الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

ذبحوه غدرًا.. كواليس مقتل «زياد» على يد شقيقين بالمنيرة الغربية بسبب كلب

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


دائمًا ما تتصدر الأماكن الشعبية المكتظة بالسكان المشهد فى المشاجرات والجرائم، وهناك بعض المشكلات لا تنتهى سوى بمقتل أحد الطرفين وسجن الآخر، هذا ما حدث فى إحدي المناطق المزدحمة بالسكان بمنطقة المنيرة الغربية بالجيزة.
وشهدت المنطقة جريمة حملت فى طياتها كل معانى الخسة والندالة والغدر والتى راح ضحيتها شاب يعمل ميكانيكى سيارات على يد شقيقين بسبب خلافات سابقة ومحاولات المجنى عليه للوصول معهما إلى حل لتلك الخلافات، واتفاق الطرفين على تقديم المجنى عليه خروفًا وذبحه كدية ليفدى نفسه وأسرته من المشاكل وإنهاء الخلاف القديم، ولكن طالته يد الغدر وذبحه الشقيقان بدلًا من الخروف انتقاما منه وردا للمشاجرة القديمة.
قبل حوالى ٣ أسابيع من الآن خرج طفل يدعو «فهمى. أ. ف» ١٥ سنة، رفقته كلب يلهو به أمام منزله، ولكن الأمر لم يعجب صاحب محل المنظفات المدعو «حمدى. م» الرجل الذى قارب الستين من عمره، ونشبت بينه وبين الطفل مشادة بسبب الكلب وتعدى الرجل على الطفل ضربًا بالأيدى، ذهب الطفل يبكى لشقيقه «زياد» الذى يكبره بحوالى ٦ أعوام فقط ويبلغه بما حدث له وتعدى «حمدى» مالك محل المنظفات وضربه له.
خرج الشاب «زياد» الذى يعمل ميكانيكيًا بمدينة السادس من أكتوبر ويعود كل أسبوع إلى منزل ذويه بمنطقة المنيرة شمال محافظة الجيزة، قاصدًا مالك محل المنظفات، وما أن أبصره حتى نشبت بينهما مشادة كلامية وسب وقذف تطورت إلى مشاجرة، قام خلالها الشاب بإصابة الرجل بسلاح أبيض فى وجهه وتم نقله إلى المستشفى وتم علاج الجرح بغرزتين، وألقت الأجهزة الأمنية حينها القبض على «زياد»، وتم فيما بعد خروجه عقب التصالح بين الطرفين.
منذ ذلك الحين تحولت حياة الأسرة إلى تعاسة وحزن وخوف من انتظار انتقام ذلك الرجل الذى رفض مرارًا وتكرارًا التفريط فى حقه والتوعد بإلحاق الأذى بذلك الشاب، تدخل كبار المنطقة للحل حتى توصلوا إلى أن يقدم «زياد» خروفًا ويذبحه كدية له على فعلته التى اقترفها فى حق مالك محل المنظفات، وتم الاتفاق على ذلك مطلع الشهر المقبل حتى يتسنى للشاب جمع الأموال التى يشترى بها الخروف.
لم ينس الرجل أو يسامح ولكن حديثه كله كان كما يقال فى الأمثلة «فض مجالس» وبداخله عقد العزم وبيت النية على إصابة الشاب كما فعل به بل وأكثر من ذلك، وجمع شقيقه وأعدا العدة وفور رؤية الشاب باغتاه من الخلف وانهالا عليه بالأسلحة البيضاء طعنًا، وعندما حضر والد الشاب وتدخل للدفاع عنه نال نصيبه أيضًا من التعدى عليه وإحداث إصابات به.
وسط مشهد مرعب من الأهالى وخُذلان غير معتاد عليه من قاطنى تلك المناطق الشعبية، ولكن خوفًا من بطش الشقيقين لم يتدخل أحد للدفاع عن الشاب الذى رقد دون حراك وسط بقعة دم كبيرة تحاوطه.
تجمع أهلية الشاب وحملوه ووالده إلى أقرب مستشفى ليتبين إصابة الأب بجروح سطحية بعدد ١٣ غرزة، فى حين لفظ الشاب «زياد» أنفاسه الأخيرة متأثرًا بإصابته أثناء محاولات إسعافه نتيجة إصابته بأكثر من ٥٠ غرزة فى الظهر والضلوع والرأس وقطع فى وريد الفخذ الأيمن وطعنة نافذة بمنطقة القلب وجرى إبلاغ قسم الشرطة.
تفاصيل تلك الواقعة المأساوية كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة المنيرة الغربية بمديرية أمن الجيزة بدأت بتلقى المقدم أحمد عصام عبدالباقى رئيس وحدة المباحث إشارة من المستشفى تفيد باستقبال «زياد. أ. ف» ٢١ سنة، ميكانيكى سيارات، مصاب بجروح قطعية ونافذة ولقى مصرعه خلال محاولات إسعافه، والده مصاب بجروح متفرقة فى الرأس والجسد وادعاء تعدى آخرين ومقيمين بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين نشوب مشاجرة بين المتوفى والمصاب طرف أول، شقيقين طرف ثان بسبب خلافات سابقة، وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن مسبق من النيابة العامة أمكن ضبط المتهمين واقتيادهما إلى ديوان القسم وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وبالعرض على النيابة العامة بشمال الجيزة أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليه وإعداد تقرير وافٍ عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحة له وتسليم الجثمان لذويه واستكمال مراسم الدفن كما طلبت التقرير الطبى لوالده المصاب والاستماع لأقوال أسرة المجنى عليه وشهود العيان على الواقعة.
كما أمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات المراقبة المحيطة بمسرح الجريمة لفحصها، كما واجهت النيابة المتهمين بما أسفرت عنه التحريات والضبط أقرا بارتكاب الجريمة على النحو المشار إليه وعليه أمرت النيابة العامة بشمال الجيزة بحبس المتهمين ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات وجدد قاضى المعارضات حبسهما ١٥ يوما.
كما اصطحب فريق من النيابة العامة المتهمين إلى مسرح الجريمة لإجراء معاينة تصويرية وتمثيل جريمتهما كما طلبت النيابة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة ولا تزال التحقيقات مستمرة.