الجمعة 01 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بالعربي

Le Dialogue بالعربي

بيير رحوففي حوار لـ«لو ديالوج»: أمريكا – بايدن رحلة السقوط إلى الجحيم.. أوباما كان محاطا بمستشارين ينتمون للإخوان المسلمين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انقسام الأمريكيين يتزايد بشكل واضح خاصة فيما يتعلق بالمسائل الأساسية لتطور مجتمعهم

عائلة بوش تغذت على النفط ومسئولة عن عشرات الآلاف من القتلى فى العراق قبل الغزو الثانى للولايات المتحدة فى أفغانستان

مضمون هذا الحوار الذى أجراه الكاتب الصحفى الكبير ألكسندر ديل فال، هو تشريح واضح للسلطة وأعوانها فى الولايات المتحدة الأمريكية، حسبما يقدمه الصحفى والمخرج والروائى بيير رحوف، والذى عاش لفترة طويلة فى تلك الدولة.
وبيير رحوف روائى ومراسل ومخرج فيديو فرنسى وقام بعمل أفلام وثائقية تصف الصراع العربى الإسرائيلى وإرهاب حماس والقاعدة وإيران الملالى أو غيرهم، كما قام بتغطية العديد من الحروب وتنقل بين فرنسا والولايات المتحدة وقام بعمل حوارات فى العديد من وسائل الإعلام فى البلدين وبلاد أخرى.
 

لو ديالوج: لقد عشت لسنوات عديدة فى الولايات المتحدة وتابعت الفترة التى سبقت صعود ترامب.. هل تعتقد أنه يستطيع العودة إلى السلطة أم ترى أن خلافه مع دى سانتيس قد يفيد بايدن؟
عشت فى الولايات المتحدة خلال فترتين وفى مكانين مختلفين تماما.. فى لوس أنجلوس فى الثمانينيات، وكانت فترة ازدهار كبير فى عهد الرئيس رونالد ريجان، وفى نيويورك بين عامى ٢٠٠٨ و٢٠١٢، تحديدا وسط أزمة «الرهن العقارى الثانوي»، وانهيار سوق الأسهم الذى حدث بسبب تسهيلات غير مسئولة فيما يتعلق بملكية العقارات وكان ذلك فى عهد كلينتون.
فى هذه الآونة اتجه كلينتون نحو اليسار وهذا الاتجاه أصبح أكثر وضوحا بعد ذلك فى عقيدة أوباما. فى الحقيقة، لطالما ارتبطت عظمة أمريكا بمفهومين أساسيين: حرية الاقتصاد وحرية التعبير، وبعدما تولى أوباما السلطة شرع فى مراجعة هذه المفاهيم حالما بتطبيق مبدأه اليوتوبى لعالم المساواة الذى أراد أن يتم تطبيقه فى كل أرجاء الولايات المتحدة.
لكن الحرية والمساواة، فى الجوهر، لا يختلطان وفى هذا السياق ولد «حزب الشاي»، حركة تحررية، تعارض بشكل أساسى النمو المتسارع للإنفاق الحكومى وسيطرة الدولة على حياة المواطنين، وكان فوز الرئيس ترامب بمثابة ضربة قوية لـ«عش النمل» الديمقراطى الذى منذ ذلك الحين، كان له هدف واحد فقط ألا وهو شيطنة هذا الشخص خاصة أنه لم يكن بحاجة إلى الدخول في مستنقع «الفساد الراكد» فى واشنطن ليصبح ثريا، لأنه كان بالفعل ثريا للغاية قبل أن يصل إلى السلطة العليا.
وكان ترامب بمثابة كابوسهم المطلق لأن منصبه أتاح له الوصول إلى الكثير من المعلومات التى يمكن أن تعرضهم للخطر، وكانت لديه القدرة على تحقيق العدالة فى مواجهتهم! ومع ذلك، فقد افتقر إلى الإرادة القوية التى تمكنه من حسم معركته مع الخصم السياسى؛ لذلك وجد نفسه فى موقف دفاعى طوال فترة ولايته، خاصة مع جميع وسائل الإعلام تقريبا التى كانت ضده تماما عندما بدأ تنظيف المستنقع كما وعد وشمل ذلك إجراءات قانونية ضد هيلارى كلينتون وضد مجموعة بايدن، وكلها مرتبطة بأوباما، نخبة فاسدة مصممة على تطبيق نوع معين من النموذج، وهو ما أضعفها بالفعل بعد ذلك؛ لكن نموذجهم بعيد كل البعد عن أن يكون له أتباع فقط؛ فغالبية الأمريكيين لا يريدون دفع ٧ دولارات لجالون البنزين كما أنهم لا يريدون أن يرث أحفادهم دينا يستغرق أجيالا لسداده وأيضا لا يريدون تلك السياسة المعتمدة على "التحول البيئى" الذى وعدت به شركة AOC واليسار المتطرف، كما أنهم لا يريدون هجرة غير منضبطة أو حدودا مفتوحة.
ويقلقهم انعدام الأمن والاستقرار خاصة أنهم يرون أن هذا التوجه يحمل هجوما على حريتهم الأساسية. ونظرا للوضع الرهيب الذى جر فيه بايدن والديمقراطيون أمريكا والعالم الحر إليها منذ يناير ٢٠٢١، فلا يستبعد أن ينتخب ترامب مرة أخرى فى عام ٢٠٢٤، شريطة أن تكون هذه الانتخابات خاضعة للسيطرة ولا تفسح المجال أمام أى تلاعب.
وفى مثل هذا السياق، يبدو لى أن الخلافات الصغيرة بين ترامب ودى سانتيس مبالغ فيها قبل كل شيء من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، التى تتغذى على أدنى شيء أو أى قصة يمكن أن تنتقد الحزب الجمهورى.
 


لو ديالوج: كيف تتخيل السلام العالمى والسياسة الدولية منذ إعادة انتخاب بايدن؟
من المهم أولا وقبل كل شيء أن نلاحظ أن ترامب كان الرئيس الوحيد الذى فضل عدم دخول الولايات المتحدة فى أى صراع، وهو أيضا أحد المحركين الرئيسيين لاتفاقيات إبراهيم التى مكنت إسرائيل من الاقتراب من عدة دول عربية من أجل تحقيق السلام فى المنطقة، وعلى الجانب المقابل، يواصل بايدن والحزب الديمقراطى إرسال إشارات الضعف إلى الجميع وهو مسئول بشكل كبير عن الأزمة الحالية، والتى يمكن أن تؤدى إلى حرب نووية عالمية.
وبالفعل لا شك أن بوتين مهووس بالسلطة؛ لكنه يعرف أيضا كيف يظهر العقلانية، وعلى عكس بايدن، فإن بوتين يحتفظ بمكانة رئيس الدولة وكان يرى أن يظل الناتو بعيدا عن حدود روسيا، لكنه ما كان ليفعل ذلك ويقدم على الحرب إذا كان يشعر بغرب قوى قادر على التحدى.
كما تابعنا من قبل سياسة فك الارتباط عن أفغانستان التى بدأها ترامب وتسبب بايدن من خلال تلك السياسة فى كارثة سرعان كان لها آثارها. وبعد تلك السياسة، تكررت هجمات الصين على تايوان وتسارعت وتيرة تطوير الأسلحة النووية من قبل الملالى وبعد ذلك اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية.
وهنا نتحدث عن النموذج فلقد توقع العديد من المحللين ومنهم اليكسيس دو توكفيل أن تصبح الديمقراطية الأمريكية منارة للعالم الحر والضامنة لتطبيق القيم الأساسية، وبمجرد أن تظهر أمريكا نفسها ضعيفة، فإن الديكتاتوريين يفركون يديهم لتغيير ذلك؛ فجورج دبليو بوش، الذى لم يكن رئيسا عظيما - كان عليه أن يفهم أن هناك محورا للشر، حتى لو كان تعريفه صحيحا.
وفى الحقيقة، وعلى عكس رؤية ماركسية معينة للعالم يمكن حل المشاكل بين البشر عن طريق الاقتصاد، وقد نبه صموئيل هتينجتون إلى أهمية الهوية والعامل الثقافى الذى يشكل الحضارات وقد يتسبب فى صراعات بينها.
وبعد الكثير من الأخطاء الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، يرى المراقبون غير المنتمين إلى اليسار صعوبة فى توصيف بايدن باعتباره عرابا غير مسئول تتلاعب به الفصائل المتطرفة فى حزبه خاصة أن مجموعة مكتبه ومعاونيه تورطت فى الكثير من الخدع فى أوكرانيا والصين.. إضافة إلى أن وسائل الإعلام، التى يستحوذ الحزب الديمقراطى على معظمها، تواجه المزيد والمزيد من الصعوبات بعدما تم الإعلان عن محتويات جهاز كمبيوتر هانتر بايدن أو الدمية المكيافيلية التى تم وصف أوباما من خلالها، وهنا نلاحظ النظام العالمى الجديد على النحو المحدد من قبل كلاوس شواب وجورج سوروس وآخرين تم تعيينهم فى أماكن اقتصادية وسياسية حيوية.
لو ديالوج: هل كانت حرب روسيا وأوكرانيا حربا ضرورية للناتو؟
نادرا ما يقوم الحكام من أمثال بوتين بتقديم بيادقهم فى الحرب بالصدفة.. إنهم وحوش سياسية استوعبوا تماما القول المأثور المنسوب إلى أفلاطون أو فيجتيوس Si vis pacem para bellum إذا كنت تريد السلام، فاستعد للحرب.
الولايات المتحدة، من جانبها، هى القوة العسكرية الرائدة فى العالم إلى حد بعيد. ميزانيتها للدفاع تعادل ميزانية الدفاع لعشر دول.. لكنها ما زالت بحاجة إلى إرادة سياسية لتقديم نفسها من جديد للعالم وتعرض ترامب لانتقادات بسبب انعزاليته، ولكن هل يمكننا إلقاء اللوم على زعيم قوة عظمى لأنه يريد أن يضع بلده وشعبه فى المقدمة؟ يبدو لى أن أمريكا فى هذه المرحلة انغلقت على نفسها حتى وإن كانت مستعدة لتقديم القليل من التنازلات فى مواجهة التهديدات التى تتعرض لها، فهى تعرف بشكل أفضل كيف تجعل نفسها محترمة بدلا من أمة مشتتة ومتدخلة دائما ما تكون يدها ممدودة وعلى استعداد دائم لوقف ما تقدمه من عون ودعم للدول التى تتعامل معها، وكان كارتر مسئولا إلى حد كبير عن وصول الملالى إلى السلطة فى إيران وكلينتون جر أوروبا معه ضد صربيا وبشكل غير مباشر ضد روسيا بالفعل.
دعونا لا نتحدث عن عائلة بوش، التى تغذت على النفط منذ الوهلة الأولى، والمسئولة عن عشرات الآلاف من القتلى الأبرياء فى العراق قبل الغزو الثانى للولايات المتحدة فى أفغانستان.. أما أوباما الذى كان محاطا بمستشارين ينتمون للإخوان المسلمين، فانسحابه المتسرع من العراق، ودعمه للإسلامى المصرى من الإخوان المسلمين مرسى ضد السيسى، ومشاركته الحماسية فى الربيع العربى وأيضا تعزيز القوة الإيرانية تحت غطاء اتفاق سخيف من المفترض أن يمنع الملالى من الوصول إلى الأسلحة النووية، نتج عنه تعزيز داعش، وتوسع الجماعات الإرهابية التى تمولها طهران. وفى الحقيقة، سجلهم فى مجال السلام العالمى أبعد ما يكون عن المجد.
لوديالوج: منذ ظهور قضية «حياة السود» وظهور «حركة الووك» هناك توجه انتقامى وعنيف بشكل متزايد.. هل تعتقد أن المجتمع الأمريكى فى خطر الانغماس فى حرب أهلية؟
بدون الذهاب إلى حد تصور حرب أهلية فى الولايات المتحدة، يجب نعترف بأن انقسام الأمريكيين يتزايد بشكل واضح خاصة فيما يتعلق بالمسائل الأساسية لتطور مجتمعهم، ونحن نشهد الانجرافات التى تثير نوعا من اليأس بين أجيال جديدة مشبعة بالدعاية اليسارية، ورهينة من قبل مجموعات صغيرة انتقامية وعدمية، وهى بالفعل غير قادرة على قراءة المشهد بوضوح، وهناك جزء كبير من الشباب الأمريكى يجب أن يعلم نفسه كيفية بناء الذات وفى الحقيقة تعتبر الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام الرئيسية هى المسئولة إلى حد كبير فى ذلك الجرى نحو القاع.
ولا شك أن الديمقراطيين فهموا خلال فترة حكمهم طويلة الأمد أن المجتمع لا يمكن أن يبنى إلا على مشاركة أكبر كتلة ممكنة من البلهاء المفيدين حتى مع تزايد العنف بين أصحاب الووك والحركات الأخرى مثل «أنتيفا» ودائما ما يخطط الديمقراطيون المنتخبون لعرقلة الميزانيات المخصصة للشرطة، وبالتالى يهدد ذلك سلامة جميع المواطنين فى حين تظل هذه المجموعات الصغيرة الانتقامية أقلية.
وبالفعل التقسيم بالكلمات والأفكار بالطبع؛ لكننى أعتقد أن العنف سيبقى لفظيا لفترة طويلة، باستثناء الحوادث المحلية، حتى لو كان عددها يتزايد، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جزء كبير من اليسار التقدمى، «المعسكر الطيب» الشهير الذى يزين نفسه بكل الفضائل ويريد أن يفرض رقابة على أى فكرة تعارض فكرته باسم الحرية فى التعبير ولكن ذلك التيار لن يصل إلى مايريد ويعرف أعضاؤه ذلك.
لوديالوج ماذا عن باراك أوباما؟ هل صحيح أنه يواصل توجيه السلطة سرا وأن أتباعه موجودون فى كل مكان؟
بالطبع لا أعرف كل الأسرار ولكن أى مراقب - لم يتأثر بحملات التشويش التى تم شنها ضد ترامب- يمكن أن يلاحظ أن الرئيس الحالى قد عانى فى كثير من الأحيان من تكبيل يديه بواسطة أجهزة متعددة وتعرض للخيانة من جانب أكثر السياسيين الذين وثق بهم، ونلاحظ أن الفساد فى واشنطن فى كل مكان، فعلى مدار ٨ سنوات حكم فيها أوباما استطاع فيها وضع نظام كان ترامب محقا فى تسميته دولة عميقة. والسؤال الذى يطرح نفسه هو: ما الذى يمكن أن يفعله القائد العام لجميع فرق الجيش وتم إفساد معظمهم وعلى مستويات مختلفة؟ وتكشف ملفات تويتر - التى يمكن الرجوع إليها بسهولة منذ أن استحوذ إيلون ماسك على الشبكة الاجتماعية الأكثر استخداما للأغراض السياسية - عن عدد مروع من التواطؤات بين مكتب التحقيقات الفيدرالى ووكالة المخابرات المركزية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.
وفى الحقيقة، وزارة العدل والمسئولون يحاولون منع تداول أى معلومات تتعارض مع دوكسا الديمقراطية، وهنا نذكر عدة حوادث وقضايا منها الكشف عن محتوى كمبيوتر هانتر بايدن وإدارة أزمة فيروس كورونا، والالتزام بارتداء الأقنعة واللقاحات والغارة على مارألاجو ولجنة كافكايسك فى ٦ يناير والتى يتمثل هدفها الوحيد فى إدانة دونالد ترامب وبذلك لا يستطيع الترشح للرئاسة مرة أخرى، لكن القوة المطلقة لوسائل الإعلام مصحوبة بضغط الحكومة لم تكن كافية لمنع الجمهوريين من استعادة السلطة التشريعية من خلال الفوز بأغلبية فى الكونجرس والمحكمة العليا ومجلس النواب، الديموقراطيون أصبحوا محاصرين وباتت قوتهم محدودة.. دعونا ننتظر ونرى ما سيفعله ماك كارثى، الآن بعد أن حل محل نانسى بيلوسى القوية.