استيقظ سكان مدينة البندقية الإيطالية ليجدوا أن الممر المائي المركزي للمدينة قد تحول إلى اللون الأخضر، مما ترك السلطات المختصة في حيرة من أمرهم. قامت السلطات المحلية بسرعة بجمع عينات المياه وبدأت التحقيق اللازم.
تسببت حادثة تغيير لون المياه حول جسر ريالتو الشهير في البندقية في ضجة كبيرة. في البداية كان من المفترض أن نشطاء البيئة قد نشروا اللون الأخضر في مياه القناة كجزء من حركتهم الاحتجاجية. ومع ذلك، لا يمكن تأكيد ذلك. يذكر أن الشرطة المحلية قامت بتحليل لقطات كاميرا CCTV. كما سيتم إجراء تحقيق شامل في هذا الصدد. يتم التحقيق في الأمر من جميع الجهات.
احتجاج بيئي
ذكر هذا المشهد الجميع بحادثة مماثلة حدثت عام 1968. في ذلك العام قام الفنان الأرجنتيني نيكولاس غارسيا أوريبورو برش صبغة في مياه القناة الكبرى لزيادة الوعي البيئي!
أشارت مصادر إعلامية إيطالية إلى أن مجموعات الضغط البيئي قد تكون وراء حادثة التلوين المائي، للفت الانتباه إلى خطورة تسارع وتيرة التدهور البيئي حول العالم، والأرجح أن المواد المستخدمة غير سامة وغير ضارة، عادة ما يستخدم الفلورسين لتتبع مسار الشبكات أو لتحديد الانعكاسات بين شبكات مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار.
وهذا يثير بحسب خبراء ومراقبي ضرورة مراعاة ضوابط أساليب الاحتجاج والرفض فيما يتعلق بتفاقم ظاهرة تغير المناخ، بحيث لا تساهم في تعقيد المشكلة أكثر بدلا من زيادة الوعي بها. الدعوة إلى حلها بالطرق السلمية، وعدم استخدام مواد وصبغات قد يكون لها آثار سلبية وضارة.
المادة المستخدمة
بعد ساعات من القلق والجدل على نطاق واسع، كشفت التحقيقات والاختبارات المعملية التي أجرتها السلطات الإيطالية فيما يتعلق بالتلون الأخضر لجزء من مياه القناة الكبرى في البندقية عن وجود مادة غير سامة، الفلوريسين، والتي عادة ما تستخدم في اختبار شبكات الصرف الصحي.
يستخدم الفلورسنت أحيانا لتتبع تدفق المياه. لكنها ليست ضارة. ومع ذلك، لم يتضح بعد ما إذا كان ما تم خلطه بالماء ضارا أم لا.
ومع ذلك، قالت وكالة حماية البيئة الإقليمية، من الصعب تصديق أن مسألة اختلاط الألوان في الماء هي مجرد ظاهرة! لماذا ينتشر الكثير من الفلوريسنت في مياه القناة دون أي غرض! يجب أن يكون هناك هدف. وهذا موجود.
