اعتادت المناطق الواقعة على الحدود بين صربيا وكوسوفو على توترات من وقت لأخر بين الجانبين، والتي كان أخرها الاشتباكات التي وقعت بين سكان الصرب والشرطة الكوسوفية في بلديات تابعة لصربيا، على إثر منع السكان الصربيين رؤساء البلديات من أصل ألباني تولي مناصبهم، حيث عارض سكان صربيا تولي أي مسؤول من أصل ألباني لمناطقهم.
وتسبب ذلك في صدامات بين سكان الصرب وشرطة كوسوفو، خاصة وأن كوسوفو ترفض الاعتراف بإقليم صربيا كإقليم منفصل عنها، ما أدى إلى أن أعلنت صربيا حالة التأهب القصوى وتمركزت قوات عسكرية على الحدود مع كوسوفو.
وتزايدت حدة التوترات في ظل إعلان صربيا أنها تسعى لحماية الأقلية الصربية في إقليم كوسوفو، حيث أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش قواته العسكرية بإعلان حالة التأهب القصوى والتحرك تجاه الحدود مع كوسوفو تحسبًا لنشوب حرب شاملة بين الجانبين.
كما تبنى الرئيس الصربي خطة تعزيز القدرات العسكرية الصربية، خلال اجتماعه بلجنة الأمن القومي في بلاده، مطالبًا قواته العسكرية بالتأهب العسكري حتى إشعار أخر.
ويخشى حلف شمال الأطلسي "الناتو" من تصاعد موجات الصدام بين الجانبين وفتح جبهة جديدة في البلقان، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، إذ دعا الأطراف إلى تخفيف حدة التوترات التي نجمت عن دخول الشرطة الكوسوفية إلى صربيا عنوة وتصعيد رؤساء للبلديات الصربية في المناطق العرقية، وهو ما تسبب في زيادة حدة التوتر بين الجانبين.
الناطقة باسم حلف الناتو أوانا لونجيسكو، من جانبها أكدت خلال تغريدة لها على صفحتها الشخصية على "تويتر" أن البلدين عليهما أن ينتهجا دبلوماسية الحوار، حيث حثت كوسوفو على التهدئة ودعت الجميع إلى ضبط النفس والتزام سياسة الحوار لحل الأمور العالقة بين البلدين.
وأضافت أن قوات حفظ السلام التي يقودها حلف الناتو ستظل متيقظة في مناطق الصراع، وهي قوات يبلغ عددها 3800 جندي.