يعرف الناس القليل عن الكلدانيين، وغالبًا ما تقتصر هذه المعرفة على اعتقادنا أنهم أحد الشعوب العابرة التي سكنت أرضا فإن كلمة أورالكلدانيين الواردة في العهد القديم للكتاب المقدس باللغة العبرية التي كُتب بها، هي أور الكاسدين هي نفسها لايوجد فرق أور الكلدانيين،لاحظ عمود اللفظ في قاموس سترونغ الأغلبية الساحقة من المفكرين المنادين التسمية الأشورية ، يروجون أفكارا خاطئة عن الكلدانيين منها أن الكلدان هم فئة من الشعب الأشوري اشتهرت بالتنجيم وعلم الفلك ولكن الكلدان هم الأشوريون وقال المؤرخين إن مدينة أور عند ولادة أبينا إبراهيم لم يكن يُطلَقُ عليها اسم أور الكلدانيين، لأنهم ينسبون أصل الكلدان الى Kesed ابن ناحور شقيق إبراهيم وأنهم لم يكونوا قد نموا ليكونوا أُمّةً كبيرة وتصميم كلداني لـ أور الكلدانيين كما وَصَفَها الكتاب المُقدَّس أرض الكلدانيين مُنذ الميلاد جاء أقدم ذكر للكلدانيين في الحوليات الأشورية للملك “أشور ناصر بال” الثاني عام 8 83 م ، مما جعل بعض العلماء يظنون أن الكلدانيين دخلوا بابل في حوالي 000، الأرجح أنهم أقدم عهداً من ذلك والكنيسه الكلدانية الكاثوليكيه ، بالسريانية ܣܘܪܝܝܐ عيثا كَلدَيثا قاثوليقَيثا هي كنيسة تنتمي إلى المذهب الشرقي للكاثوليكية الذي يضم كنائس مستقلة من أصل شرقي والتي تحتفظ بشعائرها وتقاليدها ولكن تعترف بسلطة بابا روما ولمعرفة الكثير عن الطائفه الكلدانية التقت البوابه بطريرك الكلدان البطريرك الكاردينال لويس روفائيل. وإلى نص الحوار:
- ما هى طائفة الكلدان؟
أولا أنا بطريرك الكلدان الكاثوليك فنحن كنيسة كاثوليكة والكنيسة الكلدانية هى كنيسة المشرق سابقا انتشرت بالعراق وإيران وتركيا ووصلت الهند والصين وكانت بالقرون الوسطى 220 أبرشية وكنا 80 مليون كنيسة أى أن كل المنطقة مسيحية ونحن نسمى كلدانا منذ 1552 أى منذ 500 سنة تقريبا وفي طرف آخر للكنيسة ظل أشوري بالقرن سابقا يدعى كنيسة المشرق ناستورا متأثرين بالفكر اللاهوتى.
- هل فعلا أصل العراق الكلدان؟
طبعا لأن المملكة الكلدانية من الوسط الى الجنوب وهذه إمبراطورية معروفة وكان الأشوريون في الشمال حتى سقطت 612 قبل المسيح بينما إلى 222 ميلادية هى المنطقة البابلية وكل البلد مليئة بالأديرة والكنائس والمدارس إلى أن جاء المسلمون واستقبلهم المسيحيون لأنه كان يوجد ضغط من الفرس وروما وكانت في مملكة عربية هى الحيرة ويوجد العديد من القبور للبطاريك في الحيرة.
- كم عدد الكلدان بالعراق؟
لا توجد إحصائية دقيقة الآن لكن عندما سقط النظام كان يوجد مليون كلدانى عراقي نحن كنا مليونا ونصفا تقريبا وهاجر مليون بسبب الظروف.
-ما الدولة التى بها عدد كبير من الكلدان؟
-ما زالت العراق يوجد بها أكبر عدد من الكلدان وبعدها أمريكا ما يقارب 250 ألفا و70 ألفا في سان تيجو و50 ألفا في أستراليا.
-وماذا عن العلاقة مع المجتمع؟
يوجد تقبل أكثر للمسيحيين من السابق ونحن شكلنا لجنة مسيحية إسلامية للحوار واستطعنا أن يحتوى الخطاب التقليدى الذي يعزل المواطنين على أساس الدين وزيارة البابا لها دور كبير في خطاباته عن الأخوة في الإيمان وتقبلنا لبعضنا البعض وكل ذلك غير الشارع في العراق ومنذ 2021 حتى لا يوجد شيء ضد المسيحين.
-هل كان يوجد أى ضغائن أو تمييز في المعاملة؟
نعم كان يوجد تمييز عنصري دينى مسيحى وإلى اليوم يوجد في القوانين والمعاملات مع الدولة كمواطن من الدرجة الثانية مع أننا نحن أثرنا كثيرا على التغير والحفاظ على حقوقنا وأننا مواطنون ولا يجوز أن يوجد مواطن درجة أولى ودرجة ثانية والدولة هى شخصية معنوية هى دولة مدنية وصارت المرجعيات الشيعية تتبنى هذا الخطاب بأن الدولة مدنية.
-هل توجد مشكلة في قانون الأحوال الشخصية لديكم؟
هذه القوانين جاءت من زمن العثمانيين وقبلهم فهى تقليدية وخاصة موضوع الردة فالله خلقنا أحرارا والإنسان هو حر في اختيار دينه ويؤمن أو لا يؤمن وهذا الاختيار الحر هو ما يعطى قيمة للفرد٫ وبصراحة هذا لا بد أن يتغير فالمسيحى مثلا ترك دينه ليتزوج مسلمة فالأولاد القاصرين يصيروا مسلمين فهذا ظلم فهذه القوانين قديمة تخلق تمايزا وتفصل بين المواطنين فلا بد أن يكون هناك قانون واحد للأحوال الشخصية لكن أن الدولة تحدد دينك فهذا لا يجوز.
-فرانس 24 كتبت تقريرا عن أن بعض الكهنة ممكن أن يتقبلوا في الكنيسة الكاثوليكية فكرة أن يكون في مثلية جنسية وتسمح للآخرين بالتعايش معهم؟
لا يوجد هذا والكنيسة ترفض الممارسة الجنسية المثلية.
-الكنيسة الكاثوليكية سابقا كان لها قانون كنسي بأنه لا صلاة على المنتحر ولكن الآن أصبحت تجوز فهل تتخلى الكنيسة عن قوانينها؟
هناك ضغوطات كبيرة على الإنسان وحتى تحد الكنيسة من الحالات فحرمت الصلاة عليهم ولكننا نعرف في المسيحية الله محبة وفي الإسلام الرحمة فكيف نترك الأمر ، نحن نصلي عليهم فكثرة الحالات والأسباب كالفقر والمخدرات فالوضع تغير فالكنيسة لا بد أن تتغير وتساعدهم وتتجاوب مع هذه الحالات.
-صرح البابا فرانسيس بأن الكنيسة الكاثوليكية تعتذر عن الحروب الصليبية التى حدثت في وقت من الأوقات؟
دائما في التاريخ الكنيسة والأديان هناك نوع من التشويه
أو تسييس الأشياء وباسم الدين، فلا يوجد حرب مقدسة والحرب المقدسة لو ما يوجد دولة إنما اليوم يوجد جيش وشرطة هما مسئولان عن الحروب والحرب الصليبية سيست الأمور باسم الصليب فهى حرب إقطاعية واستعمار فالبابا لا يقبل أن الدين يستغل للحرب والعنف وهذا موقفه من الحرب الروسية الأوكرانية فالحرب دائما خطأ كبير.
-المرأة في الكنيسة الكاثوليكية تختلف عن الطوائف الأخري حتى أنها كرمتها لدرجة أنه يتم تناولها أثناء الحيض؟
إن الكتاب المقدس يرى الإنسان واحدا هو ذكر وأنثي فلا يوجد أحد فوق الآخر ويقول الكتاب المقدس خلقهم الله ذكر وأثنى على صورته ومثاله فصورة الله ومثاله هي الذكر والأنثى فقديما المرأة لا تخرج وتتحجب فيعقوب عندما ذهب يخطب رحيل وهى محجبة وخرجت أختها وما عرفها ورجع خطبها مرة أخرى.
فاليوم صارت المرأة قيادية رئيسة جمهورية ورئيسة وزراء فليس من المعقول أن أكثر نصف البشرية نساء والكنيسة أو البشرية تُحرم من مواهبها فالكنيسة عادت النظر وفتحت المجال للعمل بالكنيسة واليوم عندنا شماسات وترأس دائرات في الفاتيكان.
-هل يزعجك أن الكنيسة الأرثوذكية لا تقبل معمودية الكاثوليك؟
هذا خطأ لأنه حتى المسلم يستطيع أن يقوم بالتعميد فالمعمودية عملية إيمان فنحن نعترف بكل المعموديات.
-التحديات الموجودة الآن كيف تواجهها كالانتحار ومواقع التواصل الاجتماعى والمثلية الجنسية؟
نحن ننتبه كثيرا لهذه التغيرات الحديثة المتسارعة للثقافة الدينية ولا توجد أجوبة جائزة لكل زمان ومكان كالمثلية هو ولد غير مسئول عن طبيعته فنحن نقبله يأتى للصلاة فالمشكلة للذى يرتكب الخطأ فممكن أن يكون هو مثلي الجنسية ولا يرتكب الفعل ويمارسه فيقبل أن يقوم بالصلاة إنما عند التأكد من ممارسته للفعل فلا بد أن يعترف ويندم ويتوب وإذا لم يعترف فلا يصح له التناول.
-كيف ترى علاقة البابا فرنسيس بالدولة المصرية خاصة أنه زار مصر والعراق؟
توجد علاقات وصداقات مع الفاتيكان والأزهر واليوم يوجد انفتاح على الحوار الدينى.
كيف ترى مصر الآن بعد زيارته لها؟
الأزهر غير خطابه وصراحة ذلك يرجع للسيسي وجامعة الأزهر وصار انفتاحا وإعلاما فقبل 50 سنة كان لا توجد مجلة مسيحية وذلك عكس اليوم.
-ماذا تحتاج العراق لتصبح كمصر؟
أن تركز على الوطنية وترك الهوية الدينية فهى علاقة بين الفرد والله ويقال إن هناك مليون ملحد بالعراق وهؤلاء مقبلون لكن إذا أراد تغيير دينه للإسلام أو المسيحية فغير مقبول فهو مقبول يكون ملحدا ولكن غير مقبول يصير مسيحيا وهذا خطأ.
-هل تفاجأت بزياة البابا للسيستاني؟
لقد كنت معه وهو منفتح وتحدث عن الفساد واحترام الإنسان والديانات وليلة زيارة البابا هو كتب جملة كنوع من الفتوى نحن جزء منكم وأنتم جزء منا أى أننا إخوة كقول الإمام على أخوك في الدين أو نظير لك في الخلق.
-هل زيارة البابا للدول العربية تثمر عن أشياء يلمسها المواطن؟
نعم كثيرا فالبابا حول المسلمين من زياراته وعلاقاته وصداقاته وخطاباته الأفكار حيث كل ذلك يقرب بين الجميع.
-ما رأيك في وثيقة الإخوة الإنسانية هل هى كلمات على ورق؟
لا هذا واقع نحن إخوة بالخلق وبالدين وكبشر إخوة وكإيمان نؤمن بالله واحد لكن الدين أو القوانين والعبادات والطقوس تختلف لكننا إخوة في الإنسانية.
-الكنيسة الكاثوليكية هل هى غربية أم شرقية؟
شرقية كاثوليكية أولا ، لإن طقوسها شرقية ونحن نرتبط بالفاتيكان والبابا لأنه يمثل الخلافة الرسولية والفاتيكان يمثل قوة إنسانية فكرية حيث يمثل مليارا و600 ألف على مستوى العالم ولا توجد ضغوطات علينا.
-بماذا توجه من نصائح في الوقت الراهن؟
أرجو من الدول العربية الاهتمام كثيرا بالأجيال الجديدة وخلق وعي بالعلاقات وأن تكون وطنية والمعطيات الدينية تفسر بطريقة واضحة حتى لا يتم تشويه الدين والأفكار ولا بد من تطوير الخطاب الدينى من حين لآخر كى يواكب تغيرات العصر.
-هل يزعجك ترجمة الكتاب المقدس وبه أخطاء؟
لا.. هذا علم فالكتاب المقدس له علماء متخصصون يقومون بترجمته والكنيسة حريصة على تقديم التفسير الصحيح للكتاب المقدس فالنص مقدس في مضمونه.
-هل يزعجك وجود أفلام مسيئة للسيد المسيح؟
لا إكراه في الدين فمن يؤمن يؤمن والقرآن الكريم يحث على ذلك فالناس أحرار وهناك آيات ظريفة مثل الكتاب المقدس نفس الحاجة وهى موجودة لظرف ما.