مؤتمر يناقش دور رجال الدين فى الحفاظ على البيئة..رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: المعالجة تتطلب جهودا مشتركة ..أمين مجمع البحوث الإسلامية: عمارة الكون والحفاظ عليه فريضة دينية….منسق بيت العائلة المصرية: دورنا توعوى فى المقام الأول
إيماننا بدور المؤسسة الدينية الوطنية؛ كان على عاتق الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في مصر تم تنظيم مؤتمر للقادة الدينيين للحفاظ على البيئة، ضمن الفعاليات التي تقوم بها الكنيسة، وتتماشي مع جهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في دعم قضايا تغير المناخ، ودورها مع المجتمع الدولي في مواجهة التحديات المرتبطة بظاهرة التغير المناخي.
انطلاقا من هذا الدور؛ افتتح الدكتور سامى فوزى، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، مؤتمر دور القادة الدينيين في الحفاظ على البيئة، بكلمة رحب فيها بالجميع، وبممثلين عن وزارة البيئة والأزهر وبيت العائلة المصرية، قائلا: نحن نناقش موضوعا هاما فى عالمنا المعاصر؛ إذ نقابل تحدى يواجهنا جميعا، حيث تتضمن مشاكل تغير المناخ تلوث المياه والهواء إضافة للجفاف ونقص المياه العذبة، والفيضانات بما في ذلك من تأثير على الزراعة.
وأضاف «فوزى»: إن المعالجة تتطلب جهودا مشتركة من رجال الدين، للحد من التلوث وتشجيع الوعى البيئى والتعامل مع الطاقة المتجددة بجدية لتحسين الأوضاع، إذ يشهد الطقس حاليًا ونمط الأمطار تغيرًا ملحوظًا، فالمشكلة صارت قريبة وتهدد كل شئ من حولنا.
واستطرد رئيس الأساقفة: لقد أفسد الإنسان البيئة عن جهل أو عن عمد فالنتيجة واحدة لذلك أصبح موقف الدين مهما جدا من خلال زيادة الوعى فى المساجد والكنائس والتذكير بأن البيئة هى عطية من الله وبشكل عام يلعب القادة الدينيون دورا فعالا فى الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتابع يعتبر الوعى والتعليم وعقد مؤتمرات من أهم الوسائل التوعوية للحفاظ على البيئة بالإضافة للتأمين على المشاركة المجتمعية والتعاون مع منظمات حكومية وغير الحكومية.
واختتم رئيس الأساقفة كلمته قائلا: كل ما خلقه الله حسن جدا إذ وكل الله الإنسان لاستخدام البيئة استخداما جيدا فلا تلوثوا الأرض، فكل البيئة تسبح الله وهى قيم مشتركة لدى الإسلام والمسيحية وما زال الطريق أمامنا طويلا ولكن نثق فى أن دورنا فعال فى المجتمع.
الخليقة تصرخ من فساد البيئة
في السياق نفسه؛ قال الدكتور منير حنا، رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الشرفى ومدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة: لقد خلق الله الإنسان وأوكل له عمارة الأرض والحفاظ على الخليقة الجميلة، ولكن فشل الإنسان فى هذه الأمانة التي أوكلت إليه ولم يصنها ولذلك الخليقة الآن تئن وتصرخ، وذلك يأتي في أشكال متنوعة.
واعتبر رئيس الأساقفة الشرفي أن المشكلات البيئية تتمثل في الزلازل وتغير المناخ والسيول والمجاعات والجفاف، مضيفًا نحن نجتمع لكي نعرف أخطاءنا في عدم الحفاظ على البيئة وكيف نعود ونعتني بالخليقة التى أعطاها لنا الله.
رءوف سعد : أمن الإنسان أصبح معرضا للخطر
الأمن الغذائى معرض للخطر
كما قال السفير رءوف سعد، مستشار وزارة البيئة وعضو مجلس أمناء المركز المسيحى الإسلامى للتفاهم والشراكة، إن أمن الإنسان مثل الماء والغذاء والطاقة أصبح معرضا للخطر لذلك التعامل معها مهم جدًا، فالطبيعة غاضبة والتحديات التى نواجهها والمتعلقة بالقضايا الحياتية للإنسان باتت مهددة بفقدان السيطرة على الأرض.
واعتبر «سعد»، أن تغير المناخ قد ساهم فى إفراز اللاجئ البيئى، إما نتيجة للنزاعات أو تدهور واضطراب المناخ، بالإضافة للهجرة غير الشرعية نتيجة الجرائم البيئية والجور على الطبيعة.
واختتم كلمته قائلا: الإنسان مهما أخطأ لا يجب وضع كل الأسباب عليه وإنما جزء كبير منها هو التقدم الصناعى فهو سبب رئيسي للتلوث، لذلك لا تتوقف المهمة اليوم لهذا المؤتمر وإنما نحتاج ورش عمل للتطوير بالإشراف من رجال الدين ووضع مفاهيم مشتركة للحفاظ على البيئة.
نظير عياد : عمارة الكون فريضة دينية
عمارة الكون فريضة دينية
بينما قال الدكتور نظير عياد، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: خلق الله الإنسان لعمارة الكون وهي فريضة دينية، لذلك يشعر الإنسان بمزيد من الحزن والأسى عندما ينظر من حوله فيجد هذا الاختلال في عناصر الكون.
وأضاف «عياد»: الإنسان يقف حائرًا عاجزا عما آلت إليه البيئة، والذى أدى إلى كثير من الدمار، فتلاشى كثير من البيئة كاختفاء البحار وجفاف الأنهار فى مشهد مخيف يشعرك وكأنك على مشارف انتهاء العالم.
واستكمل بقوله: رغم هذه الكوارث إلا أن الأمل ما زال موجودًا، فنحن نلتقي هنا اليوم لبيان موقف رجال الدين، وعلماء الإسلام لديهم إرث ديني يمكنهم من المشاركة الفعالة في الحفاظ على البيئة والتعامل الرشيد معها.
واختتم «عياد» كلمته موجها توصياته للحضور،: لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة، ودعونا نترك أرضًا صالحة لأولادنا ونحمى الأرض التى نعيش عليها.
الحق فى الحياة دون تلوث
فيما قال الأنبا أرميا، أمين عام بيت العائلة المصرية ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، إن الاهتمام بمشكلة التغير المناخي أصبحت بصدد الأنشطة البشرية المهمة الآن، إذ يعتبر قطع الغابات والشجيرات واللجوء الى مدافن القمامة يتسببون في تلوث البيئة، فتغير المناخ له عواقب كثيرة مثل التلوث وندرة المياه حيث أدى ذلك إلى عواقب ومشاكل كثيرة بالإضافة لقلة الغذاء وندرته بسبب قلة المياه.
وأضاف الأنبا أرميا يوجد الآن لاجئين بسبب تغير المناخ من بلد لبلد بسبب الضرر الاجتماعي والتنموي الذى يحدث في بلادهم، معلقًا: كل إنسان له حق الحياة دون تلوث فلا يمكن للمرء أن يتصرف دون مراعاة للآخرين فكلنا بشرية واحدة ودورنا أن نحافظ على البيئة معًا كأفراد للعائلة البشرية.
واختتم الأنبا أرميا كلمته قائلا: يحتاج الحفاظ على البيئة للتنسيق بين الدول النامية والدول المتقدمة دون تقاعس لأنه سيكلفنا كثيرا فالتوسع في الغابات أمر مهم وتقوية التعليم البيئي بالإضافة لتكاتف رجال الدين من أجل بناء مجتمع صديق للبيئة فى محاولة لإنقاذ المشاكل البيئية الكبرى إذ لنا واجب أخلاقي تجاه المجتمع.
دور توعوى فى المقام الأول
بينما قال الشيخ أبو زيد الأمير، منسق عام بيت العائلة المصرية، ان هذا المؤتمر يصب في المصلحة العامة فإننا أمام قضية فى غاية الأهمية فهى خطر داهم على البشرية جميعها، لذلك يعتبر دور رجال الدين دور توعوي في المقام الأول ويؤكد على أهمية الحفاظ على البيئة.
وأضاف «الأمير»، نحن نطالب بتشريعات للحفاظ على البيئة مما يؤدى على تخفيف الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ، لذلك إن دور علماء الدين في توحيد الجهود بين جميع قيادات الدولة لمواجهة التحديات التى نواجهها فى التناغم مع الطبيعة وتوجيه أبحاثنا وعلمنا للحفاظ على البيئة، تسببت في أضرار اجتماعية واقتصادية هائلة، كما تسببت الأعاصير فى تدمير المنازل والخسائر الجمة ولذلك يجب أن نلتفت جميعا للدور التوعوي الذي يجب على رجال الدين العمل عليه.
سلوك المجتمع وقضايا البيئة
بينما قال المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الأسبق، إن سلوك المجتمع هو الذي يحدد ما نصل له فى قضايا المناخ فالبيئة في اللغة هي الحال والمنزل ودورنا حاليا أن نعمر الأرض ونحسن إليها ونثمر فيها، مضيفًا: إن دور رجال الدين يعتبر عنصر هام لتوصيل الرسالة للمجتمع خاصة في الأقاليم.
كما ألقى الدكتور جرجس صالح الأمين العام السابق لمجلس كنائس الشرق الأوسط وعضو مجلس المركز المسيحى الإسلامى كلمة قال فيها: حين تُقطع الأشجار كأن إنسان قتل إنسان ويستطيع أيضُا الإنسان أن يفعل أمورا كثيرة للحفاظ على البيئة، مضيفُا: لقد كان للكنيسة القبطية الأرثوذكسية دور كبير فى نشر الوعى البيئى من خلال تعليم طلاب اللاهوت كيفية الحفاظ على البيئة والاهتمام برفع وعي الشباب.
بالإضافة لكلمة ألقاها الأب رفيق جريش، عضو مجلس المركز المسيحى الإسلامى قائلا: أزمة المناخ تسببت في أضرار اجتماعية واقتصادية هائلة، كما تسببت الأعاصير فى تدمير المنازل والخسائر الجمة، لذلك يجب أن نلتفت جميعا للدور التوعوي الذي يجب على رجال الدين العمل عليه.