شارك الأرشيف والمكتبة الوطنية بالإمارات العربية المتحدة بالندوة الفكرية التي نظمها الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات وبالتعاون مع الأرشيف الوطني التونسي بعنوان: "السياسة الوطنية لإدارة الوثائق والأرشيف في ظل التحولات الرقمية" في تونس، وبحث وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية مع سعادة الهادي جلاب مدير عام الأرشيف الوطني التونسي سبل التعاون المشترك في مجال إدارة الوثائق والأرشيف، وقد ثمن سعادته دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في الحفاظ على تاريخ وتراث الإمارات والخليج العربي.
وقد أثرى الأرشيف والمكتبة الوطنية الندوة بمحاضرة قدمها الدكتور هزاع النقبي رئيس قسم الأرشيفات الحكومية، حول التجربة المميزة لدولة الإمارات العربية المتحدة في إدارة الوثائق والأرشيف بالجهات الحكومية؛ حيث استطاع أن يجمع الوثائق الرسمية ويشرف على حفظها وأرشفتها وفق الأصول العلمية؛ بقصد حفظها للأجيال وإتاحتها للبحث العلمي التاريخي، وفي الوقت نفسه لعب الأرشيف والمكتبة الوطنية دوراً مهماً في نشر الوعي الثقافي والمجتمعي بأهمية الوثيقة التاريخية بمختلف أنواعها، إضافة إلى إتاحته مجالات البحث أمام الراغبين في الاستفادة من المادة المعلوماتية التي يقتنيها، مع إتاحة المعلومة الموثقة لمتخذي القرار بالدولة، وسلط المحاضر الضوء على الطرق التي اعتمدها الأرشيف والمكتبة الوطنية في خطته التي اتبعها في تنظيم أرشيفات الدولة، مشيراً إلى أهمية إنشائه لمركز الحفظ والترميم، وما فيه من تقنيات متطورة جداً في مجال حفظ الوثائق التاريخية، وأجهزة حديثة وخبرات وكفاءات قادرة على معالجتها وترميمها للحفاظ عليها من التلف.
واغتنم الدكتور هزاع النقبي رئيس قسم الأرشيفات الحكومية، والدكتور سعيد الغيثي رئيس وحدة تطوير الأرشيف الحكومي زيارتهم إلى تونس، حيث زارا مقر الأرشيف الوطني التونسي، وتفقدا إداراته وأقسامه، واطلعا على تجربته في الحفاظ على الوثائق التاريخية التي تعدّ مكوناً رئيسياً وعنصر قوة للدولة والمجتمع، والتقيا سعادة الهادي جلاب مدير عام الأرشيف الوطني التونسي، وبحثا معه سبل التعاون المشترك في مجال إدارة الوثائق والأرشيف، وقد ثمن سعادته دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في الحفاظ على تاريخ وتراث الإمارات والخليج العربي، وأبدى إعجابه بتجربة الأرشيف والمكتبة الوطنية المميزة التي تعدّ من أهم وأبرز التجارب العربية في مجال الأرشفة والتوثيق والحرص على ذاكرة الوطن لما لها من أهمية في استشراف المستقبل عبر استكشاف الماضي وأحداثه.
وأشاد وفد الأرشيف والمكتبة الوطنية بالدور الذي يؤديه الأرشيف الوطني التونسي، وبثراء ندوة "السياسة الوطنية لإدارة الوثائق والأرشيف في ظل التحولات الرقمية" التي تطرقت لمحاور مهمة أبرزها: الوثائق والأرشيف كعنصر للحوكمة والتنمية الشاملة، ومرتكزات السياسة الوطنية لإدارة الوثائق والأرشيف، والأسس التشريعية والتنظيمية إزاء التحولات الرقمية، إلى جانب أوراق أُخرى تبحث في الجوانب اللوجستية والفنية وكيفية الانتقال من نُظم تقليدية إلى أُخرى إلكترونية، وقد شارك في تسليط الضوء على هذه المحاور عدد من الباحثين والأكاديميين وكبار الخبراء والمختصّين في مجال الأرشيف من تونس ومن دول عربية أخرى.
