ألقى مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، الضوء على الهجوم الجوي الذي استهدف العاصمة الروسية موسكو والذي يعد الأكبر من نوعه الذي تتعرض له العاصمة الروسية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في أعقاب العملية العسكرية الروسية هناك في أواخر فبراير من العام الماضي، بما يمثل نقطة تحول في الصراع الدائر في الوقت الراهن بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من أندرو روث وبيجوتر سوير، أنه من الواضح أن الهجوم يهدف إلى إثارة الذعر بين سكان العاصمة والذين طالما أخبرتهم قيادتهم أن الصراع في أوكرانيا لن يشكل لهم أي تهديد ولن يلقي بظلاله على حياتهم اليومية.
ويوضح المقال أن موسكو تعرضت خلال الأسبوع الحالي لهجوم كبير بالطائرات المسيرة لأول مرة منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، وهو ما يمثل علامة فارقة في الصراع بين الطرفين، في الوقت الذي أعلن فيه الكرملين أن الرد سوف يكون قاسيا وعنيفا إلى أبعد حد.
ويقول المقال إن الهجوم على العاصمة الروسية يأتي في وقت تقوم فيه القوات الروسية بقصف العديد من المواقع في أوكرانيا من خلال هجمات صاروخية شرسة وهجمات بطائرات بدون طيار بشكل شبه يومي، موضحا أن العاصمة الأوكرانية كييف تعرضت أمس الثلاثاء لثالث هجوم جوي في أقل من 24 ساعة.
ويقول المقال إنه، طبقا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، فقد تعرضت العاصمة موسكو لهجوم جوي بمشاركة ثمانية طائرات بدون طيار تحلق على ارتفاع منخفض، إلا أن بعض وسائل الإعلام القريبة من الأجهزة الأمنية في روسيا تقول إن العدد أكبر من ذلك بكثير وقد يصل إلى ما يزيد على 30 طائرة.
ويضيف المقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشاد خلال ظهور له عبر التليفزيون الروسي أمس الثلاثاء بأداء الدفاعات الجوية الروسية التي تمكنت من إجهاض الهجوم على العاصمة، متهما في نفس الوقت أوكرانيا بمحاولة بث الذعر في قلوب الشعب الروسي من خلال استهداف مواقع مدنية.
وأوضح بوتين أن قواته في المقابل تستهدف مواقع عسكرية في أوكرانيا وليست مدنية مستخدمة أسلحة تصويب عالية الدقة.
ويقول المقال إن إحدى الطائرات المستخدمة في الهجوم على العاصمة الروسية تبين أنها أوكرانية الصنع من طراز "UJ 22"، موضحا أن ذلك الطراز من الطائرات يتمتع بمدى بعيد يصل إلى 800 كيلومتر ويمكنها التحليق لمدة ست ساعات متصلة.
ويضيف المقال أنه في الوقت الذي تتهم فيه روسيا الجانب الأوكراني بالتورط في الهجوم على موسكو، تنفي كييف أي صلة لها بالحادث، مشيرا إلى ما أعلنته وزارة الخارجية الروسية من أن روسيا تحتفظ لنفسها بحق الرد واتخاذ ما تراه من إجراءات عنيفة للرد على ما سمته "الهجوم الإرهابي" من جانب كييف على العاصمة الروسية.
ويشير المقال في الختام إلى تقديرات المحللين العسكريين الذين يرون أن هجوم موسكو يهدف إلى إلهاء الدفاعات الجوية الروسية عن خطوط المواجهة الأمامية بهدف حماية المنشآت المدنية داخل روسيا بما يتيح الفرصة للقوات الأوكرانية لتوجيه الضربة العسكرية المضادة التي طالما أعلنت كييف عن اعتزامها القيام بها لاسترداد الأراضي التي بسطت روسيا السيطرة عليها منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا العام الماضي.