استضافت "كايرو فيلم فاكتوري" المخرج والكاتب والمنتج أحمد عامر، في لقاء بعنوان "المخرج والكاتب"، أداره الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم.
تضمن اللقاء نقاشًا حول تجربة أحمد عامر، الذي برز اسمه ككاتب ومخرج ومنتج مشارك من خلال فيلمه الطويل الأول بلاش تبوسني، عام ٢٠١٨، كما فاز سيناريو عامر على معزة وإبراهيم المبني على قصة لإبراهيم البطوط، بالعديد من المنح والجوائز.
شارك عامر في كتابة فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري، الحائز على الجائزة الكبرى في أسبوع النقاد في مهرجان كان ٢٠٢١، ويواصل نصين طويلين من إنتاج عامر، هما هاملت من الأحياء الفقيرة، إخراج أحمد فوزي صالح، و ٥٠ متر، إخراج يمنى خطاب، الحصول على العديد من المنح والجوائز. بالإضافة لخبرته كمستشار سيناريو في مشاريع وأفلام مصرية ومن العالم العربي.
تحدث عامر عن حدود العلاقة بين المخرج والكاتب في السينما، والدور الذي يلعبه كل منهما في مشروع الفيلم. وقال أن الكتابة في السينما المصرية تعاني من مشكلة حقيقية لأنه لا يوجد تقدير حقيقي لقيمة الكتابة، وهي حجر الأساس الذي تبنى عليه كل مراحل الفيلم، بصرف النظر عن إن كان كاتب الفيلم سيناريست، أو كان المخرج نفسه شرط أن يكون ملمًا بمهارات وأسس الكتابة السينمائية.
وقال أنه من المهم أن يمنح صناع الأفلام مرحلة الكتابة الوقت الكافي، لأن عملية الكتابة هي رحلة لاكتشاف الشخصيات وتطور الأحداث، والبحث في تفاصيل وزمن وموقع عالم الفيلم، وهو ما لا يجب أن يتم التعامل معه بتسرع.
وأضاف عامر أن كتابة الأفلام تعتمد على التعاون بين المخرج والكاتب، مشيرًا إلى أنه من واقع خبرته في العمل ككاتب في الكثير من الأفلام ومن بينها فيلم ريش لعمر الزهيري، وفيلم علي معزة وابراهيم لشريف البنداري، وفيلم غدوة لظافر العابدين، على سبيل المثال، فإنه لا توجد قاعدة واحدة لإدارة عملية كتابة الفيلم. لكن الأمر الجوهري هو أن الكتابة عمل جماعي، وانه يجب ان يكون هناك توافق بين الطرفين المخرج والكاتب حول موضوع الفيلم والأفكار التي يتناولها. وقال "ليس المهم من هو صاحب الفكرة المخرج أو الكاتب ولكن المهم أن يكون هدفهما معًا وصول الفيلم إلى أفضل مستوى ممكن"
وأوضح أن الكاتب عليه أن يتفهم أن الفيلم في النهاية ينسب للمخرج وبالتالي، فإن المخرج مسئول عن العمل، ويجب أن تكون له رؤية في الطريقة التي يتطور بها. لافتا الى أنه في حالة اختلاف المخرج والكاتب على المبادئ والأفكار الأساسية في مشروع الفيلم، فربما تكون هناك حاجة لإعادة النظر في إمكانية استمرارها معًا. وشدد على أنه من المهم أن تكون العلاقة بين الكاتب والمخرج موثقة من البداية من خلال عقد أو صيغة توثيقية تحفظ حقوق الطرفين، وتضمن أن يمر المشروع في سلام في كل الظروف.
وأكد عامر أنه يعتبر أن عليه دور مهم في مساعدة غيره من الكتاب وصناع الأفلام على أول الطريق، وأن يشاركهم خبراته من خلال التواجد في الكثير من ورش العمل، أملًا في أن يجنبهم الصعوبات التي واجهها هو نفسه في البداية، ولأن صناعة السينما هي عمل جماعي بالمفهوم الأوسع القائم على الدعم المتبادل وتبادل الخبرات.
من جهته أشار الناقد السينمائي محمد سيد عبد الرحيم، الذي أدار اللقاء إلى أنه يعتبر أحمد عامر واحدًا من الأركان الأساسية في السينما المصرية في الوقت الحالي، موضحًا أنه عندما تكون السينما المصرية في أزمة يوجد التاريخ شخصيات لديها القدرة على دعم المشهد السينمائي والسينمائيين من أجيال مختلفة، من بينهم عامر.
وأضاف عبد الرحيم أنه يقدر دور عامر ككاتب وكمخرج يعتبر فيلمه بلاش تبوسني، واحد من أفلامه المفضلة لأنه ناقش بذكاء أزمة السينما المصرية، بالإضافة إلى دوره المهم كمنتج يعمل حاليًا على مجموعة من مشاريع الأفلام المنتظرة.
وقالت المخرجة ناهد نصر "إن اختيار موضوع اللقاء جاء بناء على حاجة ملحة لكثير من صناع الأفلام، خاصة من المخرجين والكتاب بالإضافة إلى أهمية أحمد عامر كمخرج ومنتج وواحد من أبرز الكتاب والمشرفين على الكتابة في المشهد السينمائي المصري حاليًا. مشيرة إلى أن أحد أهداف كايرو فيلم فاكتوري هو مشاركة الحلول والخبرات العملية القابلة للتنفيذ بين صناع الأفلام في مختلف مراحل صناعة الفيلم، وأن سلسلة اللقاءات الشهرية التي تجمع بين صناع الأفلام المحترفين والجدد هي جزء من أنشطة كايرو فيلم فاكتوري لتحقيق هذا الهدف.
يذكر أن أحمد عامر مخرج وكاتب ومنتج يعيش بين القاهرة ونيويورك. برز اسم عامر في عام 2018 من خلال فيلمه الروائي الطويل الأول بلاش تبوسني ككاتب ومخرج ومنتج مشارك. افتتح الفيلم عروضه في مهرجان دبي السينمائي الدولي، قبل أن يشارك في عدة مهرجانات حول العالم من بينها مهرجان شنغهاي السينمائي، ومهرجان ميامي السينمائي.
فاز سيناريو عامر، علي معزة وإبراهيم، المبني على قصة لإبراهيم بطوط، بالعديد من المنح والجوائز. واختير للمشاركة في برنامج فينال كت ضمن فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي، وحصل على تمويل من مؤسسة الدوحة للأفلام ، والمركز القومي الفرنسي للسينما، والصندوق العربي للثقافة والفنون (أفاق). كما فاز فيلم علي معزة وإبراهيم بجائزة أفضل ممثل في مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2016.
شارك عامر في كتابة فيلم ريش للمخرج عمر الزهيري، الحائز على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان كان، وجائزة قرطاج لأفضل سيناريو عام 2021). تمت دعوة فيلم ريش مرتين إلى ورشة تورينو السينمائية، وورشة الكُتاب في اسطنبول بمهرجان صندانس الدولي للسينما؛ كما حصل على العديد من المنح بما في ذلك من المركز القومي الفرنسي للسينما، وصندوق هربارت بالز السينمائي.
يعمل عامر حاليًا كمنتج لنصين طويلين سيجري تصويرهما خلال 2023-2024، أحدهما بعنوان هاملت من الأحياء الفقيرة، للمخرج أحمد فوزي صالح، والذي تم اختياره لأتيليه مهرجان كان لعام 2022. والآخر فيلم وثائقي طويل بعنوان 50 مترًا للمخرجة يُمنى خطاب، والذي حصل على دعم من مهرجان إدفا الدولي للأفلام الوثائقية بأمستردام ، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي. كما يعمل أيضا كمستشار سيناريو في مشاريع وأفلام مصرية ومن العالم العربي.