدين حفيظ أن مسجد باريس الكبير ليس مكانا للتعبد والصلاة فقط، وإنما هو مؤسسة دينية وثقافية ومنارة علمية تحاول تسليط الضوء على الدين الإسلامي الحنيف وتعريف الآخر بخصائصه ورسالته النبيلة خاصة مع التشويه الكبير الذي يتعرض له الإسلام هذه السنوات الأخيرة ولاسيما من اليمين المتطرف. كذلك من الأدوار المهمة التي يقوم بها المسجد التعريف بتاريخ الحضارة العربية الإسلامية وعمقها وثقافتها.
وقال في هذا الإطار: "منذ تعييني في هذا المنصب، قمت بتأسيس المجلس الأعلى للعلوم والثقافة في المسجد الكبير، وكذلك قمت بتأسيس ملتقى للحوار تحت عنوان "أربعاء المعرفة" نقدم فيه شهريا كل أول أربعاء لقاء مهما مع أحد المفكرين أو الأساتذة أو المؤرخين أو رجال الدين أو الكتاب أو العلماء الكبار، ويقوم الضيف بإلقاء محاضرة تلقي الضوء على الدين الإسلامي والحضارة العربية الإسلامية ويتم النقاش حول بعض القضايا الدينية والفكرية والثقافية".
وأكد أن الغرب لا يعرف هذا الدين ويجهل قيمه العظيمة تماما، كما تطرق إلى دور المسجد في التعريف بالقيم السمحة للدين الإسلامي، ونشر اللغة العربية في المجتمع الفرنسي، وكذلك موقع المسلمين في المجتمع ودورهم في الانتخابات الرئاسية خاصة مع حملات التشويه التي يتعرضون لها من قبل اليمين المتطرف، وأشار إلى أن اليمين المتطرف يحاول تشويه المسلمين، معتبرا أن مشروع مسجد باريس الكبير هو وضع آلية للحوار بين الديانات والثقافات.
جدير بالذكر أن مسجد باريس الكبير يعد من أعرق وأكبر المساجد في أوروبا، وقد شيّد من قبل الدولة الفرنسية تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عنها خلال الحرب العالمية الأولى، وتم تدشينه في يوليو 1926.كما يوجد على يمين المحراب منبر قُدّم هدية من الملك فؤاد الأول ملك مصر.
والمسجد يعتبر تحفة معمارية على الطراز الأندلسي توجد حديقة كبيرة، تذكّر بحدائق قصر «الحمراء» في «غرناطة»، كما يعتبر منارة دينية وعلمية وثقافية بما يضمه من مؤسسات تربوية وثقافية وجمعيات إنسانية تشتغل معه. ويضم المسجد أكثر من 70 جمعية محلية وإقليمية، بالإضافة إلى 166 إماما خطيبا يساهمون في نشر تعاليم الدين الإسلامي السمحة وقيمه العميقة وأصبح من ضمن التراث الحضاري لمعالم باريس.
وأُدرج المسجد، وكذلك المركز الإسلامي، في قائمة الجرد الإضافية للمعالم التاريخية في فرنسا بمرسوم 9 ديسمبر 1983 وحينما جاء شمس الدين حفيظ عميد للمركز الإسلامي تحول إلى منارة دينية وثقافية وعلمية يتردد عليه باستمرار رؤساء فرنسا وقادة العالم وسفراء الدول.