قررت الصين، إرسال للمرة الأولى في تاريخها رائد فضاء مدنياً في مهمة مأهولة إلى محطة تيانغونغ، ما يشكل مرحلة جديدة في مواصلة طموحاتها لاستكشاف الفضاء، غدا الثلاثاء، وهو رائد الفضاء غي هايشو أستاذ في جامعة علوم الجو والفضاء، وحتى الآن، كان جميع رواد الفضاء الصينيين الذين انطلقوا في رحلة إلى الفضاء ينتمون إلى الجيش الصيني.
وأوضح لين شيكيانغ، الناطق باسم الوكالة الصينية للرحلات الفضائية المأهولة الناطق أن غي "سيكون مسؤولاً بشكل أساسي في المدار عن إدارة الشحنات" المخصصة للتجارب في علم الفضاء.
وسيعمل رائد الفضاء المدني في المدار إلى جانب قائد مهمة شنجو-16 جينغ هايبنغ ورائد الفضاء جو يانجو.
وسينطلق الطاقم من قاعدة جيوغوان في شمال غربي الصين الثلاثاء عند الساعة 09:31 بالتوقيت المحلي (الساعة 01:31 بتوقيت جرينتش).
وتكثر المشاريع المنضوية ضمن "حلم الفضاء" الصيني في ظل حكم الرئيس شي جيبينغ.
ويستثمر هذا البلد الآسيوي الكبير منذ عقود مليارات الدولارات في برنامجه الفضائي الذي يديره الجيش، ما سمح له بتعويض جزء كبير من تخلفه عن الأميركيين والروس في هذا المجال.
يذكر أن الصين أرسلت أول رائد فضاء في العام 2003 وباتت المحطة الفضائية تيانغونغ (القصر السماوي) تعمل بكامل طاقتها منذ نهاية العام 2022. وفي 2019، حطت مركبة صينية على الجانب المظلم من القمر. وفي 2021 أرسلت الصين روبوتاً صغيراً إلى سطح المريخ. وتنوي إرسال أول طاقم باتجاه القمر بحلول 2029.
والمحطة الفضائية الصينية مجهزة بمعدات علمية متطورة ولا سيما "أول نظام ساعة ذرية باردة" مخصصة للفضاء.
ومن المتوقع أن تسبح تيانغونغ في الفضاء على مدار أرضي متدني العلو على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومتراً مدة عقد على الأقل للسماح للصين بالمحافظة على وجود بشري على المدى الطويل في الفضاء.
وسترسل الصين طواقم بشكل دائم لضمان استمرار الوجود البشري في المختبر المداري هذا وستجري تجارب علمية وتختبر تكنولوجيات جديدة.
ولا تنوي بكين استخدام المحطة لأغراض التعاون مع دول أخرى، كما الحال مع محطة الفضاء الدولية، لكنها تؤكد أنها منفتحة على تعاون لم تحدد مداه.
يذكر أن الصين استُبعدت من محطة الفضاء الدولية في 2011 عندما منعت واشنطن وكالة الفضاء الأميركية من أي تعاون مع بكين.