خلال 24 ساعة لفت انتباهي مشهدانِ مختلفانِ، مشهدان يستحِقَّان الإشادة، فقد وقف الفنان كريم عبدالعزيز بجوار صديقه الفنان ماجد الكدواني في فرح ابنه، وكان يرقص بطريقة غير عادية كأنه ابنه هو، والفرحة بادية على وجهه ممسكًا بـ"طبلة"، حاضنًا صديقه ماجد الكدواني، مرددًا: "الليلة ليلتنا يا حبيبى"؛ وكان من نتيجة هذا المشهد أن أشاد جمهور السوشيال ميديا بما حدث من الفنان كريم عبدالعزيز عن طريق بوستات إشادة، وأشعار وتغنِّي بما فعله.
من ناحية أخرى غنَّى القارئ ممدوح عامر في فرح أخيه، وهذا أمر لا غرابة فيه، ولا نستطيع إدانته؛ فهذا فرح أخيه، وهو لم يفعل خطأ، فعندما هُوجم هجومًا شديدًا، قال: إنه يتعامل مع نفسه على أنه شخص طبيعي جدًّا، كما أنه يحب التعامل بتلقائية وطبيعية، ولا يتعامل على أنه الشيخ ممدوح، قائلا: أنا قدام نفسي أقل الناس، وشخص طبيعي خالص، أحب التعامل بتلقائية.
وأضاف: أن الشخص الكفيف عادةً ما يكون أكثر عاطفية من غيره، ويتأثر بالمحيطين به من إيجابيات وسلبيات بصورة أكبر من الآخرين، مؤكدًا أنه يحب المزاح والضحك مع أصدقائه وإخوته، فأين الخطأ؟ ولماذا الهجوم على شخص يفرح بأخيه؟ هل أغضب الله سبحانه وتعالى؟ هل فعَل فاحشة ينبغي لنا أن نُحاسبه عليها؟.
فمن يُهاجمه إذن لا يَفْقَه كثيرًا ما يقول، فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها أيام مِنى، وعندها جاريتان تُغنِّيان وتَضرِبان بدُفَّين، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُسجى على وجهه الثوب- وفي رواية: مستتر بثوبه- لا يأمرهنَّ، ولا يناههنَّ، فنهرهنَّ -وفي رواية: فانتهرهما- أبوبكر، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه عن وجهه، فقال: "دعهن -وفي رواية: دعهما- يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد" [حديث صحيح، أخرجه البخاري ومسلم].
والدين يُسر لا عُسرَ، جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: "إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يشادَّ الدِّينُ إلاَّ غَلَبه فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، واسْتعِينُوا بِالْغدْوةِ والرَّوْحةِ وشَيْءٍ مِن الدُّلْجةِ". [رواه البخاري].
فدعونا نتعلم من الدِّين الذي دائمًا ما تُعلِّقون عليه الأخطاء، إنه فرَح أخيه وليس ابن صديقه، سيكون الرد: هذا فنان، وهذا قارئ للقرآن، لكن الفرحة من القلب لا تُفرِّق بين هذا وذاك، وفي اعتقادي أنه لم يُخطئ؛ فهو يُحافظ على الثوابت، لم يشرب خمرًا، أو يَسرِق، أو يزني، أو يقتل.