الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في الذكرى الـ89 لبدء بثها.. رحلة الإذاعة المصرية من "أهلية" لـ"هُنا القاهرة".. افتتحت بتلاوة للشيخ محمد رفعت.. وأم كلثوم تقاضت 25 جنيهًا نظير إحياء الافتتاح

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

قبل 89 سنة من اليوم، وبالتحديد في 31 مايو 1934، بدأت "الإذاعة المصرية" بثها لأول مرة. لكن مصر عرفت الإذاعة قبل ذلك التاريخ، تحديدًا سنة 1926، أي بعد 5 سنوات من ظهور أول محطة إذاعية في العالم سنة 1920، وكانت وقتها عبارة عن "إذاعات أهلية"، ينتشر معظمها في القاهرة والإسكندرية. 

إذاعات أهلية

أُقيمت الإذاعات الأهلية في غرف وشقق صغيرة، وكان معظم أصحابها تُجارًا؛ ممن يروجون لسلعهم لتحقيق الأرباح من إذاعة الإعلانات التجارية. وكانت تقدم محتوي ترفيهي، وتبث برامجها باللغة العربية، وتذيع أيضًا بالإنجليزية والفرنسية والإيطالية للأجانب الموجودين في مصر. غير أن تلك الإذاعات  كانت ضعيفة الإرسال؛ لا تُغطي أكثر من الحي الذي تذاع منه، ويتراوح إرسالها ما بين ساعتين و4 ساعات يوميًا فقط. 

من أشهر الإذاعات الأهلية وقتها؛ محطة راديو فؤاد التي أنشأها عزيز بولس‏،‏ ومحطة راديو فاروق التي أنشأها إلياس شقال، ومحطات؛ "فوزية" و"سابو" و"محطة مصر الجديدة" و"سكمبري" و"فيولا" وغيرها من الإذاعات‏. لكن بسبب المضامين الإذاعية غير الهادفة، وغير اللائقة أحيانًا نتيجة اعتماد هذه الإذاعات على الترفيه والتجارة فقط لتحقيق المكاسب؛ قدم الجمهور الشكاوى فيها، حتى تم إغلاقها وتوقف إرسالها في 29 مايو 1934.

وجاء دور الدولة في يوليو ‏1932‏، حين وافق مجلس الوزراء أن تتولى شركة "ماركوني" التلغرافية اللاسلكية؛ إنشاء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية. وبدأ العمل في إقامة محطات الإرسال، وأقامت الشركة 5 استوديوهات‏، ثم قضى العقد مع شركة "ماركوني" أن تكون "الحكومة" هي المحتكرة للإذاعة، وأن الشركة موكلة لإدارتها وإنشاء برامجها لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد. وإنه في مقابل الإدارة؛ تتلقى الشركة حصة من حصيلة رخص أجهزة الاستقبال، قدرها 60%. 

وشمل الاتفاق بين الجانبين؛ "تكوين المجلس الأعلى للإذاعة" الذي أوكل إليه الإشراف على البرامج، بهدف رفع مستوى المضمون البرامجي مقارنة بمرحلة الإذاعات الأهلية. ويتكون المجلس من 5 أعضاء؛ 3 منهم تعينهم الحكومة، وعضوان تعينهما الشركة. وكان أول رئيس لهذا للمجلس أو اللجنة المشرفة على البرامج؛ عميد كلية الطب، الدكتور علي باشا إبراهيم.

هُنا القاهرة

وفي مثل هذا اليوم، وتحديدًا الساعة 5 ونصف مساء يوم 31 مايو 1934، بدأت الإذاعة بثها الأول. "هُنا القاهرة".. كانت أولى الكلمات التي انطلقت عبر أثير الإذاعة المصرية على لسان أحمد سالم في افتتاحها، والتي تم اعتمادها كعبارة رسمية لبدء إرسال كل الإذاعات المصرية.

استمر إرسال الإذاعة 6 ساعات في اليوم الأول. وبدأ بآيات من الذكر الحكيم بصوت الشيخ "محمد رفعت"، وتلاها انطلاق صوت "أم كلثوم" اللي تقاضت ٢٥ جنيهًا نظير إحيائها للافتتاح. وغني أيضًا المطرب "صالح عبد الحي"، ثم "محمد عبد الوهاب". وألقى "حسين شوقي أفندي" قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بك. كما ألقى الشاعر "علي بك الجارم" قصيدة تحية لملك البلاد فؤاد الأول، ملك مصر والسودان. وشارك في الافتتاح المونولوجست "محمد عبد القدوس"، والموسيقيان "مدحت عاصم" و"سامي الشوا"، وكروان الإذاعة "محمد فتحي".

تمصير الإذاعة

تولى سعيد باشا لطفي أول رئيس للإذاعة المصرية سنة 1934. وفي ‏27‏ مارس‏1947‏ تم "تمصير الإذاعة" باستلام إدارتها من شركة "ماركوني"، ليُصبح الجانبان؛ الإذاعي والإداري في يد المصريين. وذلك بعد أن تأزمت الأمور بين مصر وبريطانيا بسبب عدم جلاء القوات البريطانية‏، وقيام خلاف بين الحكومة والشركة "ماركوني" على سياسة الأخبار الإذاعية.

وأُنشئت في ‏18‏ مايو‏1947‏ إدارة الإذاعة اللاسلكية المصرية‏،‏ وتشكل مجلس إدارة للإذاعة، وأصبح لها ميزانيتها المستقلة. وفي سنة ‏1948 انتقلت الإذاعة‏ من مقرها في‏‏ شارع علوي إلى شارع الشريفين بطاقة ‏13‏ استوديو‏. وفي 10 نوفمبر 1952 نُقلت تبعية الإذاعة المصرية من رئاسة مجلس الوزراء‏‏ إلى وزارة الإرشاد القومي.‏ وفي ‏15‏ فبراير ‏1958‏ صدر القرار الجمهوري رقم ‏183‏ لسنة ‏1958‏ باعتبار الإذاعة المصرية مؤسسة عامة ذات شخصية اعتبارية. وظلت الإذاعة بمقرها حتى سنة 1960، حيث تم افتتاح المبنى الحالي؛ "ماسبيرو".

وسيطرت الإذاعة على آذان وقلوب المصريين ببمرامجها الشهيرة؛ ساعة لقلبك، وكلمتين وبس، وهمسة عتاب، وأبلة فضيلة، وربات البيوت، ولغتنا الجميلة. فضلًا عن أصوات مطربي وأدباء مصر؛ أم كلثوم وعباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم والشيخ الباقوري والشيخ محمد رفعت وغيرهم من العظماء، في برامج وحوارات تمثل كنوز الإذاعة المصرية.