في ظل استمرار القتال والنهب والأزمة الإنسانية في السودان، أطلق ناشطون حملة شعبية تحت عنوان «على النوتة» لمساعدة المحتاجين من سكان الخرطوم والذين يعانون من شح السيولة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وتهدف الحملة إلى حث أصحاب البقالات والمخابز والمحلات التجارية على منح الزبائن احتياجاتهم اليومية بدون دفع فوري، بل على أساس دين يسدد لاحقًا بعد تحسن الأوضاع.
وقال أحد المشاركين في الحملة، والذي عرف نفسه باسم «أبوحلا»، إن هذه المبادرة تأتي من باب التضامن والتكافل مع المتضررين من الحرب والتي أدت إلى تدمير مصانع وأسواق وخطوط إمداد، وإلى تأخر صرف الرواتب وإغلاق المصارف.
وأضاف أن الحملة تستهدف خصوصًا الأسر الفقيرة والأطفال والمرضى وكبار السن، الذين لا يستطيعون تأمين قوتهم في ظل غلاء المعيشة.
وأشاد عدد من المستفيدين بالدور الإنساني للتجار، الذين استجابوا للدعوة وقدموا ما في استطاعتهم لإغاثة المحتاجين.
وقالت آمنة صالح، في تصريحات صحفية، إنها استطاعت شراء بعض المواد الغذائية «على النوتة» من بقال قريب من منزلها، بعدما رفض منحها قرضًا نقديًا، مُشيرًا إلى أنها تأمل في أن سداد ديونها قريبًا.
ولكن رغم حسن نية التجار، فإن المبادرة لا تزال محدودة في نطاقها وفعاليتها، فالكثير من المحلات التجارية أغلقت أبوابها بسبب نقص التوريدات وخشية السرقة، وبعض التجار يجدون صعوبة في مواصلة عملهم في ظل ارتفاع كبير في تكاليف التشغيل وانخفاض كبير في قدرة الشراء.
وأشاد الكثير من السودانيين بأحد أصحاب المحال في مدينة شمبات، ويدعى الإمام التجاني الصديق أحمد، وهو تاجر يملك متجرًا كبيرًا.
وأضافوا عبر صفحاتهم، أنه طوال فترة الحرب كان الإمام هو المتجر الوحيد في الحي الذي يمكن أن يلبي احتياجات الناس، ولم يستغل وضعهم وحافظ على أسعاره عادلة ومعقولة.
ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر 2021 حالة من الاضطراب والاحتقان السياسي والأمني، بعد تقلبات في نظام الحكم، وتصاعدت حدة التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة في عدة مناطق، خصوصا في دارفور، وخلفت مئات القتلى والجرحى والنازحين.
وتعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، تتمثل في نقص حاد في المواد الأساسية والوقود والكهرباء، وارتفاع جنوني في أسعار السلع، وشح في السيولة والعملة الأجنبية. وتندلع احتجاجات على الأوضاع الاقتصادية من حين لآخر.