أعلن عبدالحميد الخراساني ناصر بدري، أحد مسئولي طالبان ومحافظ منطقة أحمد آبا في ولاية باكتيا، أن حركته مستعدة لغزو طهران إذا لم تحترم حقوق أفغانستان في نهر هلمند، الذي يشكل مصدرا رئيسيا للمياه في جنوب غرب البلاد.
وقال الخراساني، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام تابعة لطالبان، إن إيران تستخدم المياه بشكل جائر وتحول دون وصولها إلى المزارعين الأفغان، مما يؤدي إلى تدهور الوضع الزراعي والإنساني في المناطق الحدودية.
وأضاف أن طالبان لديها قوات كافية لمواجهة إيران عسكريا وأنها لن تسمح بأي تدخل في شئون أفغانستان من جانب دول الجوار.
وتأتي هذه التصريحات بعد تبادل إطلاق نار كثيف بين قوات طالبان والحرس الثوري الإيراني على الحدود بين البلدين يوم السبت، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حذر طالبان في وقت سابق من هذا الشهر من عدم انتهاك حقوق إيران في نهر هلمند، مشيرا إلى أن إيران تعاني من مشكلة الجفاف منذ 30 عاما وأن 97 في المئة من أراضيها تواجه مستوى ما من الجفاف.
وكانت طالبان قد التقت بمبعوث إيراني لأفغانستان لبحث قضية حقوق المياه، وأكدت أن المشكلات بين البلدين ستحل بشكل أفضل من خلال الحوار.
أزمة المياه بين إيران وأفغانستان: تاريخ طويل من النزاع والتعاون
تعد قضية المياه بين إيران وأفغانستان من أقدم النزاعات الثنائية بين البلدين، حيث تمتد جذورها إلى القرن التاسع عشر عندما كانت أفغانستان تحت السيطرة البريطانية. وقد رسم ضابط بريطاني الحدود بين إيران وأفغانستان على طول الفرع الرئيسي لنهر هلمند، مما أدى إلى انفصال هرات عن إيران.
ويعتبر نهر هلمند أطول نهر في أفغانستان، وينبع من سفوح جبال هندوكوش غرب كابول، ويجري في اتجاه جنوب غربي عبر مناطق صحراوية لمسافة تقارب 1100 كيلومتر قبل أن يصب في بحيرة هامون على الحدود مع إيران، التي تقع فيها الجزء الأكبر من البحيرة.
وتعتبر بحيرة هامون أكبر بحيرة مائية في إيران ولها أهمية كبيرة للبيئة والاقتصاد المحلي. وتقع محافظة سيستان وبلوشستان على الحدود الأفغانية وهي من أفقر المحافظات في إيران. وتعاني المنطقة من نقص المياه نتيجة للجفاف المستمر والإدارة السيئة للمياه الزراعية. وبحسب البرلمان الإيراني، فإن 25 إلى 30 في المئة من السكان قد غادروا المنطقة خلال العقدين الماضيين بسبب شح المياه وانتقلوا إلى ضواحي المدن في مناطق أخرى.
وفي عام 1973، وقعت إيران وأفغانستان معاهدة حول تقاسم موارد المياه، لكنها لم تُصَدَّق، وظل تدفق المياه من النهر نقطة خلاف حامية بينهما منذ ذلك الحين.
ومع صعود طالبان إلى السلطة في أغسطس 2021، اتهمت إيران أفغانستان بخرق حقوقها في المياه، مشيرة إلى أن تدفق الماء من نهر هلمند إلى إيران أصبح أقل بكثير من الكمية المتفق عليها في معاهدة 1973. وأرجعت إيران ذلك إلى بناء سد كمال خان على نهر هلمند على الحدود مع إيران. وأكدت طالبان نفي هذا التهمة.
وفي شهر مارس من هذا العام، افتتح سد كمال خان بعد فترة طويلة من الإنشاء. وقالت طهران إن السد سيؤدي إلى انخفاض كبير في تدفق نهر هلمند.
ولكن منذ تولي طالبان السلطة، بدأ المزيد من الماء يجري إلى إيران، بحسب وسائل إعلام إيرانية محلية. وذكرت أن طالبان فتحت مخارج إضافية في سد كمال خان، لكن لم يؤكده رسميًا أحد من جانب طهران أو كابول
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد حذَّر طالبان في وقت سابق من هذا الشهر من عدم انتهاك شروط معاهدة 1973 بشأن الماء.