تُحيي منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للامتناع عن التدخين في 31 من مايو كل عام في محاولة لإقلاع المدخنين عن التبغ ومشتقاته، حيث يقتل التبغ نصف من يتعاطونه تقريبًا.
وحسب احصائيات الصحة العالمية لعام 2022، فإن التدخين يقتل 8 ملايين نسمة سنويًا، خاصةً فيمن يتعاطونه بشكل مباشر بمقدار 7 مليون نسمة، بينما تحصل الوفاة بين أوساط من يتعرضون للتدخين لا اراديًا (التدخين السلبي) بنحو 1.2 مليون نسمة.
وأوضحت "الصحة العالمية" أن أكثر من 1.3 مليار مدخن على الصعيد العالمي يعيشيون في الدول النامية ومتوسطة الدخل، وهو ما يمثل نسبة 80% من المدخنين عالميًا.
وأضافت الاحصائيات الأخيرة أن 36.7% من المدخنين هم رجال، بينما وصلت نسبة النساء المدخنات إلى 7.8% حول العالم.
وأكدت الصحة العالمية أن جميع أشكال التبغ ضارة، وعلى الرغم من شيوع تدخين السجائر، إلا أن هناك أنواع أخرى لتعاطي التبغ مثل النرجيلة، ومختلف منتجات التبغ العديم الدخان والسيجار والسيجاريليو والتبغ الجاهز للف باليد وتبغ الغليون ولفافات البيدي ولفافات الكريتيك.
وتتبنى منظمة الصحة العالمية هذا العام حملة ترويجية تحت شعار "لنزرع الغذاء، وليس التبغ" وتشجع هذه الحملة الحكومات على إنهاء الإعانات الممنوحة لزراعة التبغ واستخدام الوفورات لدعم المزارعين في الانتقال إلى محاصيل أكثر استدامة تحسن الأمن الغذائي والتغذية.
احصائيات محلية
وعلى المستوى المحلي أظهرت آخر احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن 16.8% من إجمالي السكان الأكبر من 15 سنة فأكثر مدخنون وهو ما يمثل حوالي 18 مليون نسمة، وتبلغ نسبة المدخنين من الذكور 33.8%، مقابل 0.3٪ فقط بين الإناث.
وأوضحت الاحصائيات المحلية أن هناك 34 مليون فرد غير مدخن ولكنه عرضه للتدخين السلبي بسبب وجود فرد مدخن داخل الأسرة، حيث تبلغ نسبة الأسر التي بها فرد مدخن على الأقل على مستوى الجمهورية 39.6%.
كما أظهرت أن أعلى نسبة مدخنين في الفئة العمرية (35-44 سنة) تبلغ 22.1% يليها الفئة العمرية (45-54 سنة) بنسبة 21.6 %، ثم الفئة (25-34 سنة) حوالي 19.9%.
كما أظهر أول مسح حول طلاب المدارس، للتعرف على معدلات انتشار المخدرات فى المجتمع، من خلال المسح القومى بشأن الصحة النفسية، وسوء استعمال المواد المخدرة بين طلاب المدارس الثانوية لعام 2017 – 2018، إن معدل انتشار إدمان المواد بلغ 0.86% بين طلاب المدارس الثانوية بالجمهورية في البحث الذي تم إجراؤه فى 3 محافظات هى القاهرة والمنوفية وأسيوط، كما كشف المسح أن إدمان التدخين وصل إلى 10% من الطلبة والطالبات جربوا التدخين: 8.1% السيجارة، 5.5% الشيشة، 1.9% السيجارة الإلكترونية.
نصائح للإقلاع
قالت الدكتورة ريهام غلاب، مستشار وزير الصحة السابق لتعزيز الرعاية الصحية، والمدير السابق لمبادرة 100 مليون صحة للأمراض غير السارية، أن التدخين أحد أهم مسببات الوفاة حول العالم، ويتسبب في الوصول إلى حالة الإدمان، مشيرة إلى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي للرعاية الصحية وبناء انسان صحي سليم، فصحة الانسان المصرى أمن قومى، وتقدم الدولة يبدأ من انسان سليم معاف وحقه ف حياة صحية كريمة.
وأضافت "غلاب" في تصريحات لــ "البوابة نيوز"، أن هناك 40 ألف دراسة على الأقل تُظهر أضرار التدخين، وأن الدراسات العلمية اثبتت أن التدخين يتسبب في ثلث حالات السرطان وربع حالات الاصابة بالأمراض القلبية والتي بدورها تتسبب في نوبات قاتلة.
ونصحت مستشار الرعاية الصحية السابق، ان طرق فعالة عديدة للإقلاع عن التدخين من أبرزها، وضع خطة للإقلاع ومواجهة الصعوبات، خاصةً في بداية الفترة الأولى، إضافةً إلى إبقاء العقل والجسد مشغولين وملأ أوقات الفراغ واستثمارها في أفعال مفيدة، وعدم زيارة الأماكن التي يتم التدخين فيها
وأضافت أنه يجب التخلص من الأشياء المرتبطة بالتدخين مثل الولاعات وعلب السجائر وأعواد الثقاب، وتتجنب الأشخاص الذين يذكرونك بالتدخين، ويجب الحصول على دعم من المحيطين مثل أفراد الأسرة والعائلة والأصدقاء.
وفي محاولة للإقلاع عن إدمان تعاطي التبغ ومشتقاته يلاقي المدخن عدد من الأسباب التي قد تثنيه عن هذا القرار، ويوضح الدكتور إبراهيم مجدي استشاري الطب النفسي في جامعة عين شمس، أن محاربة التدخين مثل محاربة الإدمان، حيث يتعامل التبغ ومشتقاته مع المخ والخلايا العصبية مباشرةً، وهناك أعراض للانسحاب تظهر على المدخن في حالة التوقف، مما يستوجب التعامل مع الوضع بشكل صحي ونفسي.
وأضاف استشاري الأمراض النفسية والعصبية لــ "البوابة نيوز"، أن هناك أفرد تحمل جينات وراثية للتدخين، وهناك مدخنين لديهم ضعف شخصية فلا يستطيعون مقاومة إدمان التدخين مع وجود أسباب عديدة مثل القبول المجتمعي للتدخين على مستوى المشاهير والفنانين، وظهور الاعلانات بشكل مكثف والتي يتم ترويجها، وهذا يستلم وجود برامج حماية لمساعدة المقلعين عن ادمان التدخين.
مبادرات صحية
دشنت وزارة الصحة والسكان خلال الأعوام الماضية العديد من المبادرات الصحية لمكافحة إدمان التبغ، وعلى رأسها توفير عيادات الاقلاع عن التدخين، حيث وفرت الوزارة 30 عيادة في بعض مستشفيات الصدر والصحة النفسية على مستوى االجمهورية، في إطار البرامج الرئاسية لدعم الرعاية الصحية.
وعلى المستوى المجتمعي في إطار مكافحة التدخين وإدمان التبغ ومشتقاته أطلقت المنصة المصرية بمشاركة أكثر من 15 كيان مجتمعين مبادرة "رئة وردية " بهدف حماية الأجيال القادمة من خطورة التدخين.
وحول ذلك قال الدكتور وائل صفوت، استشارى الباطنة العامة ورئيس المنصة المصرية لمكافحة التبغ، في تصريحات لـ "البوابة نيوز"، إن المبادرة تعمل على توعية الطلاب في المدارس والجامعات ونشر التوعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشجيع الراغبين فى الإقلاع عن التدخين بالتعاون مع جميع الجهات الداعمة مثل الجامعات والمستشفيات وأساتذة جامعيين، وبرلمانين.
وأضاف "صفوت" أن مبادرة "رئة وردية " حرصت على إحياء اليوم العالمي للاقلاع عن التدخين بحضور 350 فرد من من كل محافظات مصر، ومسئولي الصحة العالمية والصحة في مصر، واساتذة الجامعات والطلاب وبرلمانين، وقامت المبادرة بعمل ندوات توعوية وأنشطة عديدة، مؤكدًا على استمرار محاربة جميع أشكال التبغ ومشتقاته للحفاظ على الصحة العامة وصحة أجيالنا القادمة.